الإسلام يقول: اِبدأ أنت بالتحيَّة؟!

الإسلام يقول: اِبدأ أنت بالتحيَّة؟!
 

استشارة..

هناك من النّاس من ينتظرنا على الدّوام كي نبادر إلى إلقاء التحيّة عليه، فمركزه الاجتماعي، في رأيه، يفرض هذا التصرّف. فما هو رأي الإسلام في ذلك؟

وجواب..

هناك من الناس مَن يرى مركزه الاجتماعيّ فوق مستوى الآخرين، ولذا فهو يشعر بأنّ من واجب الناس أن تتلقَّاه بالتحيّة قبل أن يبدأهم بها، لأنّه يحسب أنَّ الابتداء بالتحيّة لا يتناسب مع صاحب المركز الكبير لمن هم دونه. ولكنّ الإسلام يشجب ذلك، ويعتبر التحيّة علامة التهذيب الخلقي للإنسان، لأنّها تدلّل على ما يحمله من احترام للآخرين وتقدير لشعورهم، وإحساس بما يجيش في داخله من شعور عميق بالمساواة بينهم وبينه.

بينما يمثّل الموقف المعاكس الشخصيّة التي تختنق داخل ذاتها في إطار من الكبرياء المزيّف والتعالي الوضيع، الأمر الذي يجعلها تحتقر الآخرين وتبتعد عن التّهذيب.

ومن هنا، أعطى الإسلام البادئ بالسّلام امتيازاً كبيراً على المستوى المعنويّ، كما ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع) عن رسول الله (ص): "البادئ بالسلام أوْلى بالله ورسوله".

كما أعطاه أجراً مضاعفاً في حساب الحسنات التي يجزى بها الصّالحون. فقد ورد في الحديث عن الإمام الحسن بن عليّ (ع): "للسّلام سبعون حسنة، تسع وستّون للمبتدئ، وواحدة للرّادّ، وإنْ أحسن فعشر".

وقد أعطى رسول الله (ص) الأمثولة على ذلك في السّلام على الصّبيان والنساء، فيما روته السُّنّة النبويّة الشّريفة في حديث أنس بن مالك: "إنَّ رسول الله مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم"، وفي حديثٍ آخر عن أسماء بنت يزيد: "إنَّ النبيّ مرَّ بنسوة فسَلَّمَ عليهن".

وقد اعتبره الإسلام دليلاً على التّواضع. ففي الحديث عن الصّادق (ع): "مِنَ التّواضع أن تُسَلِّم على مَن لقيت". وهكذا نعرف أنَّ القيمة في الإسلام للتّهذيب الخلقي، فهو الذي يجعل للإنسان مركزاً ممتازاً عند الله، لا للتّعالي والكبرياء في إطار المركز الاجتماعيّ المحدود.

                                                                         ***

مرسل الاستشارة:..............

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

 

استشارة..

هناك من النّاس من ينتظرنا على الدّوام كي نبادر إلى إلقاء التحيّة عليه، فمركزه الاجتماعي، في رأيه، يفرض هذا التصرّف. فما هو رأي الإسلام في ذلك؟

وجواب..

هناك من الناس مَن يرى مركزه الاجتماعيّ فوق مستوى الآخرين، ولذا فهو يشعر بأنّ من واجب الناس أن تتلقَّاه بالتحيّة قبل أن يبدأهم بها، لأنّه يحسب أنَّ الابتداء بالتحيّة لا يتناسب مع صاحب المركز الكبير لمن هم دونه. ولكنّ الإسلام يشجب ذلك، ويعتبر التحيّة علامة التهذيب الخلقي للإنسان، لأنّها تدلّل على ما يحمله من احترام للآخرين وتقدير لشعورهم، وإحساس بما يجيش في داخله من شعور عميق بالمساواة بينهم وبينه.

بينما يمثّل الموقف المعاكس الشخصيّة التي تختنق داخل ذاتها في إطار من الكبرياء المزيّف والتعالي الوضيع، الأمر الذي يجعلها تحتقر الآخرين وتبتعد عن التّهذيب.

ومن هنا، أعطى الإسلام البادئ بالسّلام امتيازاً كبيراً على المستوى المعنويّ، كما ورد في الحديث عن الإمام جعفر الصادق (ع) عن رسول الله (ص): "البادئ بالسلام أوْلى بالله ورسوله".

كما أعطاه أجراً مضاعفاً في حساب الحسنات التي يجزى بها الصّالحون. فقد ورد في الحديث عن الإمام الحسن بن عليّ (ع): "للسّلام سبعون حسنة، تسع وستّون للمبتدئ، وواحدة للرّادّ، وإنْ أحسن فعشر".

وقد أعطى رسول الله (ص) الأمثولة على ذلك في السّلام على الصّبيان والنساء، فيما روته السُّنّة النبويّة الشّريفة في حديث أنس بن مالك: "إنَّ رسول الله مرَّ على صبيان فسلَّم عليهم"، وفي حديثٍ آخر عن أسماء بنت يزيد: "إنَّ النبيّ مرَّ بنسوة فسَلَّمَ عليهن".

وقد اعتبره الإسلام دليلاً على التّواضع. ففي الحديث عن الصّادق (ع): "مِنَ التّواضع أن تُسَلِّم على مَن لقيت". وهكذا نعرف أنَّ القيمة في الإسلام للتّهذيب الخلقي، فهو الذي يجعل للإنسان مركزاً ممتازاً عند الله، لا للتّعالي والكبرياء في إطار المركز الاجتماعيّ المحدود.

                                                                         ***

مرسل الاستشارة:..............

نوعها: اجتماعيّة.

المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية