كيف تخطِّط ليومك؟ ما المبادئ الَّتي ينبغي أن تحشدها في يومك؟ ما النّقاط الَّتي تريد أن تحرّكها في يومك؟
يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء الصّباح والمساء:
"اللَّهمَّ ووفِّقْنا في يومِنَا هذا – إذا كنَّا في الصَّباح - وليلتِنا هذهِ – إذا كنَّا في أوَّل اللَّيل - وفي جميعِ أيَّامِنا، لاستعمالِ الخَيْرِ – اجعل كلَّ عملنا في هذا اليوم؛ في بيتنا وعملنا ونوادينا وأرضنا ومواقفنا، لاستعمال الخير - وهجرانِ الشَّرِّ – أن أهجر الشَّرَّ من قولي ومن فعلي، فلا تجعل للشَّرِّ سيطرةً على يومي أو ليلتي.
- وشكرِ النِّعمِ – اجعلني، يا ربِّ، شاكراً لنعمك، وكلُّ ما عندي هو من نعمِكَ {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النَّحل: 53]، {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النَّحل: 18]. ثمَّ إنَّ الله يعطينا النِّعم ويقول لنا: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: 7]، فكلَّما شكرنا نعم الله علينا، زادنا الله من نعمه.
- واتِّباعِ السُّنن - وهي الخطوط الَّتي رسمها رسول الله (ص) في سنَّته، من خلال ما أمرنا به ونهانا عنه، ومن خلال ما وجَّهنا إليه وأمرنا بالأخذ به.
- ومجانبةِ البِدَعِ – وهي كلُّ ما ابتدَعَهُ النَّاس ممَّا يبتعد عن سنن الله ورسوله، وخطِّ الله ورسولِهِ، مما ابتدَعه الضالّون والمضلِّلون.
- والأمرِ بالمعروفِ، والنَّهيِ عن المنكَرِ – اجعلني آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. والمعروف عنوانٌ يشمل كلَّ حركة الإنسان في الحياة، مما يرفع مستوى الإنسان ويرضاه الله، والمنكَر هو كلُّ ما يحطُّ بمستوى الإنسان مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى... اجعلني، يا ربّ، في كلِّ المواقف الفرديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة، في داخل البيت وفي داخل المجتمع، من الَّذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر... وقمَّة المعروف هو إقامة العدل في النَّاس، وقمَّة المنكر هو الظّلم...
- وحياطةِ الإسلامِ – اجعلْني، يا ربِّ، في يومي وليلتي، أحوطُ الإسلامَ بما أحوطُ بِهِ نفسي وأولادي وعيالي وكلَّ مَنْ أحبُّه، بحيث إنّي إذا رأيت في الإسلام ضعفاً أو خللاً في حركته في الواقع، فإنّي أحاول أن أحوطه كما أحوط أهلي ونفسي وعيالي. فالإمام (ع) يرشدنا بأنَّ علينا أن نجعل في برنامجنا في اليوم واللَّيلة، أو في الأسبوع أو الشَّهر أو السَّنة، أن نحوط الإسلام، أن نتحمَّل مسؤوليَّته، في إبعاد أيِّ ضعفٍ أو خرافةٍ أو تخلّفٍ وجهلٍ عنه.
- وانتقاصِ الباطلِ – أن أواجه الباطل وأتحمَّل مسؤوليَّة إضعافه وانتقاصه، سواء كان باطل العقيدة أو الشَّريعة أو السياسة أو الاجتماع، أن أُبرز ضعفه للنَّاس بما أثيره من نقائصه – وإذلالِهِ – أن أذلَّه بكلِّ وسائل الإذلال، حتَّى لا يبقى له أيُّ عنفوان وأيُّ وجود في الحياة.
- ونصرةِ الحقِّ – الحقّ الفرديّ والاجتماعيّ والسياسيّ والأمنيّ – وإعزازِهِ – أن أنصرَه أمامَ الَّذين يريدونَ أن يضعفوه ويسقطوه، وأن أعزَّه بكلِّ ما عندي من وسائل القوَّة..
- وإرشادِ الضَّالِّ – إذا رأيْتُ إنساناً يسيرُ في طريقِ الضَّلال، فاجعلْني، يا ربّ، أضع في برنامجي، أن أرشدَه إلى ما يخلِّصُه من هذا الضَّلال.
- ومعاونةِ الضَّعيفِ – اجعلني، يا ربّ، إذا رأيت إنساناً ضعيفاً في علمه، أن أعينه وأعطيه علماً، أو في قوَّته أن أعطيه قوَّة، أو في ماله، أن أمنحه مالاً.
- وإدراكِ اللَّهيفِ". واللَّهيف هو الإنسانُ الملهوف الَّذي يعيش مشكلة وأزمة وهو حائر، لا يعرف ماذا يريد، أن أدركه فأحاول ردَّ لهفته...
هذا هو برنامج الثّلاث عشرة نقطة، والَّذي ينبغي للإنسان أن يوزِّعه على مدى زمنه اليوميّ أو الأسبوعي أو الشَّهري أو السَّنويّ، حتَّى يبقى الإنسان في حالة تخطيط قبل أن يدخل اليوم أو الأسبوع أو الشَّهر أو السَّنة.. وأن يفحص نفسه يوميّاً؛ هل استطاع أن يستكمل هذه الخطوط في ظروفه الزمنيَّة أم أنّه لم يستطع..
* من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 15/03/2002م.
كيف تخطِّط ليومك؟ ما المبادئ الَّتي ينبغي أن تحشدها في يومك؟ ما النّقاط الَّتي تريد أن تحرّكها في يومك؟
يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء الصّباح والمساء:
"اللَّهمَّ ووفِّقْنا في يومِنَا هذا – إذا كنَّا في الصَّباح - وليلتِنا هذهِ – إذا كنَّا في أوَّل اللَّيل - وفي جميعِ أيَّامِنا، لاستعمالِ الخَيْرِ – اجعل كلَّ عملنا في هذا اليوم؛ في بيتنا وعملنا ونوادينا وأرضنا ومواقفنا، لاستعمال الخير - وهجرانِ الشَّرِّ – أن أهجر الشَّرَّ من قولي ومن فعلي، فلا تجعل للشَّرِّ سيطرةً على يومي أو ليلتي.
- وشكرِ النِّعمِ – اجعلني، يا ربِّ، شاكراً لنعمك، وكلُّ ما عندي هو من نعمِكَ {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النَّحل: 53]، {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[النَّحل: 18]. ثمَّ إنَّ الله يعطينا النِّعم ويقول لنا: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: 7]، فكلَّما شكرنا نعم الله علينا، زادنا الله من نعمه.
- واتِّباعِ السُّنن - وهي الخطوط الَّتي رسمها رسول الله (ص) في سنَّته، من خلال ما أمرنا به ونهانا عنه، ومن خلال ما وجَّهنا إليه وأمرنا بالأخذ به.
- ومجانبةِ البِدَعِ – وهي كلُّ ما ابتدَعَهُ النَّاس ممَّا يبتعد عن سنن الله ورسوله، وخطِّ الله ورسولِهِ، مما ابتدَعه الضالّون والمضلِّلون.
- والأمرِ بالمعروفِ، والنَّهيِ عن المنكَرِ – اجعلني آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. والمعروف عنوانٌ يشمل كلَّ حركة الإنسان في الحياة، مما يرفع مستوى الإنسان ويرضاه الله، والمنكَر هو كلُّ ما يحطُّ بمستوى الإنسان مما لا يرضي الله سبحانه وتعالى... اجعلني، يا ربّ، في كلِّ المواقف الفرديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة، في داخل البيت وفي داخل المجتمع، من الَّذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر... وقمَّة المعروف هو إقامة العدل في النَّاس، وقمَّة المنكر هو الظّلم...
- وحياطةِ الإسلامِ – اجعلْني، يا ربِّ، في يومي وليلتي، أحوطُ الإسلامَ بما أحوطُ بِهِ نفسي وأولادي وعيالي وكلَّ مَنْ أحبُّه، بحيث إنّي إذا رأيت في الإسلام ضعفاً أو خللاً في حركته في الواقع، فإنّي أحاول أن أحوطه كما أحوط أهلي ونفسي وعيالي. فالإمام (ع) يرشدنا بأنَّ علينا أن نجعل في برنامجنا في اليوم واللَّيلة، أو في الأسبوع أو الشَّهر أو السَّنة، أن نحوط الإسلام، أن نتحمَّل مسؤوليَّته، في إبعاد أيِّ ضعفٍ أو خرافةٍ أو تخلّفٍ وجهلٍ عنه.
- وانتقاصِ الباطلِ – أن أواجه الباطل وأتحمَّل مسؤوليَّة إضعافه وانتقاصه، سواء كان باطل العقيدة أو الشَّريعة أو السياسة أو الاجتماع، أن أُبرز ضعفه للنَّاس بما أثيره من نقائصه – وإذلالِهِ – أن أذلَّه بكلِّ وسائل الإذلال، حتَّى لا يبقى له أيُّ عنفوان وأيُّ وجود في الحياة.
- ونصرةِ الحقِّ – الحقّ الفرديّ والاجتماعيّ والسياسيّ والأمنيّ – وإعزازِهِ – أن أنصرَه أمامَ الَّذين يريدونَ أن يضعفوه ويسقطوه، وأن أعزَّه بكلِّ ما عندي من وسائل القوَّة..
- وإرشادِ الضَّالِّ – إذا رأيْتُ إنساناً يسيرُ في طريقِ الضَّلال، فاجعلْني، يا ربّ، أضع في برنامجي، أن أرشدَه إلى ما يخلِّصُه من هذا الضَّلال.
- ومعاونةِ الضَّعيفِ – اجعلني، يا ربّ، إذا رأيت إنساناً ضعيفاً في علمه، أن أعينه وأعطيه علماً، أو في قوَّته أن أعطيه قوَّة، أو في ماله، أن أمنحه مالاً.
- وإدراكِ اللَّهيفِ". واللَّهيف هو الإنسانُ الملهوف الَّذي يعيش مشكلة وأزمة وهو حائر، لا يعرف ماذا يريد، أن أدركه فأحاول ردَّ لهفته...
هذا هو برنامج الثّلاث عشرة نقطة، والَّذي ينبغي للإنسان أن يوزِّعه على مدى زمنه اليوميّ أو الأسبوعي أو الشَّهري أو السَّنويّ، حتَّى يبقى الإنسان في حالة تخطيط قبل أن يدخل اليوم أو الأسبوع أو الشَّهر أو السَّنة.. وأن يفحص نفسه يوميّاً؛ هل استطاع أن يستكمل هذه الخطوط في ظروفه الزمنيَّة أم أنّه لم يستطع..
* من محاضرة عاشورائيَّة لسماحته، بتاريخ: 15/03/2002م.