المرجع فضل الله (رض): ميزات أسلوبه الاجتهاديّ

المرجع فضل الله (رض): ميزات أسلوبه الاجتهاديّ
 

إنَّ المطّلع الموضوعيّ على نتاج العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، لا يعدّه عالم دين عاديّاً أو مجرّد منظّر سياسيّ أو مصلح اجتماعيّ أو باحث ومفكّر إسلامي؛ إنّه بحقّ علاوة على ذلك، مرجع ديني له أساليبه ومقارباته ورؤيته الفقهية المتجددة التي نقلت الوعي الديني في قضايا دينية وتاريخية مختلفه، من مكان إلى مكان آخر منفتح على العمق والشموليّة.

إنّ المرجع السيد فضل الله (رض) هو مرجع دينيّ بكلّ ما للكلمة من معنى، على الرّغم من محاولات عديدة لمحو هذه الصّورة من الذّاكرة العامّة، أو تجاهلها وتناسيها، وفي ذلك إساءة إلى كلّ الناس ووجدانهم ووعيهم وتاريخهم، فمسيرة السيّد (رض) وعطاءاته كانت للنّاس جميعاً، وليست مجداً شخصياً لذاته.

في ذكرى رحيله العاشرة، نعاود لفت النّظر إلى أبرز ما تميّز به المنهج الاجتهادي لديه، كونه من المناهج التي لا تزال تضجّ بالحيوية والمرونة، وتستدعي ذهنيّة منفتحة لتلقّف هذه الميزات وقراءتها والتفاعل معها والبناء عليها، لأنّ العملية الاجتهادية سلسلة متواصلة من التجارب والعمل والعطاء.

بدايةً، ما تميز به المنهج الاجتهادي لدى السيد فضل الله (رض)، حضوره القويّ وشجاعته في اقتحام الساحة، وتحلّيه بروح التحدّي في خوض كلّ تفاصيل الحياة وشؤونها، من اجتماعيّة وسياسيّة وفكريّة وثقافيّة، متسلّحاً بالصّبر وطول الأناة والتحمّل والإخلاص في العمل.

وقد مكّنته ذائقته الأدبيّة واللغوية والشعرية من الفهم الدّقيق والعالي لروح الدّين ومفاهيمه، وانعكس ذلك مزيداً من الاستنتاجات الفقهيّة والتفسيريّة المبدعة والمفتوحة الأفق، القائمة على ذوق عرفيّ بعيد من التعقيد اللفظي والمعنوي والصناعة المنطقيّة والفلسفيّة الجافة والتجريدية.

جرأته في الفتوى تنطلق من إيمان وعمق ارتباط بالله، فالمسؤوليّة الأخلاقيّة والشرعيّة تستوجب النطق بالحقيقة ومحاولة نشرها، من دون أيّ حسابات خاصّة، فالله هو من يجب أن يحسب له الحساب ويخشى منه.. إنَّ هذه الجرأة هي تعبير عن مدى ثقة العالم المجتهد بالنّفس، وتعبير عن مدى وضوح الرّؤية لديه، وتحمّله للمسؤوليّة العامّة بين يدي الله، والتصدّي لمشاكل الأجيال.

من أبرز ميزات المنهج الاجتهادي لدى المرجع السيد فضل الله (رض)، حاكمية القرآن عنده على السنّة الشريفة، فهو لم يرفض السنّة، بل هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، ولكنّه جعل القرآن بمفاهيمه وحركتة الفكرية والتشريعية والعقيدية، ضابطاً وحاكماً على ما ورد من أحاديث. فالقرآن عنده قد انطلق في حركة الدّعوة والتشريع ليؤصّل القواعد في دائرتها الواسعة. والقرآن ليس كتاباً رمزياً وغيبياً، بل هو كتاب متحرّك للإنسان والحياة، يستحثّنا حتى نتفاعل معه ونستنطق ايحاءاته المتجدّدة.

لقد خاض المرجع فضل الله (رض) في كلّ مفردات العقيدة بصراحة وجرأة، إذ لا محرَّمات في النقاش ما دامت الحقيقة هي المبتغاة.

ويلفتك عنصر آخر في منهجيّة السيّد الاجتهادية، وهي قراءة النصّ في سياقه التاريخيّ، من خلال إخضاع الدّليل للفهم العرفي والعنصر التاريخي في عصره، وترجيح ما هو أقرب إلى الواقع.

إضافةً إلى ما قام به من مصالحة بين الدّين والحياة ومفردات العلم الحديث، كالاستنساخ والحسابات الفلكيّة، وغيرها من المباحث، بحيث عمل على تقريب لغة الدّين وموقعيّته من الحياة، ولغة الجيل وما تصبو إليه وتتعطّش له من إجابات دينيّة مقنعة تعبّر عن حيوية الدّين وروحيّته المنفتحة.

 

إنَّ المطّلع الموضوعيّ على نتاج العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)، لا يعدّه عالم دين عاديّاً أو مجرّد منظّر سياسيّ أو مصلح اجتماعيّ أو باحث ومفكّر إسلامي؛ إنّه بحقّ علاوة على ذلك، مرجع ديني له أساليبه ومقارباته ورؤيته الفقهية المتجددة التي نقلت الوعي الديني في قضايا دينية وتاريخية مختلفه، من مكان إلى مكان آخر منفتح على العمق والشموليّة.

إنّ المرجع السيد فضل الله (رض) هو مرجع دينيّ بكلّ ما للكلمة من معنى، على الرّغم من محاولات عديدة لمحو هذه الصّورة من الذّاكرة العامّة، أو تجاهلها وتناسيها، وفي ذلك إساءة إلى كلّ الناس ووجدانهم ووعيهم وتاريخهم، فمسيرة السيّد (رض) وعطاءاته كانت للنّاس جميعاً، وليست مجداً شخصياً لذاته.

في ذكرى رحيله العاشرة، نعاود لفت النّظر إلى أبرز ما تميّز به المنهج الاجتهادي لديه، كونه من المناهج التي لا تزال تضجّ بالحيوية والمرونة، وتستدعي ذهنيّة منفتحة لتلقّف هذه الميزات وقراءتها والتفاعل معها والبناء عليها، لأنّ العملية الاجتهادية سلسلة متواصلة من التجارب والعمل والعطاء.

بدايةً، ما تميز به المنهج الاجتهادي لدى السيد فضل الله (رض)، حضوره القويّ وشجاعته في اقتحام الساحة، وتحلّيه بروح التحدّي في خوض كلّ تفاصيل الحياة وشؤونها، من اجتماعيّة وسياسيّة وفكريّة وثقافيّة، متسلّحاً بالصّبر وطول الأناة والتحمّل والإخلاص في العمل.

وقد مكّنته ذائقته الأدبيّة واللغوية والشعرية من الفهم الدّقيق والعالي لروح الدّين ومفاهيمه، وانعكس ذلك مزيداً من الاستنتاجات الفقهيّة والتفسيريّة المبدعة والمفتوحة الأفق، القائمة على ذوق عرفيّ بعيد من التعقيد اللفظي والمعنوي والصناعة المنطقيّة والفلسفيّة الجافة والتجريدية.

جرأته في الفتوى تنطلق من إيمان وعمق ارتباط بالله، فالمسؤوليّة الأخلاقيّة والشرعيّة تستوجب النطق بالحقيقة ومحاولة نشرها، من دون أيّ حسابات خاصّة، فالله هو من يجب أن يحسب له الحساب ويخشى منه.. إنَّ هذه الجرأة هي تعبير عن مدى ثقة العالم المجتهد بالنّفس، وتعبير عن مدى وضوح الرّؤية لديه، وتحمّله للمسؤوليّة العامّة بين يدي الله، والتصدّي لمشاكل الأجيال.

من أبرز ميزات المنهج الاجتهادي لدى المرجع السيد فضل الله (رض)، حاكمية القرآن عنده على السنّة الشريفة، فهو لم يرفض السنّة، بل هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، ولكنّه جعل القرآن بمفاهيمه وحركتة الفكرية والتشريعية والعقيدية، ضابطاً وحاكماً على ما ورد من أحاديث. فالقرآن عنده قد انطلق في حركة الدّعوة والتشريع ليؤصّل القواعد في دائرتها الواسعة. والقرآن ليس كتاباً رمزياً وغيبياً، بل هو كتاب متحرّك للإنسان والحياة، يستحثّنا حتى نتفاعل معه ونستنطق ايحاءاته المتجدّدة.

لقد خاض المرجع فضل الله (رض) في كلّ مفردات العقيدة بصراحة وجرأة، إذ لا محرَّمات في النقاش ما دامت الحقيقة هي المبتغاة.

ويلفتك عنصر آخر في منهجيّة السيّد الاجتهادية، وهي قراءة النصّ في سياقه التاريخيّ، من خلال إخضاع الدّليل للفهم العرفي والعنصر التاريخي في عصره، وترجيح ما هو أقرب إلى الواقع.

إضافةً إلى ما قام به من مصالحة بين الدّين والحياة ومفردات العلم الحديث، كالاستنساخ والحسابات الفلكيّة، وغيرها من المباحث، بحيث عمل على تقريب لغة الدّين وموقعيّته من الحياة، ولغة الجيل وما تصبو إليه وتتعطّش له من إجابات دينيّة مقنعة تعبّر عن حيوية الدّين وروحيّته المنفتحة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية