الصوم من الفرائض المهمّة التي أوجبها اللّه تعالى على المكلّفين لما لها من الآثار الجليلة والفوائد العظيمة على الفرد والمجتمع، ومن أجل أهميتها البالغة فإنَّ اللّه تعالى قد كتب الصيام وفرضه على سائر الأمم قبل الإسلام مثلما فرضه على هذه الأمّة المسلمة. وقد قال اللّه تعالى فيه: يا أيُّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون. وقد ورد في الحديث الشريف أنَّه "جُنة من النّار" وأنَّه "زكاة الأبدان" وأنَّ نوم الصائم عبادة ونَفَسه وصمته تسبيح، وعمله مقبول، ودعاءه مستجاب، وأنَّ "خلوق فمه عند اللّه تعالى أطيب من رائحة المسك" وغير ذلك من الأحاديث.
والصوم في اللغة: هو مطلق الكف والامتناع عن الشيء، وفي الشرع: هو الإمساك والامتناع عن أمور معينة في وقت محدّد.
وللصوم أسباب كثيرة أمر بها الشرع وحث عليها، وأفضل أنواعه صوم شهر رمضان المبارك.
وفي هذا الباب سوف نبين أحكامه مفصلة في مباحث. ولما كان زمان الصوم ملحوظاً فيه الأشهر العربية القمرية فإننا سوف نبدأ بالحديث عن ثبوت الهلال، ثُمَّ نوالي الحديث في سائر أحكام هذه الفريضة المباركة فيما يلي من مباحث: