إنَّ إصلاح السَّريرة ـ أي باطن الإنسان ـ من كلّ الأمراض والعقد الأخلاقيّة والنفسيّة، عنوان من عناوين صلاح النّفس، واستقرار الإيمان وثباته في ذات الإنسان والجماعة. وتطهير السَّريرة من الغلِّ والحسدِ والغيبة والنميمة والرياء، وغيرها من الأمراض، يزيد من إخلاص المرء لربّه، وبالتّالي، لا ينبغي أن يغفل الإنسان عن إصلاح سريرته، عبر تنقيتها من كلّ الشوائب والمفاسد الَّتي تجعله يعيش الانحراف في قوله وسلوكه، وذلك عبر كثرة ذكر الله تعالى والتأمّل، وأن يعلم الإنسان على الدّوام، أنَّ الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور، وأنّه أعلم منّا بأنفسنا، فلا يغيب عن بالنا ذلك، ولا نحشو بواطننا بسوء الأخلاق، ونبطن الكراهية والحقد والبغضاء.
فالله تعالى رحمنا بأن حجب عن الآخرين رؤية بواطننا، وستر ذلك عن الخلائق، كي لا تعمّ الفوضى، فيما ظاهرنا وباطننا مكشوفان لله تعالى تمام الانكشاف، ووظيفتنا أن نستغلّ كلّ موقفٍ وكلّ حالةٍ، لننقّي بواطننا ونصلح مشاعرنا، فلا نزرع فيها إلا المحبَّة والسَّلام، ولا نبذر فيها إلا كلَّ قيمةٍ وشعورٍ ننفتح فيهما على الحياة والآخرين من حولنا.
كثيرون يعجبك قولهم، ولكنَّهم يحملون في بواطنهم كلّ حقدٍ وخبث وسوء نيّات تجاه الآخرين، ويعيشون العقدة تجاه فلان وفلان، ويحملون تجاههم الكراهية والبغضاء والتمنّيات السيّئة، وينسون أنَّ الله تعالى رقيب وحسيب على بواطننا، وأنّه عليم بذات الصّدور.
وعلينا الاستعداد ليوم النّشر والبعث؛ يوم نعرض على الله تعالى، وتعرض سرائرنا عليه أمام الخلائق، فهل يعقل أن نعرض ما يسيء إلى أنفسنا، وأن نعرض أمراضنا أمام الله في يوم الحساب، حيث لا تخفى عليه خافية، ولا نستطيع أن نخبِّئ أيّ شيء عليه تعالى؟
فكلّ حركاتنا وسكناتنا، وحتى عدد أنفاسنا، يعلمها تعالى ويحصيها علينا، يقول تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة: 18].
وهذا عليّ(ع) يقول: "من أصلح سريرته، أصلح الله تعالى علانيته، ومن عمل لدينه، كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين النّاس".
فلا يعقل أن يعيش المرء بسريرةٍ مريضة، وعلانية جميلة، فالباطن علينا تجميله بكلِّ ما أمكننا إلى ذلك من سبيل، فنضبط مشاعرنا في خطّ الله، فلا نحبّ ونبغض إلا بالله، وأن نضبط انفعالاتنا، فلا نتحرّك إلا على هدي العقل والوعي، وأن نضبط كلماتنا، فلا تتفوّه ألسنتنا إلا بالكلام الجميل الطيّب النافع، وأن نضبط حركة مواقفنا، فلا نقف إلا مع الحقّ ضدّ الظّلم والفساد والباطل، حتى يكون موقفنا أمام الله تعالى قويّاً، ويكون باطننا جميلاً كظاهرنا، وأن نقابل الله ببواطن نظيفة، كما نقابله بعلانية نظيفة، وبالتّالي، نجذِّر الإيمان في نفوسنا، حيث يربو ويزهو ويثمر، ونمارسه أخلاقيّات تحبِّب وتقرِّب ما بين النّفوس والقلوب والعقول.
الموحِّدون المؤمنون، هم من يعملون على تنظيف سرائرهم، وزرعها بكلِّ شيءٍ جميل يرفد الحياة والمجتمع بكلّ قيمة ومضمون رفيع، وينقل الإنسان من عوالم التقوقع في أهواء الذّات وشرورها ومفاسدها، إلى عالمٍ تترفّع فيه النفوس عن السّرائر الّتي تستبطن كلّ شيء سيّئ.
إنَّ الفرصة متاحة أمام الجميع، كي يتوبوا، ويراجعوا أنفسهم، ويعملوا على تطهير سرائرهم من كلّ ما يضرّها، كي يضمنوا سعادة الدّارين؛ الدّنيا والآخرة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
إنَّ إصلاح السَّريرة ـ أي باطن الإنسان ـ من كلّ الأمراض والعقد الأخلاقيّة والنفسيّة، عنوان من عناوين صلاح النّفس، واستقرار الإيمان وثباته في ذات الإنسان والجماعة. وتطهير السَّريرة من الغلِّ والحسدِ والغيبة والنميمة والرياء، وغيرها من الأمراض، يزيد من إخلاص المرء لربّه، وبالتّالي، لا ينبغي أن يغفل الإنسان عن إصلاح سريرته، عبر تنقيتها من كلّ الشوائب والمفاسد الَّتي تجعله يعيش الانحراف في قوله وسلوكه، وذلك عبر كثرة ذكر الله تعالى والتأمّل، وأن يعلم الإنسان على الدّوام، أنَّ الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور، وأنّه أعلم منّا بأنفسنا، فلا يغيب عن بالنا ذلك، ولا نحشو بواطننا بسوء الأخلاق، ونبطن الكراهية والحقد والبغضاء.
فالله تعالى رحمنا بأن حجب عن الآخرين رؤية بواطننا، وستر ذلك عن الخلائق، كي لا تعمّ الفوضى، فيما ظاهرنا وباطننا مكشوفان لله تعالى تمام الانكشاف، ووظيفتنا أن نستغلّ كلّ موقفٍ وكلّ حالةٍ، لننقّي بواطننا ونصلح مشاعرنا، فلا نزرع فيها إلا المحبَّة والسَّلام، ولا نبذر فيها إلا كلَّ قيمةٍ وشعورٍ ننفتح فيهما على الحياة والآخرين من حولنا.
كثيرون يعجبك قولهم، ولكنَّهم يحملون في بواطنهم كلّ حقدٍ وخبث وسوء نيّات تجاه الآخرين، ويعيشون العقدة تجاه فلان وفلان، ويحملون تجاههم الكراهية والبغضاء والتمنّيات السيّئة، وينسون أنَّ الله تعالى رقيب وحسيب على بواطننا، وأنّه عليم بذات الصّدور.
وعلينا الاستعداد ليوم النّشر والبعث؛ يوم نعرض على الله تعالى، وتعرض سرائرنا عليه أمام الخلائق، فهل يعقل أن نعرض ما يسيء إلى أنفسنا، وأن نعرض أمراضنا أمام الله في يوم الحساب، حيث لا تخفى عليه خافية، ولا نستطيع أن نخبِّئ أيّ شيء عليه تعالى؟
فكلّ حركاتنا وسكناتنا، وحتى عدد أنفاسنا، يعلمها تعالى ويحصيها علينا، يقول تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}[الحاقة: 18].
وهذا عليّ(ع) يقول: "من أصلح سريرته، أصلح الله تعالى علانيته، ومن عمل لدينه، كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين النّاس".
فلا يعقل أن يعيش المرء بسريرةٍ مريضة، وعلانية جميلة، فالباطن علينا تجميله بكلِّ ما أمكننا إلى ذلك من سبيل، فنضبط مشاعرنا في خطّ الله، فلا نحبّ ونبغض إلا بالله، وأن نضبط انفعالاتنا، فلا نتحرّك إلا على هدي العقل والوعي، وأن نضبط كلماتنا، فلا تتفوّه ألسنتنا إلا بالكلام الجميل الطيّب النافع، وأن نضبط حركة مواقفنا، فلا نقف إلا مع الحقّ ضدّ الظّلم والفساد والباطل، حتى يكون موقفنا أمام الله تعالى قويّاً، ويكون باطننا جميلاً كظاهرنا، وأن نقابل الله ببواطن نظيفة، كما نقابله بعلانية نظيفة، وبالتّالي، نجذِّر الإيمان في نفوسنا، حيث يربو ويزهو ويثمر، ونمارسه أخلاقيّات تحبِّب وتقرِّب ما بين النّفوس والقلوب والعقول.
الموحِّدون المؤمنون، هم من يعملون على تنظيف سرائرهم، وزرعها بكلِّ شيءٍ جميل يرفد الحياة والمجتمع بكلّ قيمة ومضمون رفيع، وينقل الإنسان من عوالم التقوقع في أهواء الذّات وشرورها ومفاسدها، إلى عالمٍ تترفّع فيه النفوس عن السّرائر الّتي تستبطن كلّ شيء سيّئ.
إنَّ الفرصة متاحة أمام الجميع، كي يتوبوا، ويراجعوا أنفسهم، ويعملوا على تطهير سرائرهم من كلّ ما يضرّها، كي يضمنوا سعادة الدّارين؛ الدّنيا والآخرة.
*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.