يؤكّد الله سبحانه وتعالى في كتابه خطورةَ المواقف المضادَّة الَّتي يقفها أعداء الإسلام، وما يُمكن أن يستخدموه من أساليب ملتوية تارةً، وجذَّابة أخرى، ومثيرة ثالثة، قد تؤدّي إلى الانحراف بالمسلم عن دينه، وذلك عندما يشير إلى أهمّية أن يحافظ الإنسان على إيمانه إلى آخر رمق في حياته، في إشارةٍ منه إلى أنَّ من الممكن للإيمان أن يتعرَّض للهزّات والهجمات الَّتي تضعفه، وقد تزيله من نفس الإنسان.
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(آل عمران: 102)، فإنَّ حركة التَّقوى لله، في ما تعنيه من الانضباط الواعي في خطِّ أوامر الله ونواهيه، أمام حالات الاهتزاز النَّفسي فيما تثيره الشَّهوات، والضّعف الرّوحي في ما تؤدِّي إليه التّحدّيات، والارتباك الفكري أمام الشّبهات، من شأنها أن تحقّق النتيجة التي تركّز عليها الآية، وهي قوله تعالى: {وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وهذا ما نلحظه في أدب الدّعاء الإسلامي، فيما يوحيه من عمليَّة التربية الواعية للإنسان المسلم، في ما هي مسألة المصير بين يدي الله عزَّ وجلَّ، وذلك عندما يؤكِّد الإسلام أن يدعو المؤمن دائماً بحُسن العاقبة؛ لأنَّ ما يمكن أن يخبِّئه المستقبل المجهول للإنسان من ضغوطات وأوضاع وحالات مؤثّرة، قد يجعل مستقبل أمره إلى شرٍّ بعدما كان يتحرَّك في طريق الخير والفلاح.
أمَّا كيف يتَّقي الإنسان الله حقَّ تُقاته؟ فقد جاء تفسيره في حديث الإمام جعفر الصَّادق (ع)، في ما رواه عنه أبو بصير، قال: «سمعت أبا عبد الله عن قول الله عزَّ وجلّ: {اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قال: يُطاع فلا يُعصَى، ويُذكَر فلا يُنسَى، ويُشكَر فلا يُكفَر»(1)... وهذا المعنى هو التّعبير الحركي للحضور الدَّائم لله في وعي الإنسان، بحيثُ لا يغيب عن خاطره في كلِّ شيء يحيط به، وفي كلِّ اتّجاه يتوجَّه إليه.
إنَّها الدَّعوة إلى أن لا تكون التَّقوى مزاجاً طارئاً يمرُّ بالحياة مروراً خفيفاً، بل أن تكون قاعدةً ثابتة للفكر والحياة، لتمثِّل خطَّ البداية والمسار والنِّهاية... وهذا هو ما نستوحيه من هذا النِّداء الإلهي الذي يحسُّ الإنسان فيه بمعنى الرَّحمة الَّذي يمتزج بأسلوب التَّوجيه والدَّعوة.
* من كتاب "النَّدوة"، ج 16.
[1] بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج 67، ص 292.
يؤكّد الله سبحانه وتعالى في كتابه خطورةَ المواقف المضادَّة الَّتي يقفها أعداء الإسلام، وما يُمكن أن يستخدموه من أساليب ملتوية تارةً، وجذَّابة أخرى، ومثيرة ثالثة، قد تؤدّي إلى الانحراف بالمسلم عن دينه، وذلك عندما يشير إلى أهمّية أن يحافظ الإنسان على إيمانه إلى آخر رمق في حياته، في إشارةٍ منه إلى أنَّ من الممكن للإيمان أن يتعرَّض للهزّات والهجمات الَّتي تضعفه، وقد تزيله من نفس الإنسان.
يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(آل عمران: 102)، فإنَّ حركة التَّقوى لله، في ما تعنيه من الانضباط الواعي في خطِّ أوامر الله ونواهيه، أمام حالات الاهتزاز النَّفسي فيما تثيره الشَّهوات، والضّعف الرّوحي في ما تؤدِّي إليه التّحدّيات، والارتباك الفكري أمام الشّبهات، من شأنها أن تحقّق النتيجة التي تركّز عليها الآية، وهي قوله تعالى: {وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وهذا ما نلحظه في أدب الدّعاء الإسلامي، فيما يوحيه من عمليَّة التربية الواعية للإنسان المسلم، في ما هي مسألة المصير بين يدي الله عزَّ وجلَّ، وذلك عندما يؤكِّد الإسلام أن يدعو المؤمن دائماً بحُسن العاقبة؛ لأنَّ ما يمكن أن يخبِّئه المستقبل المجهول للإنسان من ضغوطات وأوضاع وحالات مؤثّرة، قد يجعل مستقبل أمره إلى شرٍّ بعدما كان يتحرَّك في طريق الخير والفلاح.
أمَّا كيف يتَّقي الإنسان الله حقَّ تُقاته؟ فقد جاء تفسيره في حديث الإمام جعفر الصَّادق (ع)، في ما رواه عنه أبو بصير، قال: «سمعت أبا عبد الله عن قول الله عزَّ وجلّ: {اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قال: يُطاع فلا يُعصَى، ويُذكَر فلا يُنسَى، ويُشكَر فلا يُكفَر»(1)... وهذا المعنى هو التّعبير الحركي للحضور الدَّائم لله في وعي الإنسان، بحيثُ لا يغيب عن خاطره في كلِّ شيء يحيط به، وفي كلِّ اتّجاه يتوجَّه إليه.
إنَّها الدَّعوة إلى أن لا تكون التَّقوى مزاجاً طارئاً يمرُّ بالحياة مروراً خفيفاً، بل أن تكون قاعدةً ثابتة للفكر والحياة، لتمثِّل خطَّ البداية والمسار والنِّهاية... وهذا هو ما نستوحيه من هذا النِّداء الإلهي الذي يحسُّ الإنسان فيه بمعنى الرَّحمة الَّذي يمتزج بأسلوب التَّوجيه والدَّعوة.
* من كتاب "النَّدوة"، ج 16.
[1] بحار الأنوار، العلَّامة المجلسي، ج 67، ص 292.