27/10/2008

"عملية الخطف لم تكن استباقاً لحرب إسرائيل" (2)

"عملية الخطف لم تكن استباقاً لحرب إسرائيل" (2)

"عملية الخطف لم تكن استباقاً لحرب إسرائيل"

(2)


س: ماذا كانت الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية لحرب تموز، برأيكم؟

لقد كانت الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية وحتى العربية والأوروبية تتحرك على أساس إسقاط هذه المقاومة، لأن إسقاطها يفقد السياسة الإيرانية والسورية حيويتها وقوتها وفاعليتها في هذا المجال. ولهذا كان العالم بشكل عام ـ عدا سوريا وإيران ـ ضد هذه المقاومة ومع إسرائيل وهذا ما اكتشفناه في المؤتمر الذي عقد في ايطاليا، حيث رأينا أن كل دول العالم التي اجتمعت هناك كانت مع إسرائيل وضد المقاومة أثناء الحرب. ولهذا كانت مسألة الحرب بين لبنان ممثلا بالمقاومة وإسرائيل، تمثل صراعا بين أميركا الإسرائيلية وإسرائيل الاميركية مع الخطوط العالمية والعربية ضد المقاومة. ولهذا شكّل انتصار المقاومة وصمودها وهزيمة إسرائيل أمام تاريخها المليء بالانتصارات على العرب، صدمة لإسرائيل وللعالم الذي يؤيدها وعنفوانا للواقع العربي الإسلامي على المستوى الشعبي وللدولتين الحاضنتين للمقاومة.

ويبدو ذلك واضحاً من خلال التدخل الأميركي الذي رافقه التدخل الفرنسي والبريطاني في مجلس الأمن الذي كان يحاول أن يلعب لعبة سياسية في القرار تنزع من المقاومة عنفوان انتصارها وهذا ما عبّر عنه رئيس وزراء إسرائيل الذي اعتبر أن القرار 1701 شكل انتصارا لإسرائيل. إذ جمدت أميركا مسألة وقف إطلاق النار وأبدلته بوقف الأعمال العدائية، إضافة إلى بعض البنود الأخرى. لذلك كله كانت المسألة المتعلقة بالانتصار ـ إذا أردنا الابتعاد عن الجانب العسكري ـ تمثل فشلا أميركياً وإسرائيلياً في إسقاط المقاومة، ولاسيما عندما حصلت المقاومة على التأييد واعتبر العرب والمسلمون على المستوى الشعبي أنها أعادت العنفوان إلى واقعهم بعد سقوطه بسبب الهزائم العربية، ما ترك تأثيراً على الساحة اللبنانية لأن أميركا فشلت في الوصول إلى هدفها وهو ما يفسر كيف نصبت (أميركا) جسراً جوياً لإيصال القنابل الذكية إلى إسرائيل كي تحارب كل لبنان وليس المقاومة فحسب. واعتبرت المسألة فشلاً لأميركا ونجاحاً للمقاومة وللدولتين الحاضنتين لها بشكل وبآخر. وقد حاولت أميركا في هذه المرحلة أن تنفذ إلى الداخل السياسي اللبناني من أجل التخفيف من هذه القوة التي استطاعت المقاومة تأكيدها.

وهذا يفسّر طريقة الكثير من اللبنانيين ـ ولا نريد الحديث عن أسماء ـ ممن حاولوا ويحاولون إنكار انتصار المقاومة والتركيز على الجانب التدميري والإعماري والخسائر المادية ليعتبروا أن لبنان خسر بالمقاومة وان المقاومة دمّرت لبنان من دون أن يتحدثوا عن إعادة صناعة تاريخ جديد في لبنان وعن علاقات العرب والمسلمين بقضية فلسطين والصراع مع إسرائيل.

لذلك فإن المرحلة لم تكن مرحلة "حزب الله"، وإنما كانت مرحلة الصراع الدائر في المنطقة والذي يعتبر "حزب الله" محركاً من محركاته...

إن تأثير إسرائيل على أميركا وعلى المجتمع الدولي إجمالاً معروف، ورغم ذلك فان العالم في مؤتمر ايطاليا لم يقف ضد لبنان، هو اعتبر أن إسرائيل انسحبت من لبنان عام 2000م، وأن قضية مزارع شبعا يمكن أن تحل بالدبلوماسية وإلا بالمقاومة، وانطلاقاً من ذلك اعتبر أن "حزب الله" وربما من أداره قد استدرج إسرائيل لضرب لبنان أو ربما تسبب بضربها له على النحو المدمر المعروف.

س: قلت سماحتك، أن إسرائيل فوجئت بصمود "حزب الله" ولكن فوجئ الحزب نفسه بذلك ومعه سوريا وإيران، وتحوّل "حزب الله" إلى معبرٍ عن الطائفة الشيعية لبنانياً وعن سوريا وإيران عربياً وإسلامياً. ماذا سيفعل "حزب الله" أو ماذا يفترض أن يفعل؟ وهل سيبقى محرّكاً فاعلاً في الصراع الكبير الذي يتعدى لبنان الذي تحدثنا عنه، رغم ما يمكن أن يكلّف ذلك لبنان كونه ساحته أو إحدى أبرز ساحاته؟

ج: "في تصوري أن "حزب الله" أو المقاومة وفي ما أثير حولهما من تحميلهما مسؤولية الحرب، لم يكن العالم موضوعياً في دراسته لأسباب الحرب. لماذا؟ لأن مسألة أسر الجنديين كانت لها سوابق وهي اسر جنود آخرين في زمن شارون الذي خضع لهذه المسألة وأجرى عملية التبادل مع "حزب الله" مما يوحي أن المقاومة لم تكن تريد أن تثير حرباً، وإنما أن تمارس تجربة كانت ناجحة في السابق وتتصور أنها ـ خطأً أو صواباً ـ سوف تنجح في هذه التجربة. لكن المسألة أن أميركا وإسرائيل، حسب المعلومات التي سرّبت بعد ذلك، كانت لديهما خطة بالهجوم على المقاومة عندما تسمح الفرصة بذلك.

لذلك، فإننا نلاحظ أن العالم الذي اجتمع في ايطاليا لم يكن موضوعيا في دراسته للمسألة. ونحن لا نستطيع أن نقول انه كان لا يعرف الخلفيات، لأن رؤساء الدول كانوا يعرفون طبيعة الخطط في هذا المجال، وهي نقطة لا بد أن تُلاحظ ولا بد من الإضاءة عليها في هذا المقام.

س: معروف أن إسرائيل تعدّ خططها العسكرية مسبقا وكذلك أميركا. ومعروف أن هناك رغبة عندهما للانتقام من "حزب الله" وربما من إيران، وهل أنّ الكلام الذي سمعناه من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله: "لو عرفنا... لما قمنا بالعملية" يشير إلى أن الحرب التي وقعت عام 2006 في حزيران لم يكن مخططا لها في هذا التاريخ ولا يشير إلى أن عملية الخطف كانت استباقية لفضح الحرب الإسرائيلية المخطط لها ولدفعها إلى شنها قبل اكتمال الإعداد لها؟

ج: أعتقد أن الخلفية التي تحدثت عنها والتي تكمن وراء الحرب لم تكن الخطة التي أعدّتها المقاومة، ولكن بعد حصولها وبروز الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية كانت المسألة تمثّل نوعاً من أنواع الإعلام. إن ما حصل ورغم انه لم يكن منطلقاً من هذه المسألة، لأنهم لم يكونوا مستعدين  للحرب حيث أن الترتيب للحرب كان يجري خلال الحرب، فلم تكن هناك خطة عسكرية موضوعة بالشكل الكامل مع وجودها من خلال طبيعة الحرب. فمثل هذا الكلام، أن الحرب استباقية يمثل نوعا من أنواع عرض القوة التي انطلقت في هذا المجال. وان المسألة هي أن المقاومة لا تريد أن تثير حرباً، وإنما دورها أن تكون للبنان منعة وقوة تستطيع الدفاع عنه لرد العدوان عندما تقوم به إسرائيل، لأننا لا نعرف الخطط الإسرائيلية التي تلتقي بالخطط الاميركية عندما تفكر بأن تعتدي على لبنان.

ولعل التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن العدوان وأنها سوف تجتاح لبنان والمقاومة قد تكون للاستهلاك الداخلي وعرضٍ للعضلات أمام العالم الغربي والعربي، والإحياء للعالم بأنها لا تزال القوة والجيش الذي لا يقهر وهي توحي بأن هناك إمكاناً إسرائيلياً للعدوان عندما تحصل ظروف معينة في هذا المجال. وقد نستوحي الآن من قلق إسرائيل من أي حرب جديدة على لبنان أو بينها وبين المقاومة طرح يتعلق بإيجاد معاهدة عدم اعتداء طويلة الأجل بين إسرائيل ولبنان والمقاومة، كما أن حديثها عن الأسلحة التي يملكها "حزب الله"، وعن الأوضاع الداخلية المحيطة بها والضعف الذي يعيشه المجندون الإسرائيليون، يشير إلى أن إسرائيل لا تريد حرباً، ونحن نقول والمقاومة تقول إنها لا تريد حرباً.

ولكن إذا حصلت أية مناسبة لحرب فستكون المقاومة مستعدة. وربما نلاحظ أن الجهة البارزة في لبنان والتي قدّرت للمقاومة موقفها وموقعها هي الجيش اللبناني. فنحن نرى أن قيادة الجيش اللبناني، وحتى رئاسة لبنان، تتحدثان عن المقاومة كجيش شعبي واحتياطي رديف للجيش، وكقوة رديفة للجيش رغم أن السياسيين يحاولون إعطاء إسرائيل نوعاً من أنواع الاحترام. فهي لم تنتصر، ولكن لبنان أيضاً لم ينتصر، وذلك سيكون دفعة على الحساب لأميركا وغير أميركا.

هذا كلام أقل ما يقال فيه أنه في غير موضعه.

سركيس نعوم

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 29 شوال 1429 هـ  الموافق: 28/10/2008 م

"عملية الخطف لم تكن استباقاً لحرب إسرائيل"

(2)


س: ماذا كانت الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية لحرب تموز، برأيكم؟

لقد كانت الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية وحتى العربية والأوروبية تتحرك على أساس إسقاط هذه المقاومة، لأن إسقاطها يفقد السياسة الإيرانية والسورية حيويتها وقوتها وفاعليتها في هذا المجال. ولهذا كان العالم بشكل عام ـ عدا سوريا وإيران ـ ضد هذه المقاومة ومع إسرائيل وهذا ما اكتشفناه في المؤتمر الذي عقد في ايطاليا، حيث رأينا أن كل دول العالم التي اجتمعت هناك كانت مع إسرائيل وضد المقاومة أثناء الحرب. ولهذا كانت مسألة الحرب بين لبنان ممثلا بالمقاومة وإسرائيل، تمثل صراعا بين أميركا الإسرائيلية وإسرائيل الاميركية مع الخطوط العالمية والعربية ضد المقاومة. ولهذا شكّل انتصار المقاومة وصمودها وهزيمة إسرائيل أمام تاريخها المليء بالانتصارات على العرب، صدمة لإسرائيل وللعالم الذي يؤيدها وعنفوانا للواقع العربي الإسلامي على المستوى الشعبي وللدولتين الحاضنتين للمقاومة.

ويبدو ذلك واضحاً من خلال التدخل الأميركي الذي رافقه التدخل الفرنسي والبريطاني في مجلس الأمن الذي كان يحاول أن يلعب لعبة سياسية في القرار تنزع من المقاومة عنفوان انتصارها وهذا ما عبّر عنه رئيس وزراء إسرائيل الذي اعتبر أن القرار 1701 شكل انتصارا لإسرائيل. إذ جمدت أميركا مسألة وقف إطلاق النار وأبدلته بوقف الأعمال العدائية، إضافة إلى بعض البنود الأخرى. لذلك كله كانت المسألة المتعلقة بالانتصار ـ إذا أردنا الابتعاد عن الجانب العسكري ـ تمثل فشلا أميركياً وإسرائيلياً في إسقاط المقاومة، ولاسيما عندما حصلت المقاومة على التأييد واعتبر العرب والمسلمون على المستوى الشعبي أنها أعادت العنفوان إلى واقعهم بعد سقوطه بسبب الهزائم العربية، ما ترك تأثيراً على الساحة اللبنانية لأن أميركا فشلت في الوصول إلى هدفها وهو ما يفسر كيف نصبت (أميركا) جسراً جوياً لإيصال القنابل الذكية إلى إسرائيل كي تحارب كل لبنان وليس المقاومة فحسب. واعتبرت المسألة فشلاً لأميركا ونجاحاً للمقاومة وللدولتين الحاضنتين لها بشكل وبآخر. وقد حاولت أميركا في هذه المرحلة أن تنفذ إلى الداخل السياسي اللبناني من أجل التخفيف من هذه القوة التي استطاعت المقاومة تأكيدها.

وهذا يفسّر طريقة الكثير من اللبنانيين ـ ولا نريد الحديث عن أسماء ـ ممن حاولوا ويحاولون إنكار انتصار المقاومة والتركيز على الجانب التدميري والإعماري والخسائر المادية ليعتبروا أن لبنان خسر بالمقاومة وان المقاومة دمّرت لبنان من دون أن يتحدثوا عن إعادة صناعة تاريخ جديد في لبنان وعن علاقات العرب والمسلمين بقضية فلسطين والصراع مع إسرائيل.

لذلك فإن المرحلة لم تكن مرحلة "حزب الله"، وإنما كانت مرحلة الصراع الدائر في المنطقة والذي يعتبر "حزب الله" محركاً من محركاته...

إن تأثير إسرائيل على أميركا وعلى المجتمع الدولي إجمالاً معروف، ورغم ذلك فان العالم في مؤتمر ايطاليا لم يقف ضد لبنان، هو اعتبر أن إسرائيل انسحبت من لبنان عام 2000م، وأن قضية مزارع شبعا يمكن أن تحل بالدبلوماسية وإلا بالمقاومة، وانطلاقاً من ذلك اعتبر أن "حزب الله" وربما من أداره قد استدرج إسرائيل لضرب لبنان أو ربما تسبب بضربها له على النحو المدمر المعروف.

س: قلت سماحتك، أن إسرائيل فوجئت بصمود "حزب الله" ولكن فوجئ الحزب نفسه بذلك ومعه سوريا وإيران، وتحوّل "حزب الله" إلى معبرٍ عن الطائفة الشيعية لبنانياً وعن سوريا وإيران عربياً وإسلامياً. ماذا سيفعل "حزب الله" أو ماذا يفترض أن يفعل؟ وهل سيبقى محرّكاً فاعلاً في الصراع الكبير الذي يتعدى لبنان الذي تحدثنا عنه، رغم ما يمكن أن يكلّف ذلك لبنان كونه ساحته أو إحدى أبرز ساحاته؟

ج: "في تصوري أن "حزب الله" أو المقاومة وفي ما أثير حولهما من تحميلهما مسؤولية الحرب، لم يكن العالم موضوعياً في دراسته لأسباب الحرب. لماذا؟ لأن مسألة أسر الجنديين كانت لها سوابق وهي اسر جنود آخرين في زمن شارون الذي خضع لهذه المسألة وأجرى عملية التبادل مع "حزب الله" مما يوحي أن المقاومة لم تكن تريد أن تثير حرباً، وإنما أن تمارس تجربة كانت ناجحة في السابق وتتصور أنها ـ خطأً أو صواباً ـ سوف تنجح في هذه التجربة. لكن المسألة أن أميركا وإسرائيل، حسب المعلومات التي سرّبت بعد ذلك، كانت لديهما خطة بالهجوم على المقاومة عندما تسمح الفرصة بذلك.

لذلك، فإننا نلاحظ أن العالم الذي اجتمع في ايطاليا لم يكن موضوعيا في دراسته للمسألة. ونحن لا نستطيع أن نقول انه كان لا يعرف الخلفيات، لأن رؤساء الدول كانوا يعرفون طبيعة الخطط في هذا المجال، وهي نقطة لا بد أن تُلاحظ ولا بد من الإضاءة عليها في هذا المقام.

س: معروف أن إسرائيل تعدّ خططها العسكرية مسبقا وكذلك أميركا. ومعروف أن هناك رغبة عندهما للانتقام من "حزب الله" وربما من إيران، وهل أنّ الكلام الذي سمعناه من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله: "لو عرفنا... لما قمنا بالعملية" يشير إلى أن الحرب التي وقعت عام 2006 في حزيران لم يكن مخططا لها في هذا التاريخ ولا يشير إلى أن عملية الخطف كانت استباقية لفضح الحرب الإسرائيلية المخطط لها ولدفعها إلى شنها قبل اكتمال الإعداد لها؟

ج: أعتقد أن الخلفية التي تحدثت عنها والتي تكمن وراء الحرب لم تكن الخطة التي أعدّتها المقاومة، ولكن بعد حصولها وبروز الخطة الاميركية ـ الإسرائيلية كانت المسألة تمثّل نوعاً من أنواع الإعلام. إن ما حصل ورغم انه لم يكن منطلقاً من هذه المسألة، لأنهم لم يكونوا مستعدين  للحرب حيث أن الترتيب للحرب كان يجري خلال الحرب، فلم تكن هناك خطة عسكرية موضوعة بالشكل الكامل مع وجودها من خلال طبيعة الحرب. فمثل هذا الكلام، أن الحرب استباقية يمثل نوعا من أنواع عرض القوة التي انطلقت في هذا المجال. وان المسألة هي أن المقاومة لا تريد أن تثير حرباً، وإنما دورها أن تكون للبنان منعة وقوة تستطيع الدفاع عنه لرد العدوان عندما تقوم به إسرائيل، لأننا لا نعرف الخطط الإسرائيلية التي تلتقي بالخطط الاميركية عندما تفكر بأن تعتدي على لبنان.

ولعل التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن العدوان وأنها سوف تجتاح لبنان والمقاومة قد تكون للاستهلاك الداخلي وعرضٍ للعضلات أمام العالم الغربي والعربي، والإحياء للعالم بأنها لا تزال القوة والجيش الذي لا يقهر وهي توحي بأن هناك إمكاناً إسرائيلياً للعدوان عندما تحصل ظروف معينة في هذا المجال. وقد نستوحي الآن من قلق إسرائيل من أي حرب جديدة على لبنان أو بينها وبين المقاومة طرح يتعلق بإيجاد معاهدة عدم اعتداء طويلة الأجل بين إسرائيل ولبنان والمقاومة، كما أن حديثها عن الأسلحة التي يملكها "حزب الله"، وعن الأوضاع الداخلية المحيطة بها والضعف الذي يعيشه المجندون الإسرائيليون، يشير إلى أن إسرائيل لا تريد حرباً، ونحن نقول والمقاومة تقول إنها لا تريد حرباً.

ولكن إذا حصلت أية مناسبة لحرب فستكون المقاومة مستعدة. وربما نلاحظ أن الجهة البارزة في لبنان والتي قدّرت للمقاومة موقفها وموقعها هي الجيش اللبناني. فنحن نرى أن قيادة الجيش اللبناني، وحتى رئاسة لبنان، تتحدثان عن المقاومة كجيش شعبي واحتياطي رديف للجيش، وكقوة رديفة للجيش رغم أن السياسيين يحاولون إعطاء إسرائيل نوعاً من أنواع الاحترام. فهي لم تنتصر، ولكن لبنان أيضاً لم ينتصر، وذلك سيكون دفعة على الحساب لأميركا وغير أميركا.

هذا كلام أقل ما يقال فيه أنه في غير موضعه.

سركيس نعوم

مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 29 شوال 1429 هـ  الموافق: 28/10/2008 م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية