كيف نعزِّي أهل الميت؟

كيف نعزِّي أهل الميت؟
 

استشارة..

ما هو أسلوب الإسلام الأمثل في التّعزية بالميّت؟

وجواب:

نلاحظ في الكلمات المأثورة عن بعض الأئمَّة (ع) في تعزية أهل الميّت، أنَّ الفكرة لم تكن أن يخلق في أنفسهم روح العزاء فقط، بل كانت أن تثير في داخلهم التَّفكير العقلاني في طبيعة الحال التي هم عليها، لينطلق العزاء من حالة فكريّة، لا من حالة وجدانيّة خالصة.

ونلاحظ ذلك في أسلوب التّعزية التي تحدَّث بها الإمام عليّ (ع) مع بعض الناس:

"إنَّ هذا الأمر ليس بكم بدأ، ولا إليكم انتهى، وقد كان صاحبكم يسافر فاحسبوه في سفر، فإن قدم عليكم، وإلّا قدمتم عليه".

ففي هذه الكلمات اتجاهٌ لربط القضيّة بالسنَّة الكونيّة التي تشمل كلّ الناس في الماضي والحاضر والمستقبل، ومحاولة لإثارة نور جديد للأمل، من خلال الإيمان الحقّ باللّقاء في الدّار الآخرة، الأمر الّذي يجعل العزاء مرتبطاً بالواقع من جهة باعتباره أمراً طبيعيّاً، وبالإنسان من جهة باعتباره مصدراً حقيقيّاً للأمل.

وعلى ضوء هذا، نفسِّر التّوجيهات الدينيّة الكثيرة التي توجّه الإنسان نحو التكلُّم ببعض الكلمات التي تبذر في النّفس العزاء، وتخلق في داخلها روح الصّبر، وذلك كما في قوله تعالى في القرآن الكريم:

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 156 ـ 157].

فإنَّ هذه الكلمة تربط الإنسان بالواقع من خلال الإيمان، كما أوضحها الإمام أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: "(إنّا لله) إقرار بالملك و(إنّا إليه راجعون) إقرار بالهلك".

ففي ذلك يعيش الإنسان روح التّسليم بالواقع، وعدم مفاجأته بأيّ حديث أو مشكلة، ليواجه الحياة بروح واقعيّة هادئة لا تهتزّ أمام الأحداث، ولا تنهار أمام المصائب.

                                                                  ***

مرسل الاستشارة:..............

نوعها: اجتماعيّة.

*المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

 

استشارة..

ما هو أسلوب الإسلام الأمثل في التّعزية بالميّت؟

وجواب:

نلاحظ في الكلمات المأثورة عن بعض الأئمَّة (ع) في تعزية أهل الميّت، أنَّ الفكرة لم تكن أن يخلق في أنفسهم روح العزاء فقط، بل كانت أن تثير في داخلهم التَّفكير العقلاني في طبيعة الحال التي هم عليها، لينطلق العزاء من حالة فكريّة، لا من حالة وجدانيّة خالصة.

ونلاحظ ذلك في أسلوب التّعزية التي تحدَّث بها الإمام عليّ (ع) مع بعض الناس:

"إنَّ هذا الأمر ليس بكم بدأ، ولا إليكم انتهى، وقد كان صاحبكم يسافر فاحسبوه في سفر، فإن قدم عليكم، وإلّا قدمتم عليه".

ففي هذه الكلمات اتجاهٌ لربط القضيّة بالسنَّة الكونيّة التي تشمل كلّ الناس في الماضي والحاضر والمستقبل، ومحاولة لإثارة نور جديد للأمل، من خلال الإيمان الحقّ باللّقاء في الدّار الآخرة، الأمر الّذي يجعل العزاء مرتبطاً بالواقع من جهة باعتباره أمراً طبيعيّاً، وبالإنسان من جهة باعتباره مصدراً حقيقيّاً للأمل.

وعلى ضوء هذا، نفسِّر التّوجيهات الدينيّة الكثيرة التي توجّه الإنسان نحو التكلُّم ببعض الكلمات التي تبذر في النّفس العزاء، وتخلق في داخلها روح الصّبر، وذلك كما في قوله تعالى في القرآن الكريم:

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة: 156 ـ 157].

فإنَّ هذه الكلمة تربط الإنسان بالواقع من خلال الإيمان، كما أوضحها الإمام أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة: "(إنّا لله) إقرار بالملك و(إنّا إليه راجعون) إقرار بالهلك".

ففي ذلك يعيش الإنسان روح التّسليم بالواقع، وعدم مفاجأته بأيّ حديث أو مشكلة، ليواجه الحياة بروح واقعيّة هادئة لا تهتزّ أمام الأحداث، ولا تنهار أمام المصائب.

                                                                  ***

مرسل الاستشارة:..............

نوعها: اجتماعيّة.

*المجيب عنها: العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية