محاضرات
09/10/2023

العلاقةُ بينَ الإيمانِ وبينَ العدلِ والإحسانِ

25 ربيع الأوَّل 1445هـ
العلاقةُ بينَ الإيمانِ وبينَ العدلِ والإحسانِ

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النّحل: 90].
من الخطوط العامَّة في العلاقات الإنسانيَّة في الإسلام، أنَّ على الإنسان أن يتوخَّى العدل في علاقته بكلِّ الناس، والعدل هو أن يعطي لكلِّ ذي حقّ حقَّه، فلا يظلم أحداً حقَّه في أيّ جانب من الجوانب، سواء كان ذلك في ما يتصرَّف به في المال، أو في النفس والعرض، وغير ذلك من الأمور، فالمسلم هو الَّذي يمارس العدل مع كلّ إنسان، سواء كان قوياً أو ضعيفاً، غنياً أو فقيراً، فكلّ الامتيازات الطبقيَّة والطاقات المتنوّعة لا تسمح له بأن يعتدي على حقوق الآخرين، حتى إنَّ الإسلام جعل من علامات الإيمان أن لا يستغلَّ المؤمن قدرته لظلم الناس، حيث قال (ص): "إنَّما المؤمن الَّذي إذا رضي، لم يُدخله رضاه في إثمٍ ولا في باطل - لم يعطِ من يحبّه أكثر من حقِّه - وإذا سخطَ، لم يُخرجه غضبه من قول الحقّ، وإذا قَدِر، لم لم تخرجه قدرته إلى التعدِّي وإلى ما ليس له بحقّ"(1).
فعلى الإنسان عندما يعادي، أن لا تُخرجه عداوته عن قول الحقّ لمصلحة عدوّه إذا كان له حقّ، وإذا كانت له القدرة الجسديَّة أو العسكريَّة أو الاقتصاديَّة، فلا يجعل من إحساسه بالقوَّة والقدرة سبيلاً لأن يتعاطى مع الآخر ما ليس له بحقّ، وإذا فعل ذلك، سُلبت صفة الإيمان عنه حتَّى لو كان صائماً مصلّياً، لأنَّ الإيمان ليس في استقامة الإنسان مجرَّد كلمة يقولها في الشَّهادتين، أو مجرَّد عبادة يعبد بها ربَّه، ولكن الإيمان يتمثّل في سلوكه مع النَّاس، بحيث إذا عاش معهم، كان العدل فيهم.
والله تعالى يأمر بالإحسان، والإحسان هو أن تعطي من نفسك الخير الَّذي لا يستحقه الآخرون عليك، بحيث تكرّم النَّاس وتقول لهم الَّتي هي أحسن، وتدعمهم وتقوّيهم وتعلّمهم وتقضي حوائجهم وتدخل السرور عليهم، وما إلى ذلك.
كما يأمر الله تعالى بإيتاء ذي القربى، وهو أن يصل الإنسان قرابته، وقد فُسِّرت بقرابة النّبيّ (ص)، وينهى عن الفحشاء، وهي كلّ عمل يتجاوز الحدّ، وغالباً ما يُطلقه النَّاس على الأعمال المتَّصلة بالجانب الجنسي، وينهى عن المنكر، وهو كلّ معصية ينكرها الله تعالى، وينهى عن البغي، وهو العدوان على النَّاس بغير الحقّ، بأن يعتدي إنسان على النَّاس فيظلمهم حقوقهم، أو يعتدي على المجتمع كلّه، فيثير فيه الفتنة والنّزاع والخلاف.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 21 شعبان 1421 هـ/ الموافق: ١٧ تشرين الثّاني ٢٠٠٠ م.
(1) الخصال، الشيخ الصدوق، ص 105.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النّحل: 90].
من الخطوط العامَّة في العلاقات الإنسانيَّة في الإسلام، أنَّ على الإنسان أن يتوخَّى العدل في علاقته بكلِّ الناس، والعدل هو أن يعطي لكلِّ ذي حقّ حقَّه، فلا يظلم أحداً حقَّه في أيّ جانب من الجوانب، سواء كان ذلك في ما يتصرَّف به في المال، أو في النفس والعرض، وغير ذلك من الأمور، فالمسلم هو الَّذي يمارس العدل مع كلّ إنسان، سواء كان قوياً أو ضعيفاً، غنياً أو فقيراً، فكلّ الامتيازات الطبقيَّة والطاقات المتنوّعة لا تسمح له بأن يعتدي على حقوق الآخرين، حتى إنَّ الإسلام جعل من علامات الإيمان أن لا يستغلَّ المؤمن قدرته لظلم الناس، حيث قال (ص): "إنَّما المؤمن الَّذي إذا رضي، لم يُدخله رضاه في إثمٍ ولا في باطل - لم يعطِ من يحبّه أكثر من حقِّه - وإذا سخطَ، لم يُخرجه غضبه من قول الحقّ، وإذا قَدِر، لم لم تخرجه قدرته إلى التعدِّي وإلى ما ليس له بحقّ"(1).
فعلى الإنسان عندما يعادي، أن لا تُخرجه عداوته عن قول الحقّ لمصلحة عدوّه إذا كان له حقّ، وإذا كانت له القدرة الجسديَّة أو العسكريَّة أو الاقتصاديَّة، فلا يجعل من إحساسه بالقوَّة والقدرة سبيلاً لأن يتعاطى مع الآخر ما ليس له بحقّ، وإذا فعل ذلك، سُلبت صفة الإيمان عنه حتَّى لو كان صائماً مصلّياً، لأنَّ الإيمان ليس في استقامة الإنسان مجرَّد كلمة يقولها في الشَّهادتين، أو مجرَّد عبادة يعبد بها ربَّه، ولكن الإيمان يتمثّل في سلوكه مع النَّاس، بحيث إذا عاش معهم، كان العدل فيهم.
والله تعالى يأمر بالإحسان، والإحسان هو أن تعطي من نفسك الخير الَّذي لا يستحقه الآخرون عليك، بحيث تكرّم النَّاس وتقول لهم الَّتي هي أحسن، وتدعمهم وتقوّيهم وتعلّمهم وتقضي حوائجهم وتدخل السرور عليهم، وما إلى ذلك.
كما يأمر الله تعالى بإيتاء ذي القربى، وهو أن يصل الإنسان قرابته، وقد فُسِّرت بقرابة النّبيّ (ص)، وينهى عن الفحشاء، وهي كلّ عمل يتجاوز الحدّ، وغالباً ما يُطلقه النَّاس على الأعمال المتَّصلة بالجانب الجنسي، وينهى عن المنكر، وهو كلّ معصية ينكرها الله تعالى، وينهى عن البغي، وهو العدوان على النَّاس بغير الحقّ، بأن يعتدي إنسان على النَّاس فيظلمهم حقوقهم، أو يعتدي على المجتمع كلّه، فيثير فيه الفتنة والنّزاع والخلاف.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 21 شعبان 1421 هـ/ الموافق: ١٧ تشرين الثّاني ٢٠٠٠ م.
(1) الخصال، الشيخ الصدوق، ص 105.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية