استشارة..
يقول البعض ممن يروّجون لشبهات معيَّنة، بأنّ الدّين هو سبب تخلّف المجتمعات ولا بدّ من نبذه، وأنّ سبب التقدّم يكون عبر تقييد الدّين، ومن ذلك، نفي الدين الإسلامي من التّأثير في الحياة، ويضربون مثالاً ما أحدثه تسلّط رجال الكنيسة في أوروبّا، والذي كان سبباً في الجهل والتخلّف. فما ردّكم على تلك الشّبهات؟
وجواب..
إن المسألة ليست جديدة، فلطالما نادى العديد من المثقّفين والذين تأثروا بالثقافة الغربيّة بمقولة فصل الدين عن الدولة.
وهذا النحو من الدعوات يشتمل على خدع وأباطيل، لأن التجربة التي تنجح في مكان وزمان معيّنين، لا يعني أنها تنجح في كلّ زمان ومكان. ثم إنّ الدّين الذي نادت به الدّول الغربيّة لفصله عن الدولة وإمضائه عن التدخل بالحكم والسياسة وقضايا الأدب ونحو ذلك، إنما هو تسلّط رجال الدّين واللاهوت (بالمعنى الذي كان سائداً في القرن السابع عشر)، بحيث كان هذا الدّين هو الذي يمنع من أي تطور علمي أو من حرية التفكير العلمي الصحيح، وما إلى ذلك مما كان سائداً في عصر التخلف الذي كانت أوروبا تعيشه طيلة القرون الثلاثة المعروفة في تاريخ أوروبا.
وهذا لا ينطبق أبداً على الدين الإسلاميّ، والذي يأخذ ويدعو إلى الأخذ بأسباب العلم والتطوّر والانفتاح على الآخر. إنّ كلّ هذه الشّبهات المغلوطة، واستثمار فترة تاريخيّة مظلمة واسقاطها على كلّ الحقب التاريخيّة، مما لا يمكن الموافقة عليه أبداً.
***
مرسل الاستشارة.....................
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) – استفتاءات، مفاهيم عامّة.