إنّ مسألة الصّدق مع الأطفال تدخل كعامل أساس في التربية، لأنَّ الطفل يمتصّ كلّ
ما يستخدمه الأهل معه من أساليب، فإذا رأى فيها كذباً في كلمة أو في عاطفة أو في
وعد أو ما أشبه ذلك، وجد في ذلك درساً أوّليّاً له في الكذب. ولهذا، ورَدَ عندنا: "إذا
وعدتموهم ففوا لهم، فإنّهم لا يرون إلّا أنّكم ترزقونهم". لذا، نعرف أنّه لا فرق في
حرمة الكذب عندنا بين الكذب على الطّفل أو الكذب على الكبير، لأنَّ الكذب هو إعطاء
صورة غير واقعيَّة عن الأشياء والأحداث والواقع، الأمر الّذي يجعل مَن يتلقَّى تلك
الصّورة يتوهَّم المعرفة الفعليّة بالواقع، ما ينعكس سلباً على تفاعله مع الواقع
الخارجيّ الّذي يخالف في الحقيقة الصّورة التي يتمثّلها عنه. وبذلك، فإنّ الكذب
يتضمَّن جريمتين: جريمة تزييف الحقيقة بحيثُ تُنْقَل إلى الطفل بصورة غير واقعيّة،
وإعطاء الطّفل درسه الأوّل في الكذب...
ولا يوجد في الواقع شيء اسمه الكذب الأبيض، هناك فقط كذب في مقام الإصلاح وفي مقام
حماية الإنسان. بمعنى آخر، عندما يحمل الكذب مصلحة تفوق المفسدة التي يحتويها، فإنَّ
الكذب في هذه الحالة يجوز بمقدار الحاجة، أمَّا أن نكذب حتّى يسهل علينا احتواء
أطفالنا، أو نكذب لكي لا يزعجونا عندما نخرج وما إلى ذلك، فإنَّ هذا محرَّم شرعاً
في ذاته، ومحرَّم بانعكاساته السلبية على نفسية الطفل أو على أخلاقيّته.
إنّ مسألة الكذب هي مسألة موضوعيّة، بمعنى أنّه لا يجوز أن نكذب مع أيّ إنسان،
الأصل أنْ لا نكذب على أيّ إنسان، بقطع النظر عن التّأثيرات السلبيّة أو الإيجابيّة
فيه، إلّا في الحالات التي تصبح الحاجة إلى الكذب بمستوى الضّرورة، باعتبار أنّه
يحقِّق مصلحة كبرى، أو أنّنا نتفادى به مفسدة كبرى، وما إلى ذلك.
*من كتاب "دنيا الطّفل".
إنّ مسألة الصّدق مع الأطفال تدخل كعامل أساس في التربية، لأنَّ الطفل يمتصّ كلّ
ما يستخدمه الأهل معه من أساليب، فإذا رأى فيها كذباً في كلمة أو في عاطفة أو في
وعد أو ما أشبه ذلك، وجد في ذلك درساً أوّليّاً له في الكذب. ولهذا، ورَدَ عندنا: "إذا
وعدتموهم ففوا لهم، فإنّهم لا يرون إلّا أنّكم ترزقونهم". لذا، نعرف أنّه لا فرق في
حرمة الكذب عندنا بين الكذب على الطّفل أو الكذب على الكبير، لأنَّ الكذب هو إعطاء
صورة غير واقعيَّة عن الأشياء والأحداث والواقع، الأمر الّذي يجعل مَن يتلقَّى تلك
الصّورة يتوهَّم المعرفة الفعليّة بالواقع، ما ينعكس سلباً على تفاعله مع الواقع
الخارجيّ الّذي يخالف في الحقيقة الصّورة التي يتمثّلها عنه. وبذلك، فإنّ الكذب
يتضمَّن جريمتين: جريمة تزييف الحقيقة بحيثُ تُنْقَل إلى الطفل بصورة غير واقعيّة،
وإعطاء الطّفل درسه الأوّل في الكذب...
ولا يوجد في الواقع شيء اسمه الكذب الأبيض، هناك فقط كذب في مقام الإصلاح وفي مقام
حماية الإنسان. بمعنى آخر، عندما يحمل الكذب مصلحة تفوق المفسدة التي يحتويها، فإنَّ
الكذب في هذه الحالة يجوز بمقدار الحاجة، أمَّا أن نكذب حتّى يسهل علينا احتواء
أطفالنا، أو نكذب لكي لا يزعجونا عندما نخرج وما إلى ذلك، فإنَّ هذا محرَّم شرعاً
في ذاته، ومحرَّم بانعكاساته السلبية على نفسية الطفل أو على أخلاقيّته.
إنّ مسألة الكذب هي مسألة موضوعيّة، بمعنى أنّه لا يجوز أن نكذب مع أيّ إنسان،
الأصل أنْ لا نكذب على أيّ إنسان، بقطع النظر عن التّأثيرات السلبيّة أو الإيجابيّة
فيه، إلّا في الحالات التي تصبح الحاجة إلى الكذب بمستوى الضّرورة، باعتبار أنّه
يحقِّق مصلحة كبرى، أو أنّنا نتفادى به مفسدة كبرى، وما إلى ذلك.
*من كتاب "دنيا الطّفل".