كتاب (الدّين والنصّ والحقيقة: قراءة تحليليّة في فكر محمد أركون)، لمؤلّفه مصطفى الحسن، الكاتب والباحث السعودي في الدراسات الدينية والفلسفية، إصدار (الشبكة العربية للدّراسات والنشر العام 2012) يعرض فيه الباحث لأطروحات وآراء المفكّر الجزائري محمد أركون، المتعلّقة بمسائل الدّين والنصّ والحقيقة، وينبّه إلى أنّ قراءة فكره تقتضي العودة إلى المنهجيّات الّتي اعتمد عليها في أفكاره، بما يفرض قراءة النزعة التاريخيّة والإنسانيّة، والظاهرة الدينيّة، والوقوف عند علم الألسنيّة وسواها، مع الإشارة إلى أنّ أركون نادى بعلم النّفس التاريخي الّذي يعنى بدراسة العقل الجمعي، وإثارة التّساؤلات حول مختلف القضايا، والإشكاليّات الّتي تحاول تسليط الضّوء عليها. ويقسّم أركون التاريخ الإسلامي إلى مرحلة (العصر الكلاسيكي، ويسمّيه عصر الأنسنة، والّذي بلغ ذروته في القرن الرابع الهجري)، ثم (عصر الانحطاط، حين يقتل الإبداع وتنتشر الطريقة التقليديّة الجافّة في التّعليم)، ويصف أركون هذه المرحلة بالظّلاميّة.
وهو يعتبر أنّ الغرب قد أنهك العالم الإسلاميّ بالاستعمار الظّالم، وأنّه يحاول أن يرضي ضميره بتقديم مساعدات شكليّة للعالم العربي، كما وينتقد أركون الاستشراق، بعد أن يشرح مفهومه وأبعاده وتأثيره في بعض الباحثين والمفكّرين المسلمين.
نشير إلى أنّ الأنسنة الّتي يدعو إليها أركون، هي مؤمنة شكلاً لا حقيقة، فالإيمان بالنّسبة إليه حاجة من حاجات الإنسان لا بدّ من إشباعها ولا يمكن تجاوزها. لذلك يتركّز الإنسان في إيمانه حول ذاته.. إنّها لا تختلف في جوهرها عن الأنسنة الملحدة الّتي ينتقدها أركون نفسه.
ويدعو أركون إلى مشروع ورشة كبيرة عن الدّراسات القرآنية، باستخدام المنهج التاريخي (الفيلولوجيا)، أي العلوم اللّغويّة الّتي تبحث عن أصول الكلمات واشتقاقها، لكنّها، للأسف، غير موجودة في العالم العربي، إنّما في جامعة تورنتو في كندا، حيث كان مشروع موسوعة قرآنيّة يتتبّع فيه الباحثون كلّ كلمة قرآنيّة بدراسة تاريخيّة في مادّة مستقلّة.
ويعتبر أركون في رأي الباحثين، من المنتمين إلى جيل مفكّري ما بعد الحداثة، وهو قدّم مشروعاً نقديّاً، درس من خلاله شروط صلاحيّة كلّ المعارف الّتي أنتجها العقل الإسلامي، ويندرج مشروعه في مجال العقلانيّة النقديّة الحداثيّة للنصّ القرآنيّ، ولمجمل التّراث العربي الإسلامي.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
كتاب (الدّين والنصّ والحقيقة: قراءة تحليليّة في فكر محمد أركون)، لمؤلّفه مصطفى الحسن، الكاتب والباحث السعودي في الدراسات الدينية والفلسفية، إصدار (الشبكة العربية للدّراسات والنشر العام 2012) يعرض فيه الباحث لأطروحات وآراء المفكّر الجزائري محمد أركون، المتعلّقة بمسائل الدّين والنصّ والحقيقة، وينبّه إلى أنّ قراءة فكره تقتضي العودة إلى المنهجيّات الّتي اعتمد عليها في أفكاره، بما يفرض قراءة النزعة التاريخيّة والإنسانيّة، والظاهرة الدينيّة، والوقوف عند علم الألسنيّة وسواها، مع الإشارة إلى أنّ أركون نادى بعلم النّفس التاريخي الّذي يعنى بدراسة العقل الجمعي، وإثارة التّساؤلات حول مختلف القضايا، والإشكاليّات الّتي تحاول تسليط الضّوء عليها. ويقسّم أركون التاريخ الإسلامي إلى مرحلة (العصر الكلاسيكي، ويسمّيه عصر الأنسنة، والّذي بلغ ذروته في القرن الرابع الهجري)، ثم (عصر الانحطاط، حين يقتل الإبداع وتنتشر الطريقة التقليديّة الجافّة في التّعليم)، ويصف أركون هذه المرحلة بالظّلاميّة.
وهو يعتبر أنّ الغرب قد أنهك العالم الإسلاميّ بالاستعمار الظّالم، وأنّه يحاول أن يرضي ضميره بتقديم مساعدات شكليّة للعالم العربي، كما وينتقد أركون الاستشراق، بعد أن يشرح مفهومه وأبعاده وتأثيره في بعض الباحثين والمفكّرين المسلمين.
نشير إلى أنّ الأنسنة الّتي يدعو إليها أركون، هي مؤمنة شكلاً لا حقيقة، فالإيمان بالنّسبة إليه حاجة من حاجات الإنسان لا بدّ من إشباعها ولا يمكن تجاوزها. لذلك يتركّز الإنسان في إيمانه حول ذاته.. إنّها لا تختلف في جوهرها عن الأنسنة الملحدة الّتي ينتقدها أركون نفسه.
ويدعو أركون إلى مشروع ورشة كبيرة عن الدّراسات القرآنية، باستخدام المنهج التاريخي (الفيلولوجيا)، أي العلوم اللّغويّة الّتي تبحث عن أصول الكلمات واشتقاقها، لكنّها، للأسف، غير موجودة في العالم العربي، إنّما في جامعة تورنتو في كندا، حيث كان مشروع موسوعة قرآنيّة يتتبّع فيه الباحثون كلّ كلمة قرآنيّة بدراسة تاريخيّة في مادّة مستقلّة.
ويعتبر أركون في رأي الباحثين، من المنتمين إلى جيل مفكّري ما بعد الحداثة، وهو قدّم مشروعاً نقديّاً، درس من خلاله شروط صلاحيّة كلّ المعارف الّتي أنتجها العقل الإسلامي، ويندرج مشروعه في مجال العقلانيّة النقديّة الحداثيّة للنصّ القرآنيّ، ولمجمل التّراث العربي الإسلامي.
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .