كتاب "نظرة إسلاميَّة حول الغدير"، لسماحة المرجع الإسلامي السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من إصدار دار الملاك، طبعة ثانية 2003م.
وفي تصدير الكتاب، يرى سماحته(رض) أنّ الغدير محطّة تاريخيَّة مفصليَّة مذهبيَّة، كونها تمثّل نقطة مفصليّة من تاريخ الإسلام الّذي لا بدَّ من كشف النّقاب عنه.
ويتساءل سماحته لماذا كان الغدير؟ ولماذا عليّ دون غيره؟ لينطلق إلى عرض الآيات والأحاديث من مصادر مختلفة، يفهم منها أنّ المتعيّن من كلمة "المولى" في حديث الغدير الولاية في خطّ القيادة، وأنّ هذا الأمر يتطلّب أن نبحث أوّلاً في طبيعة المنصب، أي ما هو الدّور الّذي يجب أن يقوم به خليفة النبي(ص)؟ وما هي الصّفات الّتي يجب أن يتحلّى بها الخليفة؟ ثم بعد ذلك، نبحث في المسلمين عن الشّخص الّذي تتوفّر فيه هذه الصّفات، والّتي تمكّنه من الاضطلاع بالمهمّة.
وفي السِّياق ذاته، يعرض سماحته(رض) لدور الرَّسول في حركة الرّسالة، وهو تحريك المفاهيم الإسلاميّة في عمليّة تغيير الواقع الدّاخليّ للنّفسيّة العامّة للأمّة، كيف لا، وهو القدوة للعالمين جميعاً في الموقف والواقع العمليّ كداعية لله تعالى.
ولأنّه كان لا بدَّ من إكمال البرنامج العمليّ في حركة الرّسالة في الواقع، فإنّ الأمر كان يحتاج إلى من يقوم بهذه المهمّة من بعد الرّسول(ص)، فالواقع ـ كما يتابع سماحته(رض) ـ كان بحاجة إلى الامتداد في العمق، وهذه الحاجة تمثّلت في التحدّيات الفكريّة والثقافية، سواء من الدّاخل فيما يتّصل بحركة التشريع، أو من الخارج فيما أثاره الكافرون من شبهات تحتاج إلى من يردّ عليها.. لهذا كان لا بدّ من شخصيّة الإمام عليّ(ع) لملء الفراغ بعد الرّسول(ص)، والانطلاق بالإسلام في امتداد العمق..
وعليّ(ع) كان الشخصيَّة المؤهَّلة لخلافة الرّسول(ص)، لما تميَّز به منذ بداية حياته الشَّريفة من وعيٍ وانفتاح، وجهاده في كلّ المحطّات المفصليّة، إضافةً إلى أحاديث الرّسول(ص) عنه في كلّ ما رواه المسلمون جميعاً من أحاديث، إلى تجسيده الرّسالة في كلّ كلمة وكلّ حركة في الواقع، وإحساسه بالمسؤوليّة عن الإسلام وأهله، وإخلاصه للرّسالة، لأنّ قضيّته قضيّة الإسلام.
ويشير سماحته(رض) إلى أنّ واقعة الغدير لم تكن حدثاً استثنائيّاً بالنّسبة إلى عليّ(ع) في الواقع، بل كان ذلك هو السّياق الطبيعيّ لتاريخه(ع)، لأنّه هو المؤهّل الوحيد من بين المسلمين جميعاً لأن يكمل الرّسالة في العمق والامتداد.
وينبِّه سماحته إلى أنّ الانتماء إلى عليّ(ع) يكلّف كثيراً، ويُتعب كثيراً، وذلك لأنّ حقيقة الانتماء إليه ليست عنواناً نتعنون به، أو شعاراً نرفعه، بل هو خطّ نسير عليه، وحركة تنفتح على الحقّ بكلّ ما للحقّ من معنى..
وفي الكتاب تساؤلات حول الغدير جاءت على شكل سؤال وجواب عنها، تناولت الكثير من المسائل المتَّصلة بالغدير وشخصيّة الإمام عليّ(ع)، وما أكثرها! من ولاية المعصوم وإمامته، والأدلّة القرآنيّة على بيعة النبي(ص) للإمام عليّ(ع)، وما يتعلّق بحديث الغدير، وبعض القضايا التاريخيّة الّتي تدور في فلك ذلك كلّه، والّتي ناقشها وأجاب عنها سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض) بكلّ انفتاح وموضوعيّة.
كتاب يلقي الضّوء على محطّة مفصليّة من حياة الإسلام والمسلمين، ويعالج ما يتّصل بها من هموم وأبعاد وتساؤلات، ليجلي الغموض عنها، ويقدِّم صورة واضحة عن سياقاتها وتجلّياتها وأبعادها وتداعياتها..
تحميل الكتاب
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب "نظرة إسلاميَّة حول الغدير"، لسماحة المرجع الإسلامي السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من إصدار دار الملاك، طبعة ثانية 2003م.
وفي تصدير الكتاب، يرى سماحته(رض) أنّ الغدير محطّة تاريخيَّة مفصليَّة مذهبيَّة، كونها تمثّل نقطة مفصليّة من تاريخ الإسلام الّذي لا بدَّ من كشف النّقاب عنه.
ويتساءل سماحته لماذا كان الغدير؟ ولماذا عليّ دون غيره؟ لينطلق إلى عرض الآيات والأحاديث من مصادر مختلفة، يفهم منها أنّ المتعيّن من كلمة "المولى" في حديث الغدير الولاية في خطّ القيادة، وأنّ هذا الأمر يتطلّب أن نبحث أوّلاً في طبيعة المنصب، أي ما هو الدّور الّذي يجب أن يقوم به خليفة النبي(ص)؟ وما هي الصّفات الّتي يجب أن يتحلّى بها الخليفة؟ ثم بعد ذلك، نبحث في المسلمين عن الشّخص الّذي تتوفّر فيه هذه الصّفات، والّتي تمكّنه من الاضطلاع بالمهمّة.
وفي السِّياق ذاته، يعرض سماحته(رض) لدور الرَّسول في حركة الرّسالة، وهو تحريك المفاهيم الإسلاميّة في عمليّة تغيير الواقع الدّاخليّ للنّفسيّة العامّة للأمّة، كيف لا، وهو القدوة للعالمين جميعاً في الموقف والواقع العمليّ كداعية لله تعالى.
ولأنّه كان لا بدَّ من إكمال البرنامج العمليّ في حركة الرّسالة في الواقع، فإنّ الأمر كان يحتاج إلى من يقوم بهذه المهمّة من بعد الرّسول(ص)، فالواقع ـ كما يتابع سماحته(رض) ـ كان بحاجة إلى الامتداد في العمق، وهذه الحاجة تمثّلت في التحدّيات الفكريّة والثقافية، سواء من الدّاخل فيما يتّصل بحركة التشريع، أو من الخارج فيما أثاره الكافرون من شبهات تحتاج إلى من يردّ عليها.. لهذا كان لا بدّ من شخصيّة الإمام عليّ(ع) لملء الفراغ بعد الرّسول(ص)، والانطلاق بالإسلام في امتداد العمق..
وعليّ(ع) كان الشخصيَّة المؤهَّلة لخلافة الرّسول(ص)، لما تميَّز به منذ بداية حياته الشَّريفة من وعيٍ وانفتاح، وجهاده في كلّ المحطّات المفصليّة، إضافةً إلى أحاديث الرّسول(ص) عنه في كلّ ما رواه المسلمون جميعاً من أحاديث، إلى تجسيده الرّسالة في كلّ كلمة وكلّ حركة في الواقع، وإحساسه بالمسؤوليّة عن الإسلام وأهله، وإخلاصه للرّسالة، لأنّ قضيّته قضيّة الإسلام.
ويشير سماحته(رض) إلى أنّ واقعة الغدير لم تكن حدثاً استثنائيّاً بالنّسبة إلى عليّ(ع) في الواقع، بل كان ذلك هو السّياق الطبيعيّ لتاريخه(ع)، لأنّه هو المؤهّل الوحيد من بين المسلمين جميعاً لأن يكمل الرّسالة في العمق والامتداد.
وينبِّه سماحته إلى أنّ الانتماء إلى عليّ(ع) يكلّف كثيراً، ويُتعب كثيراً، وذلك لأنّ حقيقة الانتماء إليه ليست عنواناً نتعنون به، أو شعاراً نرفعه، بل هو خطّ نسير عليه، وحركة تنفتح على الحقّ بكلّ ما للحقّ من معنى..
وفي الكتاب تساؤلات حول الغدير جاءت على شكل سؤال وجواب عنها، تناولت الكثير من المسائل المتَّصلة بالغدير وشخصيّة الإمام عليّ(ع)، وما أكثرها! من ولاية المعصوم وإمامته، والأدلّة القرآنيّة على بيعة النبي(ص) للإمام عليّ(ع)، وما يتعلّق بحديث الغدير، وبعض القضايا التاريخيّة الّتي تدور في فلك ذلك كلّه، والّتي ناقشها وأجاب عنها سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض) بكلّ انفتاح وموضوعيّة.
كتاب يلقي الضّوء على محطّة مفصليّة من حياة الإسلام والمسلمين، ويعالج ما يتّصل بها من هموم وأبعاد وتساؤلات، ليجلي الغموض عنها، ويقدِّم صورة واضحة عن سياقاتها وتجلّياتها وأبعادها وتداعياتها..
تحميل الكتاب
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .