ركَّز الإسلام القوّة الاجتماعيَّة على قاعدة التماسك الاجتماعي، من خلال الالتزام بالمسؤوليَّات العامّة والخاصّة كمظهرٍ من مظاهر الترابط الفكري والعاطفي.
وقد أعطى الإسلام المسؤوليَّة بُعداً شاملاً ممتدّاً في حياة النَّاس، فاعتبر العمل الاجتماعي مسؤوليَة المسلمين جميعاً، تحت طائلة العقوبة الإلهيَّة، فعلى كلِّ واحد من المسلمين حمل المسؤوليَّة، والقيام بها، تبعاً للمساحة الَّتي يشغلها وجوده، وللدَّور الذي يمثِّله مركزه، وذلك هو ما يمثّله الحديث النَّبويّ المشهور: "كلُّكم راع، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته"(1).
ونجد في بعض الأحاديث المأثورة عن أئمَّة أهل البيت (ع)، تأكيد هذه المسؤوليَّة فيما يملكه الفرد من طاقات، ليبذلها للمجتمع الَّذي يحتاج إليها، لأنَّ طاقات المجتمع هي طاقات الأفراد، فمن حقِّ المجتمع على أفراده أن يوجِّهوا طاقاتهم في ميادينه، ولا يحبسوها عنه، أو يستغلّوها في منفعتهم الشخصيَّة، أو ينحرفوا بها عن وجهها، ويحوِّلوها إلى غير سبيلها. فقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصَّادق (ع): "إنَّ الله لم ينعم على عبدٍ بنعمةٍ إلَّا وقد ألزمه فيها الحجَّة من الله، فمن منَّ الله عليه فجعله قوياً، فحجَّته عليه القيام بما كلَّفه، واحتمال مَن هو دونه ممَّن هو أضعف منه، ومن منَّ الله عليه فجعله موسَّعاً عليه، فحجَّته عليه ماله، ثمَّ تعاهده الفقراء بنوافله وفرائضه، ومَن منَّ الله عليه فجعله شريفاً في بيته، جميلاً في صورته، فحجَّته عليه أن يحمد الله على ذلك، وأن لا يتطاول على غيره فيمنح حقوق الضّعفاء لحال شرفه وجماله"(2).
ونلاحظ في هذا الحديث التركيز على كلمة "الحجَّة" الَّتي توحي بفكرة الأساس الَّذي يجعل المحاسبة على التَّقصير مستندةً إلى حجَّة قويَّة من الله على الإنسان، فيما يفعله، وفيما يتركه، بما رزقه من طاقات على القيام بمسؤوليَّاته.
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوَّة".
(1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج72، ص 38.
(2) الكافي، الشّيخ الكليني، ج 1، ص 397.
ركَّز الإسلام القوّة الاجتماعيَّة على قاعدة التماسك الاجتماعي، من خلال الالتزام بالمسؤوليَّات العامّة والخاصّة كمظهرٍ من مظاهر الترابط الفكري والعاطفي.
وقد أعطى الإسلام المسؤوليَّة بُعداً شاملاً ممتدّاً في حياة النَّاس، فاعتبر العمل الاجتماعي مسؤوليَة المسلمين جميعاً، تحت طائلة العقوبة الإلهيَّة، فعلى كلِّ واحد من المسلمين حمل المسؤوليَّة، والقيام بها، تبعاً للمساحة الَّتي يشغلها وجوده، وللدَّور الذي يمثِّله مركزه، وذلك هو ما يمثّله الحديث النَّبويّ المشهور: "كلُّكم راع، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته"(1).
ونجد في بعض الأحاديث المأثورة عن أئمَّة أهل البيت (ع)، تأكيد هذه المسؤوليَّة فيما يملكه الفرد من طاقات، ليبذلها للمجتمع الَّذي يحتاج إليها، لأنَّ طاقات المجتمع هي طاقات الأفراد، فمن حقِّ المجتمع على أفراده أن يوجِّهوا طاقاتهم في ميادينه، ولا يحبسوها عنه، أو يستغلّوها في منفعتهم الشخصيَّة، أو ينحرفوا بها عن وجهها، ويحوِّلوها إلى غير سبيلها. فقد جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصَّادق (ع): "إنَّ الله لم ينعم على عبدٍ بنعمةٍ إلَّا وقد ألزمه فيها الحجَّة من الله، فمن منَّ الله عليه فجعله قوياً، فحجَّته عليه القيام بما كلَّفه، واحتمال مَن هو دونه ممَّن هو أضعف منه، ومن منَّ الله عليه فجعله موسَّعاً عليه، فحجَّته عليه ماله، ثمَّ تعاهده الفقراء بنوافله وفرائضه، ومَن منَّ الله عليه فجعله شريفاً في بيته، جميلاً في صورته، فحجَّته عليه أن يحمد الله على ذلك، وأن لا يتطاول على غيره فيمنح حقوق الضّعفاء لحال شرفه وجماله"(2).
ونلاحظ في هذا الحديث التركيز على كلمة "الحجَّة" الَّتي توحي بفكرة الأساس الَّذي يجعل المحاسبة على التَّقصير مستندةً إلى حجَّة قويَّة من الله على الإنسان، فيما يفعله، وفيما يتركه، بما رزقه من طاقات على القيام بمسؤوليَّاته.
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوَّة".
(1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج72، ص 38.
(2) الكافي، الشّيخ الكليني، ج 1، ص 397.