["عدوّ الأمس يمكن أن يكون صديق اليوم"، مقولة مشهورة في عالم السياسة، فما ثقلها في الميزان الشّرعيّ؟]
إنَّ قضيّة العداوة والصّداقة قد تخضع لمسألة مبدئيّة في تقويم المواقف الإنسانيّة مع إنسانٍ آخر أو ضدّه، كما في مسألة الكفر والإيمان، فإنَّ من الطّبيعيّ أنَّ الكفر عدوّ الإيمان. وبهذا، فإنَّ الكافر من موقع كفره عدوٌّ للمؤمن من موقع إيمانه، لا عداوة الشَّخص للشَّخص، بل عداوة الخطّ للخطّ، والمبدأ للمبدأ.
لكنّ مصلحة الإيمان قد تقتضي أن تقيم علاقة ـــ ولا أقول صداقةً بالمعنى الرّوحيّ للصّداقة ـــ مع شخصٍ كافر، لأنّك تستطيع أن تخدم الإسلام والإيمان من خلال علاقتك معه، كما في العلاقات الّتي تُقام بين دولةٍ إسلاميّة ودولةٍ كافرة، لتستفيد منها في المبادلات الاقتصاديّة والثقافيّة أو العلميّة أو التكنولوجيّة، ممّا يوجد عند دولة ولا يوجد عند دولةٍ أخرى.
وهكذا، ربّما تحتاج إلى أن تلتقي مع فريق كافر يتّفق معك في مواجهة فريق آخر كافر أكثر خطورةً على الإسلام والمسلمين، وقد لا تستطيع مواجهته بمفردك، ولكنَّك تستطيع مواجهته بطريقةٍ أو بأخرى بالاتّفاق مع هذا الشّخص أو الجهة. وفي هذه الحالة، فإنَّه يجوز لك من موقع المصلحة الإسلاميّة الكبرى أن تدخل معه في صداقة سياسيّة أو اقتصاديّة أو ما إلى ذلك.
إنَّ المحرَّم في الإسلام هو أن توادّ مَنْ حادّ الله، وأن تواليه، والموادَّة والموالاة تنطلقان من عمق الانفتاح الروحيّ عليه بجميع خصائصه، بحيث يكون انفتاحاً على الكفر، ويكون نوعاً من أنواع عدم الاهتمام بكفره، وضدَّ ما تشير إليه الآية الشّريفة: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: 22]. فإنَّ هناك فرقاً بين الموادّة التي تنطلق من عمق الإحساس والإخلاص، وبين المعاشرة واللّقاء والتّعاون الّذي قد يسمّى صداقةً بالمعنى السياسيّ للمسألة، إذ قد يكون الشَّخص عدوّاً لي بالمعنى السياسيّ، لأنَّه يقف في الموقع المضادّ للمصالح الإسلاميَّة العليا، وقد يكون صديقي غداً عندما تفرض عليه ظروفه أن ينتقل من الموقع المضادّ الذي كان فيه، إلى الموقع المنفتح الجديد.
ومن هنا، فلا مشكلة في هذه النّقطة في هذا المجال.
*من كتاب "فقه الحياة".
["عدوّ الأمس يمكن أن يكون صديق اليوم"، مقولة مشهورة في عالم السياسة، فما ثقلها في الميزان الشّرعيّ؟]
إنَّ قضيّة العداوة والصّداقة قد تخضع لمسألة مبدئيّة في تقويم المواقف الإنسانيّة مع إنسانٍ آخر أو ضدّه، كما في مسألة الكفر والإيمان، فإنَّ من الطّبيعيّ أنَّ الكفر عدوّ الإيمان. وبهذا، فإنَّ الكافر من موقع كفره عدوٌّ للمؤمن من موقع إيمانه، لا عداوة الشَّخص للشَّخص، بل عداوة الخطّ للخطّ، والمبدأ للمبدأ.
لكنّ مصلحة الإيمان قد تقتضي أن تقيم علاقة ـــ ولا أقول صداقةً بالمعنى الرّوحيّ للصّداقة ـــ مع شخصٍ كافر، لأنّك تستطيع أن تخدم الإسلام والإيمان من خلال علاقتك معه، كما في العلاقات الّتي تُقام بين دولةٍ إسلاميّة ودولةٍ كافرة، لتستفيد منها في المبادلات الاقتصاديّة والثقافيّة أو العلميّة أو التكنولوجيّة، ممّا يوجد عند دولة ولا يوجد عند دولةٍ أخرى.
وهكذا، ربّما تحتاج إلى أن تلتقي مع فريق كافر يتّفق معك في مواجهة فريق آخر كافر أكثر خطورةً على الإسلام والمسلمين، وقد لا تستطيع مواجهته بمفردك، ولكنَّك تستطيع مواجهته بطريقةٍ أو بأخرى بالاتّفاق مع هذا الشّخص أو الجهة. وفي هذه الحالة، فإنَّه يجوز لك من موقع المصلحة الإسلاميّة الكبرى أن تدخل معه في صداقة سياسيّة أو اقتصاديّة أو ما إلى ذلك.
إنَّ المحرَّم في الإسلام هو أن توادّ مَنْ حادّ الله، وأن تواليه، والموادَّة والموالاة تنطلقان من عمق الانفتاح الروحيّ عليه بجميع خصائصه، بحيث يكون انفتاحاً على الكفر، ويكون نوعاً من أنواع عدم الاهتمام بكفره، وضدَّ ما تشير إليه الآية الشّريفة: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة: 22]. فإنَّ هناك فرقاً بين الموادّة التي تنطلق من عمق الإحساس والإخلاص، وبين المعاشرة واللّقاء والتّعاون الّذي قد يسمّى صداقةً بالمعنى السياسيّ للمسألة، إذ قد يكون الشَّخص عدوّاً لي بالمعنى السياسيّ، لأنَّه يقف في الموقع المضادّ للمصالح الإسلاميَّة العليا، وقد يكون صديقي غداً عندما تفرض عليه ظروفه أن ينتقل من الموقع المضادّ الذي كان فيه، إلى الموقع المنفتح الجديد.
ومن هنا، فلا مشكلة في هذه النّقطة في هذا المجال.
*من كتاب "فقه الحياة".