الشيعة يريدون لبنان اللبناني
(6)
س: هل ستصبح المنطقة في المستقبل عرباً مهمّشين بإدارة تركية ـ إيرانية ـ إسرائيلية تشرف عليها أمريكا؟
ج: "أعتقد أن إيران لا تملك إمكانيات السيطرة على العالم العربي، وأما قضية أنها تتحرك لتدخل في منظمة ـ كما قال بعض وزراء العرب ـ تشمل إسرائيل وتركيا وإيران، فهذا ما لا يمكن أن يقوم على أساس، لأن إيران لا يمكن أن تقيم علاقات مع إسرائيل، إضافة إلى تركيا التي تقيم علاقات مع إيران، ولكن بحسب وضعها السياسي، إن لجهة علاقتها مع إسرائيل أو لجهة وجود قواعد أمريكية فيها، أو من ناحية سيطرة الجيش ورفضها أي شيء إسلامي ديني، باعتبارها دولة علمانية، كل ذلك يجعلنا نقول، إنه من الصعب جداً أن تكون هناك منظمة تجمع هؤلاء.
وأما العرب فهم يعيشون التهميش، فليس في العالم العربي أي موقع إبداع أو قوة فاعلة بالمعنى السياسي، فهم لم يدخلوا عالم الصناعة بل ما يزالون مستهلكين، ولم يستطيعوا الانطلاق في منظمة اقتصادية عربية تحفظ لهم ثرواتهم ومقدّراتهم، وقد عاشوا الأزمة العالمية في مستوى الخسائر الكبيرة، بحيث أنهم لو قدموا هذه المليارات التي خسروها إلى العالم العربي لحلّت مشكلات الفقراء والمستضعفين".
س: أي عراق تريد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ هل يشبه لبنان الذي تريده سوريا، رغم اختلاف الوضع في لبنان عنه في العراق وتشابهه معه في آن واحد؟
ج: "ليست هناك ظروف في العراق تسمح لإيران بالسيطرة الواسعة عليها، لأن العراقيين ليسوا كلهم مع إيران، كما أن تدخّل إيران في العراق هو تدخّل دفاعي ضد أمريكا التي أصبحت على حدودها، فإيران لا تملك إمكانيات السيطرة المطلقة على العراق كما كانت السيطرة السورية المطلقة على لبنان".
س: ماذا سيكون ردّ فعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا ما حصلت تسوية سلمية بين سورية وإسرائيل؟
ج: "لا أعتقد أنه سيكون هناك ردّ فعل سلبي، لأن إيران صرّحت أن لا مشكلة عندها في أن تسترجع سوريا أراضيها المحتلة بطريقتها الخاصة".
س: في الانتخابات الإيرانية المقبلة، هل سيبقى المحافظون أم سيأتي الإصلاحيون؟ وما الفرق الذي سيلاحظه العالم إذا ربح هذا وخسر ذاك؟
ج: "حتى الآن القضية غير واضحة، باعتبار أن للرئيس الحالي مواقع شعبية جيدة، كما أن المرشّحين الآخرين غير معروفين، حيث تذكر أسماء إصلاحية مع وجود نقطة ضعف عندهم وهي أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا موقع القوة في حل المشكلات الاقتصادية في إيران، لذلك فإننا نرى أن السلطة بأيدي الإصلاحيين كما هي بأيدي المحافظين، وإيران بشكل عام ـ ونحن لا ندّعي العصمة لها ـ تمارس انتخاباتها بشكل حر وليس على طريقة الديمقراطيات العربية".
س: تقولون دائماً أن لبنان لن يشهد حرباً مذهبية، وقد وقع في لبنان ما يشبه هذه الحروب، أو ما قد يكون مقدمة لها؟
ج: "ما حصل في لبنان من خلال بعض القرارات التي انطلقت من مجلس الوزراء وجعلت المقاومة تشعر بأنها مستهدفة في ذلك، وما حصل في بيروت لم يكن حرباً، بل هناك فريق سياسي حاول توظيف المسألة في الاتجاه المذهبي، أما في العراق فإنّ المسألة قد ضخّمت بشكل فوق العادة، بسبب استخدامها من قِبَل بعض رجال الدين والسياسيين لأغراض سياسية معيّنة، وقد عبّرت بعض القيادات بأن المسألة في لبنان ليست مذهبية بل سياسية، وفي تصوري أن ما حصل لم يكن حرباً مذهبية".
س: أي لبنان يريد الشيعة اللبنانيون؟ وهل ما يزالون مع اتفاق الطائف؟
ج: "الشيعة يريدون لبنان اللبناني، لأنّ لبنان الوطن للمواطن، ونحن نؤكد نظام المواطنة، لأنّ النظام الطائفي قد فشل ولم يستطع خدمة أي طائفة من الطوائف، بل هو نظام يخدم رؤساء الطوائف، لا الشعب، ونحن نقول: عندما ينطلق المواطن ليمارس مسؤوليته كمواطن ويأخذ حقوقه كمواطن يمكن أن يتحقق السلام في لبنان وإلا سيبقى لبنان ساحة لكل المخابرات العربية والدولية، وتبقى الثلاثية: لا تقسيم، لا انهيار، لا استقرار.
سركيس نعوم
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 03 ذو القعدة 1429 هـ الموافق: 01/11/2008 م
الشيعة يريدون لبنان اللبناني
(6)
س: هل ستصبح المنطقة في المستقبل عرباً مهمّشين بإدارة تركية ـ إيرانية ـ إسرائيلية تشرف عليها أمريكا؟
ج: "أعتقد أن إيران لا تملك إمكانيات السيطرة على العالم العربي، وأما قضية أنها تتحرك لتدخل في منظمة ـ كما قال بعض وزراء العرب ـ تشمل إسرائيل وتركيا وإيران، فهذا ما لا يمكن أن يقوم على أساس، لأن إيران لا يمكن أن تقيم علاقات مع إسرائيل، إضافة إلى تركيا التي تقيم علاقات مع إيران، ولكن بحسب وضعها السياسي، إن لجهة علاقتها مع إسرائيل أو لجهة وجود قواعد أمريكية فيها، أو من ناحية سيطرة الجيش ورفضها أي شيء إسلامي ديني، باعتبارها دولة علمانية، كل ذلك يجعلنا نقول، إنه من الصعب جداً أن تكون هناك منظمة تجمع هؤلاء.
وأما العرب فهم يعيشون التهميش، فليس في العالم العربي أي موقع إبداع أو قوة فاعلة بالمعنى السياسي، فهم لم يدخلوا عالم الصناعة بل ما يزالون مستهلكين، ولم يستطيعوا الانطلاق في منظمة اقتصادية عربية تحفظ لهم ثرواتهم ومقدّراتهم، وقد عاشوا الأزمة العالمية في مستوى الخسائر الكبيرة، بحيث أنهم لو قدموا هذه المليارات التي خسروها إلى العالم العربي لحلّت مشكلات الفقراء والمستضعفين".
س: أي عراق تريد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ هل يشبه لبنان الذي تريده سوريا، رغم اختلاف الوضع في لبنان عنه في العراق وتشابهه معه في آن واحد؟
ج: "ليست هناك ظروف في العراق تسمح لإيران بالسيطرة الواسعة عليها، لأن العراقيين ليسوا كلهم مع إيران، كما أن تدخّل إيران في العراق هو تدخّل دفاعي ضد أمريكا التي أصبحت على حدودها، فإيران لا تملك إمكانيات السيطرة المطلقة على العراق كما كانت السيطرة السورية المطلقة على لبنان".
س: ماذا سيكون ردّ فعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا ما حصلت تسوية سلمية بين سورية وإسرائيل؟
ج: "لا أعتقد أنه سيكون هناك ردّ فعل سلبي، لأن إيران صرّحت أن لا مشكلة عندها في أن تسترجع سوريا أراضيها المحتلة بطريقتها الخاصة".
س: في الانتخابات الإيرانية المقبلة، هل سيبقى المحافظون أم سيأتي الإصلاحيون؟ وما الفرق الذي سيلاحظه العالم إذا ربح هذا وخسر ذاك؟
ج: "حتى الآن القضية غير واضحة، باعتبار أن للرئيس الحالي مواقع شعبية جيدة، كما أن المرشّحين الآخرين غير معروفين، حيث تذكر أسماء إصلاحية مع وجود نقطة ضعف عندهم وهي أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا موقع القوة في حل المشكلات الاقتصادية في إيران، لذلك فإننا نرى أن السلطة بأيدي الإصلاحيين كما هي بأيدي المحافظين، وإيران بشكل عام ـ ونحن لا ندّعي العصمة لها ـ تمارس انتخاباتها بشكل حر وليس على طريقة الديمقراطيات العربية".
س: تقولون دائماً أن لبنان لن يشهد حرباً مذهبية، وقد وقع في لبنان ما يشبه هذه الحروب، أو ما قد يكون مقدمة لها؟
ج: "ما حصل في لبنان من خلال بعض القرارات التي انطلقت من مجلس الوزراء وجعلت المقاومة تشعر بأنها مستهدفة في ذلك، وما حصل في بيروت لم يكن حرباً، بل هناك فريق سياسي حاول توظيف المسألة في الاتجاه المذهبي، أما في العراق فإنّ المسألة قد ضخّمت بشكل فوق العادة، بسبب استخدامها من قِبَل بعض رجال الدين والسياسيين لأغراض سياسية معيّنة، وقد عبّرت بعض القيادات بأن المسألة في لبنان ليست مذهبية بل سياسية، وفي تصوري أن ما حصل لم يكن حرباً مذهبية".
س: أي لبنان يريد الشيعة اللبنانيون؟ وهل ما يزالون مع اتفاق الطائف؟
ج: "الشيعة يريدون لبنان اللبناني، لأنّ لبنان الوطن للمواطن، ونحن نؤكد نظام المواطنة، لأنّ النظام الطائفي قد فشل ولم يستطع خدمة أي طائفة من الطوائف، بل هو نظام يخدم رؤساء الطوائف، لا الشعب، ونحن نقول: عندما ينطلق المواطن ليمارس مسؤوليته كمواطن ويأخذ حقوقه كمواطن يمكن أن يتحقق السلام في لبنان وإلا سيبقى لبنان ساحة لكل المخابرات العربية والدولية، وتبقى الثلاثية: لا تقسيم، لا انهيار، لا استقرار.
سركيس نعوم
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 03 ذو القعدة 1429 هـ الموافق: 01/11/2008 م