استشارة..
قرأت حديثاً للرسول (ص) يقول فيه: "كلّ الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث: الرّجل يكذب في الحرب، فإنّ الحرب خدعه، والرّجل يكذب المرأة فيرضيها، والرّجل يكذب بين اثنين ليصلح بينهما".
فهل يستطيع المرء أن يكذب على زوجته إن كانت نيّته إرضاؤها؟ وهل يستطيع أن يكذب على طرفين ليصلح بينهما؟ وإن اكتشفوا ذلك، فيبرّر ما فعله بما جاء من حديث أعلاه؟
وجواب..
إنما يجوز الكذب للإصلاح حيث يتوقّف على ذلك، فإن تبيّن لهما بعد ذلك كذبه، فسيمدحانه على ما فعل بعد أن يكونا قد تصالحا. وأمّا الكذب على الزوجة، فهو غير جائز أيضاً، إلا من أجل دفع مفسدة لا يمكن دفعها إلا بالكذب هذا، ولكن بإمكان المؤمن استخدام التورية في الحالتين المذكورتين في معظم الظروف. والتورية هي كما يلي:
لما كان الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع، وكانت التّورية إخباراً بالواقع، ولكن بألفاظ توهم السامع بخلاف الواقع، فإنّ الفقهاء لم يعتبروا التورية كذباً، ومثال ذلك، ما لو طرق إنسان الباب يسأل عن شخص موجود في المنزل، فأجبته أنت بأنّه ليس هنا، وقصدت أنّه ليس بجوارك وكنت صادقاً، لأنه كان في غرفة النّوم أو الاستقبال، ففهم منها الطّارق أنّه ليس في البيت كليّاً، وهو خلاف الواقع.
لكنّنا رغم ذلك، نرى أن الأجدر بالمؤمن تركها إلا في حالات الضّرورة، لما فيها من سلبيّات تضرّ بالثقة التي ينبغي أن تتعزّز بين الناس من خلال الصّدق، وبخاصّة إذا أكثر الناس من استخدامها في مختلف الحالات، وانكشف أمرهم، وصاروا موضع لوم واتّهام بالكذب، دون أن يدري الآخر أنهم قد استخدموا التّورية.
***
مرسل الاستشارة:............
نوعها: اجتماعيَّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)/ استفتاءات – أخلاق.