استشارة..
لقد انفتحت على قراءة كتب الإسلام والفكر، وكنت شديد الولع بذلك، ولكن حصلت لديّ شكوك جراء الفشل في التجربة العمليّة للإسلاميين، بين ما أسمع وأقرأ من تنظير، وما أعيشه من القلق والتوتّر نتيجة ذلك. ماذا تقولون؟
وجواب..
يا بنيّ، الإسلاميون ليسوا معصومين، والإسلام طريقة حياة واضحة، والتنظيمات صيغة لقيادة الجماعة نحو عمل مشترك، وإنما يحكم عليها بالنجاح أو الفشل من خلال التجربة. لذا، فإنه لا غنى للأمّة عن الإسلام، ولا بدّ للمؤمنين من أن ينقادوا لتنظيم معيّن يجعل عملهم المشترك أكثر فاعليّة، ولا بدّ من اختيار التنظيم الأكثر تجربة، والمعروفة قيادته بالإيمان والعلم والخلق والورع، والذي يرجع في مواقفه ونشاطاته وسياسته إلى توجيهات الفقيه العادل والمرجعيّة الرّشيدة، وجميع ذلك ضمانة لسلامة المسيرة، رغم تجاوزات بعض الأفراد وسقوط بعض القيادات، ورغم اختلاف الآراء، ألا ترى يا بنيّ أن هذا وما أشبهه قد حدث في صحابة النبي (ص) وأمّته، في حياته وبعد وفاته، فهل يكون الإسلام والنبي وأصحابه غير جيّدين؟!!
توكل على الله تعالى، وكن أكثر ثقة بمن حولك، وابحث عن المؤمن والعالم الربّاني والصيغة الأفضل، وشاركهم أعمالهم، حتى لو اختلفت معهم، والأمور كلها نسبيّة، وما في هذه الدنيا من خير أو شرّ هو امتحان لمدى قدرة المؤمن على الصّبر وحسن التصرّف.
***
مرسل الاستشارة: ...............
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)/ استفتاءات – سياسة.