إنَّ علينا كإسلاميّين يعملون على إعادة الإسلام إلى الحياة كحكمٍ وكشريعةٍ
وكمنهج حياة، أن نضع الخطّة التي تحرّك الحريّة الفكريّة في السّاحة العامّة
للأمَّة، من خلال إدارة الحوار حول كلّ القضايا، من أجل تثقيف الأمَّة بالفكر
الإسلاميّ في مواجهة الفكر المضادّ، ومن أجل دعوة الآخرين إلى تكوين قناعاتهم
الفكريّة على أساس الإسلام، أو تحرّك الحرية السياسية في دائرة الضّوابط الواقعية
التي تضع الحرية في دائرة المصلحة العامّة، بعيداً من كلّ عوامل الاستغلال والتضليل.
إنّنا نفهم أنّ الحرية المطلقة لا وجود لها في الكون في مواقعه التكوينيّة
والعمليّة، ولا وجود لها في حياة الناس، فلا بدّ من حدود وضوابط معيّنة للحريّة
تفرض النظام وتمنحه حركته في الاتجاه الصّحيح، ولا مجال لمحاصرة الفكر والسياسة
والاجتماع بالقهر والعنف والاضطهاد، لأنّها لا تنتج ثباتاً للفكرة، ولا عمقاً في
الوعي، ولا امتداداً في الموقف.. والحوار المسؤول هو الأساس في الوصول إلى التوازن
الواقعي الإنساني في جميع المجالات.
والقرآن، هو كتاب الحوار، فلا بدّ لنا من أن نعمل على إيجاد مجتمع الحوار الّذي
ينفتح فيه الإسلام على كلّ الأفكار المضادَّة، وينفتح فيه المجتمع المسلم على
المجتمعات الأخرى.. ولا بدَّ من تحصين الحوار بالضّوابط التي تمنع من استغلاله
لأغراض أخرى، فإنَّ وجود المشاكل فيه لا يعني إلغاءه، بل يعني العمل على دراسة
مواقع هذه المشاكل في حركته، ليجتمع لنا الحوار والمسؤوليّة، والحرية المنضبطة في
نطاق النظام العام للأمة..
إنّنا نواجه الآن الكثير الكثير من الاتهامات التي تتحدّى الصّورة الحقيقيّة
للإسلام، في عقلانيّته وموضوعيّته، وقوّته الفكريّة في مواقع الحوار، لترسم له صورة
الدين الذي يرفض العقل والمنطق، ويعمل على مصادرة الحريّة الفكريّة، ويخاطب الأمّة
من موقع غرائزها، لا من عمق تفكيرها.
ولذلك، فإنَّ سلوك الدّعاة المسلمين في حياتهم الخاصّة والعامّة، وحركيّة المجتمع
المسلم في قضاياه الفكريّة والسياسيّة في ساحة الصّراع، يمثّلان التحدّي الكبير لكلّ
هذه الاتهامات العدوانيّة، ويوحيان بأنّ الإسلام قويٌّ في فكره وفي حركته، بالمستوى
الّذي يقف في مواجهة الفكر المضادّ والحركة المضادّة، بواقعيّةٍ وموضوعيّةٍ وقوّةٍ؛
في نظرته إلى الواقع، وفي مواجهته للمتغيّرات في كلّ اتجاه..
* من مقدّمة الطّبعة الرّابعة لكتاب "الحوار في القرآن".
إنَّ علينا كإسلاميّين يعملون على إعادة الإسلام إلى الحياة كحكمٍ وكشريعةٍ
وكمنهج حياة، أن نضع الخطّة التي تحرّك الحريّة الفكريّة في السّاحة العامّة
للأمَّة، من خلال إدارة الحوار حول كلّ القضايا، من أجل تثقيف الأمَّة بالفكر
الإسلاميّ في مواجهة الفكر المضادّ، ومن أجل دعوة الآخرين إلى تكوين قناعاتهم
الفكريّة على أساس الإسلام، أو تحرّك الحرية السياسية في دائرة الضّوابط الواقعية
التي تضع الحرية في دائرة المصلحة العامّة، بعيداً من كلّ عوامل الاستغلال والتضليل.
إنّنا نفهم أنّ الحرية المطلقة لا وجود لها في الكون في مواقعه التكوينيّة
والعمليّة، ولا وجود لها في حياة الناس، فلا بدّ من حدود وضوابط معيّنة للحريّة
تفرض النظام وتمنحه حركته في الاتجاه الصّحيح، ولا مجال لمحاصرة الفكر والسياسة
والاجتماع بالقهر والعنف والاضطهاد، لأنّها لا تنتج ثباتاً للفكرة، ولا عمقاً في
الوعي، ولا امتداداً في الموقف.. والحوار المسؤول هو الأساس في الوصول إلى التوازن
الواقعي الإنساني في جميع المجالات.
والقرآن، هو كتاب الحوار، فلا بدّ لنا من أن نعمل على إيجاد مجتمع الحوار الّذي
ينفتح فيه الإسلام على كلّ الأفكار المضادَّة، وينفتح فيه المجتمع المسلم على
المجتمعات الأخرى.. ولا بدَّ من تحصين الحوار بالضّوابط التي تمنع من استغلاله
لأغراض أخرى، فإنَّ وجود المشاكل فيه لا يعني إلغاءه، بل يعني العمل على دراسة
مواقع هذه المشاكل في حركته، ليجتمع لنا الحوار والمسؤوليّة، والحرية المنضبطة في
نطاق النظام العام للأمة..
إنّنا نواجه الآن الكثير الكثير من الاتهامات التي تتحدّى الصّورة الحقيقيّة
للإسلام، في عقلانيّته وموضوعيّته، وقوّته الفكريّة في مواقع الحوار، لترسم له صورة
الدين الذي يرفض العقل والمنطق، ويعمل على مصادرة الحريّة الفكريّة، ويخاطب الأمّة
من موقع غرائزها، لا من عمق تفكيرها.
ولذلك، فإنَّ سلوك الدّعاة المسلمين في حياتهم الخاصّة والعامّة، وحركيّة المجتمع
المسلم في قضاياه الفكريّة والسياسيّة في ساحة الصّراع، يمثّلان التحدّي الكبير لكلّ
هذه الاتهامات العدوانيّة، ويوحيان بأنّ الإسلام قويٌّ في فكره وفي حركته، بالمستوى
الّذي يقف في مواجهة الفكر المضادّ والحركة المضادّة، بواقعيّةٍ وموضوعيّةٍ وقوّةٍ؛
في نظرته إلى الواقع، وفي مواجهته للمتغيّرات في كلّ اتجاه..
* من مقدّمة الطّبعة الرّابعة لكتاب "الحوار في القرآن".