محاضرات
11/03/2018

الزّهراء(ع) عاشت حياتها كلّها للإسلام

الزّهراء(ع) عاشت حياتها كلّها للإسلام
 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، ويقول رسول الله(ص): "إنّي تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض".

خطّ الولاية

ونحن عندما نلتزم أهل البيت(ع) في خطِّ الولاية الَّتي أكَّدها رسول الله(ص): "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه"، وركَّزها كخطٍّ في حياتنا فيما هو الفكر وفيما هو العمل، وعندما يؤكِّد الله طهارة أهل البيت من خلال إرادته، وذهاب الرِّجس عنهم من خلال مشئيته، وعندما يؤكِّد لنا رسول الله ذلك من خلال أنَّه جعل الكتاب بأيدينا ليهدينا سواء السَّبيل، وجعل أهل البيت أئمّةً وقادةً في مسيرتنا، من أجل أن يعرِّفونا كيف نفهم الكتاب، وكيف نعيش معه فيما يمكن أن يختلف النّاس فيه من تفسير الكتاب..

عندما نلتزم بذلك، ندرك أنَّ رسول الله(ص) لم ينطلق في هذا الخطِّ من أنَّه يريد لأهل بيته أن يكونوا القادة من موقع الوراثة أو القرابة، بل لأنَّه وجدهم في الخطِّ الأصيل للإسلام، فأراد للنّاس أن يسيروا مع الإسلام عندما يسيرون معهم.. ولهذا فهو عندما تحدَّث عن عليّ(ع)، لم يتحدَّث عنه بصفته ابن عمّه أو صهره، وإنما تحدَّث عن عليّ(ع) بصفته مع الحقّ: "عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ، يدور معه حيثما دار".

وهكذا كانت مسألة عليّ، أنّه كان مع الحقّ، فإذا سار النّاس معه، فإنّهم لا يسيرون مع عليّ الشّخص، بل مع عليّ الرّسالة.. وكأنَّ رسول الله(ص) يريد أن يقول: كونوا مع الحقّ تكونوا مع عليّ، أمّا إذا أردتم أن تكونوا مع الباطل، فلن تقتربوا من عليّ، لأنَّ عليّاً لا يكون مع مشاريع الباطل وخطوات الباطل.

ولاية عليّ(ع) ولاية الإسلام

وهكذا نفهم أنَّ الولاية لعليّ ولاية للإسلام، ونفهم أنَّ الإخلاص لعليّ إخلاص للإسلام، فمن التزم عليّاً بالطائفيَّة والحزبيَّة ولم يلتزمه بالإسلاميَّة، فإنَّه لم يلتزم بعليّ.. فالإسلام وعليّ خطَّان ملتصقان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ولهذا فإنَّ عليّاً يرفض الذين ينحرفون عن خطّ الإسلام ولكنّهم يتعصّبون له، لأنَّ عليّاً لو كان يريد أناساً يتعصّبون له تعصّب الطائفيّة، لحصل على ذلك الكثير، ولجامل النّاس، ولكنَّ عليّاً كان مع الحقّ كلّه، حتى قال: "ما ترك لي الحقّ من صاحب".

ولهذا اكتشفوا عليّاً، فحيث يكون الحقّ في العقيدة فهناك عليّ، واكتشفوا عليَّاً عندما تتحركون في كلّ شرائع الإسلام وأحكامه، فقد انطلق عليّ ليكون الإسلام شريعة الحياة وقانون الناس.

لهذا، لا تجعلكم الطائفيَّة العشائريّة تحسبون أنَّ هناك انفصالاً بين الالتزام بعليٍّ والالتزام بالإسلام، فقد قالها حفيد عليّ(ع) الإمام الباقر(ع): "والله ما شيعتنا إلا من أطاع الله"، و"من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع".

التشيّع ليس مجرّد عاطفة تختزن فيها الحبّ هنا والبغض هناك، ولكنَّه حركة في خطِّ الإسلام على أساس المفاهيم الأساسيّة للإسلام.

ذكرى ولادة الزّهراء(ع)

من هذا الجوّ، نلتقي اليوم بأهل البيت، بفاطمة الزّهراء(ع)؛ القمة الإٍسلاميّة الشّامخة التي عاشت كلّ حياتها القصيرة للإسلام، وكانت الطّفلة الواعية المنفتحة، والزوجة الإسلاميّة الملتزمة، والبنت المنفتحة على أبيها انفتاح أبيها على الله.

فهذا اليوم العشرون من جمادى الثانية هو مولدها، وهذا اليوم هو الَّذي جعله الإمام الخميني (حفظه الله)، يوم المرأة المسلمة ويوم المرأة كلِّها، حتى تنطلق المرأة في كلّ حياتها من خلال هذه الشخصيّة الإسلاميّة، لتكون القدوة لكلّ امرأة في عملها وإيمانها وصدقها وعفَّتها وانفتاحها على الله، لأنَّ الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، كما يحتاج إلى الفكرة، يحتاج إلى القدوة، لكي تتعمَّق الفكرة في وجدانه وتتحرّك على الأرض.. ولهذا قال الله لنا: لا يكفي أن تقرأوا القرآن، بل لا بدّ لكم من أن تسيروا مع القرآن النّاطق، وهو رسول الله(ص)، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.. فكأنَّ النّاس يقرأون الآية في القرآن ويتطلَّعون إلى رسول الله، فإذا هو يجسِّد الآية في عمله.. ولهذا كانت مسألة القدوة كبيرةً جدّاً، بأن ينظر النّاس إلى الأشخاص الَّذين يعطون من سلوكهم وعملهم الصّدق والحقّ والإخلاص لله، لأنَّ المسألة في النّاس ليست مسألة (كلام)، فما أسهل أن تقدّم الكلام للنّاس! لكنّ المسألة هي مسألة الموقف، هل تكون كلمتك مطابقةً لفعلك، فتكون القدوة للنّاس!؟ أمّا إذا كنت غير ذلك، فالله يقول لك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

وهكذا كانت الزّهراء القدوة، لأنها كانت مجمعاً لكلِّ الفضائل التي تشكّل أساس الإسلام وانطلاقته.. وهكذا رأينا أنها بعد هجرة رسول الله(ص) إلى المدينة، كانت تعيش معه حتى بعد أن تزوَّجت عليّاً، وقيل آنذاك، لو لم يكن هناك عليّ(ع)، لم يكن هناك كفء لفاطمة.

ولهذا رأينا أنَّ عليّاً وفاطمة عاشا حياتهما من دون أن تحدث أيّة مشكلة بينهما، لأنَّ المسألة كانت انسجاماً في كلّ شيءٍ وانفتاحاً على الله، بالرّغم من قسوة حياتهما، فقد كانا من أفقر النّاس في المدينة.

وهكذا عندما دنت من رسول الله الوفاة، جاءت إليه، فضمَّها إلى صدره فبكت، ثم ضمَّها إلى صدره فضحكت... فقالوا لها: لماذا بكيت أوّلاً وضحكت ثانياً؟ وبعد أن انتقل رسول الله(ص) إلى الرفيق الأعلى، قالت: حدَّثني في المرة الأولى أنّه يوشك أن يدعى فيجيب.. ثم حدّثني مرة ثانية بأنني أوّل أهل بيته لحوقاً به.. ولو أنَّ أيّ إنسان وأيّة امرأة قال لها أبوها إنها ستموت بعده بأشهر، فهل يمكن أن تشعر بالسّرور؟! إنّ الإنسان يحبّ الحياة، حتى لو مات كلّ القريبين إليه.

ولكنّ هذه العلاقة الروحيَّة بين فاطمة وأبيها جعلها تشعر بالسَّعادة، وهي الشابّة والزوجة والأمّ، لأنّها لن تفارق رسول الله طويلاً.

إنها أمّ أبيها.. وهكذا رأينا في الشخصيّة الثّانية لفاطمة أنها كانت الزّوجة الّتي تحترم عمل البيت، ولم تكن تتعقَّد من ذلك، وأنَّ ذلك وإن لم يكن واجباً عليها، فإنّه يقرّبها من الله أكثر.. وعلى هذا الأساس، كانت فاطمة(ع) تعي أنها عندما تخدم أولادها وزوجها وترعى بيتها، تتعبَّد إلى الله في ذلك..

وكانت الزهراء(ع) تعيش المسؤوليَّة في حياتها تجاه الإسلام، كانت تجمع نساء المهاجرين والأنصار لتعظهنّ وترشدهنّ، ومع أنّها كانت تقوم بأشغال البيت، إلا أنّها كانت تشعر بأنها مسؤولة عن أن تعطي من علمها للنّاس.. وهذا يعلّمنا دور المرأة في المجتمع.. فالله حمّل المرأة مسؤوليّة الدّعوة إلى الله كما حمّلها للرجل..وعلى هذا الأساس، فإنَّ على المرأة المسلمة أن تشعر بأنها مسؤولة في حجم طاقاتها، كما أنَّ الرجل مسؤول".

خطبة الجمعة في بئر العبد، بتاريخ 27 كانون الثّاني 1989م
 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، ويقول رسول الله(ص): "إنّي تارك فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض".

خطّ الولاية

ونحن عندما نلتزم أهل البيت(ع) في خطِّ الولاية الَّتي أكَّدها رسول الله(ص): "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه"، وركَّزها كخطٍّ في حياتنا فيما هو الفكر وفيما هو العمل، وعندما يؤكِّد الله طهارة أهل البيت من خلال إرادته، وذهاب الرِّجس عنهم من خلال مشئيته، وعندما يؤكِّد لنا رسول الله ذلك من خلال أنَّه جعل الكتاب بأيدينا ليهدينا سواء السَّبيل، وجعل أهل البيت أئمّةً وقادةً في مسيرتنا، من أجل أن يعرِّفونا كيف نفهم الكتاب، وكيف نعيش معه فيما يمكن أن يختلف النّاس فيه من تفسير الكتاب..

عندما نلتزم بذلك، ندرك أنَّ رسول الله(ص) لم ينطلق في هذا الخطِّ من أنَّه يريد لأهل بيته أن يكونوا القادة من موقع الوراثة أو القرابة، بل لأنَّه وجدهم في الخطِّ الأصيل للإسلام، فأراد للنّاس أن يسيروا مع الإسلام عندما يسيرون معهم.. ولهذا فهو عندما تحدَّث عن عليّ(ع)، لم يتحدَّث عنه بصفته ابن عمّه أو صهره، وإنما تحدَّث عن عليّ(ع) بصفته مع الحقّ: "عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ، يدور معه حيثما دار".

وهكذا كانت مسألة عليّ، أنّه كان مع الحقّ، فإذا سار النّاس معه، فإنّهم لا يسيرون مع عليّ الشّخص، بل مع عليّ الرّسالة.. وكأنَّ رسول الله(ص) يريد أن يقول: كونوا مع الحقّ تكونوا مع عليّ، أمّا إذا أردتم أن تكونوا مع الباطل، فلن تقتربوا من عليّ، لأنَّ عليّاً لا يكون مع مشاريع الباطل وخطوات الباطل.

ولاية عليّ(ع) ولاية الإسلام

وهكذا نفهم أنَّ الولاية لعليّ ولاية للإسلام، ونفهم أنَّ الإخلاص لعليّ إخلاص للإسلام، فمن التزم عليّاً بالطائفيَّة والحزبيَّة ولم يلتزمه بالإسلاميَّة، فإنَّه لم يلتزم بعليّ.. فالإسلام وعليّ خطَّان ملتصقان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ولهذا فإنَّ عليّاً يرفض الذين ينحرفون عن خطّ الإسلام ولكنّهم يتعصّبون له، لأنَّ عليّاً لو كان يريد أناساً يتعصّبون له تعصّب الطائفيّة، لحصل على ذلك الكثير، ولجامل النّاس، ولكنَّ عليّاً كان مع الحقّ كلّه، حتى قال: "ما ترك لي الحقّ من صاحب".

ولهذا اكتشفوا عليّاً، فحيث يكون الحقّ في العقيدة فهناك عليّ، واكتشفوا عليَّاً عندما تتحركون في كلّ شرائع الإسلام وأحكامه، فقد انطلق عليّ ليكون الإسلام شريعة الحياة وقانون الناس.

لهذا، لا تجعلكم الطائفيَّة العشائريّة تحسبون أنَّ هناك انفصالاً بين الالتزام بعليٍّ والالتزام بالإسلام، فقد قالها حفيد عليّ(ع) الإمام الباقر(ع): "والله ما شيعتنا إلا من أطاع الله"، و"من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع".

التشيّع ليس مجرّد عاطفة تختزن فيها الحبّ هنا والبغض هناك، ولكنَّه حركة في خطِّ الإسلام على أساس المفاهيم الأساسيّة للإسلام.

ذكرى ولادة الزّهراء(ع)

من هذا الجوّ، نلتقي اليوم بأهل البيت، بفاطمة الزّهراء(ع)؛ القمة الإٍسلاميّة الشّامخة التي عاشت كلّ حياتها القصيرة للإسلام، وكانت الطّفلة الواعية المنفتحة، والزوجة الإسلاميّة الملتزمة، والبنت المنفتحة على أبيها انفتاح أبيها على الله.

فهذا اليوم العشرون من جمادى الثانية هو مولدها، وهذا اليوم هو الَّذي جعله الإمام الخميني (حفظه الله)، يوم المرأة المسلمة ويوم المرأة كلِّها، حتى تنطلق المرأة في كلّ حياتها من خلال هذه الشخصيّة الإسلاميّة، لتكون القدوة لكلّ امرأة في عملها وإيمانها وصدقها وعفَّتها وانفتاحها على الله، لأنَّ الإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، كما يحتاج إلى الفكرة، يحتاج إلى القدوة، لكي تتعمَّق الفكرة في وجدانه وتتحرّك على الأرض.. ولهذا قال الله لنا: لا يكفي أن تقرأوا القرآن، بل لا بدّ لكم من أن تسيروا مع القرآن النّاطق، وهو رسول الله(ص)، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.. فكأنَّ النّاس يقرأون الآية في القرآن ويتطلَّعون إلى رسول الله، فإذا هو يجسِّد الآية في عمله.. ولهذا كانت مسألة القدوة كبيرةً جدّاً، بأن ينظر النّاس إلى الأشخاص الَّذين يعطون من سلوكهم وعملهم الصّدق والحقّ والإخلاص لله، لأنَّ المسألة في النّاس ليست مسألة (كلام)، فما أسهل أن تقدّم الكلام للنّاس! لكنّ المسألة هي مسألة الموقف، هل تكون كلمتك مطابقةً لفعلك، فتكون القدوة للنّاس!؟ أمّا إذا كنت غير ذلك، فالله يقول لك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}.

وهكذا كانت الزّهراء القدوة، لأنها كانت مجمعاً لكلِّ الفضائل التي تشكّل أساس الإسلام وانطلاقته.. وهكذا رأينا أنها بعد هجرة رسول الله(ص) إلى المدينة، كانت تعيش معه حتى بعد أن تزوَّجت عليّاً، وقيل آنذاك، لو لم يكن هناك عليّ(ع)، لم يكن هناك كفء لفاطمة.

ولهذا رأينا أنَّ عليّاً وفاطمة عاشا حياتهما من دون أن تحدث أيّة مشكلة بينهما، لأنَّ المسألة كانت انسجاماً في كلّ شيءٍ وانفتاحاً على الله، بالرّغم من قسوة حياتهما، فقد كانا من أفقر النّاس في المدينة.

وهكذا عندما دنت من رسول الله الوفاة، جاءت إليه، فضمَّها إلى صدره فبكت، ثم ضمَّها إلى صدره فضحكت... فقالوا لها: لماذا بكيت أوّلاً وضحكت ثانياً؟ وبعد أن انتقل رسول الله(ص) إلى الرفيق الأعلى، قالت: حدَّثني في المرة الأولى أنّه يوشك أن يدعى فيجيب.. ثم حدّثني مرة ثانية بأنني أوّل أهل بيته لحوقاً به.. ولو أنَّ أيّ إنسان وأيّة امرأة قال لها أبوها إنها ستموت بعده بأشهر، فهل يمكن أن تشعر بالسّرور؟! إنّ الإنسان يحبّ الحياة، حتى لو مات كلّ القريبين إليه.

ولكنّ هذه العلاقة الروحيَّة بين فاطمة وأبيها جعلها تشعر بالسَّعادة، وهي الشابّة والزوجة والأمّ، لأنّها لن تفارق رسول الله طويلاً.

إنها أمّ أبيها.. وهكذا رأينا في الشخصيّة الثّانية لفاطمة أنها كانت الزّوجة الّتي تحترم عمل البيت، ولم تكن تتعقَّد من ذلك، وأنَّ ذلك وإن لم يكن واجباً عليها، فإنّه يقرّبها من الله أكثر.. وعلى هذا الأساس، كانت فاطمة(ع) تعي أنها عندما تخدم أولادها وزوجها وترعى بيتها، تتعبَّد إلى الله في ذلك..

وكانت الزهراء(ع) تعيش المسؤوليَّة في حياتها تجاه الإسلام، كانت تجمع نساء المهاجرين والأنصار لتعظهنّ وترشدهنّ، ومع أنّها كانت تقوم بأشغال البيت، إلا أنّها كانت تشعر بأنها مسؤولة عن أن تعطي من علمها للنّاس.. وهذا يعلّمنا دور المرأة في المجتمع.. فالله حمّل المرأة مسؤوليّة الدّعوة إلى الله كما حمّلها للرجل..وعلى هذا الأساس، فإنَّ على المرأة المسلمة أن تشعر بأنها مسؤولة في حجم طاقاتها، كما أنَّ الرجل مسؤول".

خطبة الجمعة في بئر العبد، بتاريخ 27 كانون الثّاني 1989م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية