استشارة..
هل يحقّ لي أن أعطي كلّ ما أملك لأحد أولادي، علماً أنّ جميع أولادي يعاملونني معاملة حسنة؟
وجواب..
هناك جانبان في المسألة، فالأمر الأوَّل هو أنّ النّاس مسلَّطون على أموالهم، فيمكن للإنسان أن يعطي ماله كلّه لابنه عطاءً منجزاً، أمَّا الوصيَّة، فلا تصحّ إلا بالثّلث، إلا إذا رضي الورثة.
والجانب الآخر، أنَّ الله سبحانه وتعالى نظّم الإرث بالشكل الذي يحقق العدالة ويحلّ مشكلة الورثة ويبعد جانب الحقد، فأنت حينما تؤثر ولداً واحداً وأولادك جميعاً طيّبون، فمعنى ذلك أنّك تتركهم فقراء، ثم إنك سوف تعقّدهم ـ بعملك هذا ـ من أخيهم ومنك أيضاً.
إنّ مشكلة بعض النّاس أنَّ ما نظّمه الله تعالى يتصرَّفون به بما يسيء إليه، والّذي أوكله إلينا نتركه إليه، فالإرث نظام إلهيّ كامل، فلِمَ تعطي الأولاد وتحرم البنات، أو العكس، أو تخصّ أحدهم بالإرث كله دون الآخرين؟!
إنني أعتبر ذلك تخلّفاً، وهو يدلّ على عدم الإحساس بالمسؤوليّة، وإن لم يكن محرّماً بذاته، فأنت حرّ بأموالك، لكن الجانب الأخلاقي والإنساني والعاطفي يجب أن يُلاحظ ولا يُهمل في التعامل مع إنسانيّة الآخر.
***
مرسل الاستشارة: .................
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض)، النّدوة، ج5.