المواعدة قبل الزواج: علاقة تضيع الحقوق!

المواعدة قبل الزواج: علاقة تضيع الحقوق!

استشارة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مرتبطة منذ عدة سنوات بشاب لا يعمل، ولم يجد وظيفةً حتى اليوم ليتقدم لخطبتي. لاحظت في الفترة الأخيرة أنه بدأ يتغير معي، وقد أخبرني فيما بعد أنه لم يعد يريدني، من دون أن يحدد السبب، إنما يتذرع بحجج من مثل أنه ظلمني ولا يستحقّني، علماً أنني قمت باستخارة عن طريق الإنترنت حول زواجي منه هذا العام، وكانت نتيجتها جيّدة وبشَّرتني بفوز قريب، ولكنَّني لم أخبره، لأنَّه يرفض التَّواصل معي.

حاولت التحدّث إليه ولم يجبني. ماذا أفعل؟ وهل السَّبب في ذلك هو الحسد؟ وهل من دعاء لتسهيل أمري؟ وهل الاستخارة عبر الإنترنت صحيحة؟

وجواب..

إنّنا لا ننصح أخواتنا الكريمات بإطالة فترة المواعدة قبل الزواج، ولا فترة الخطوبة، ولا سيّما المدّة التي ذكرتها، فقد رأينا فيما عرفناه من قضايا الناس، أنه يترتّب على ذلك سلبيات كثيرة، سواء كان قد تمّ عقد الزواج(كتب الكتاب) وطالت فترة الخطوبة، أو لم يتمّ ولكن تواعد الشابّ والفتاة على الزواج بمعرفة الأهل...

وإذا كان هناك غموض في نوع العلاقة، فإنّ ذلك يوجب ضياع الحقوق، حيث يكثر العتاب والمشاجرات والتوتّر خلالها، أضيفي إلى ذلك، أنّ الفتاة في حالة التواعد على الزّواج، سترهن مستقبلها بهذا الرجل، فإذا فشلت هذه العلاقة بعد هذه الفترة الطويلة، وفكَّ الشابّ ارتباطه وخالف وعده، فهو لن يتضرّر بذلك، ويمكنه أن يتزوّج فيما بعد ممن يشاء، ولن يترك ذلك جرحاً عميقاً في نفسه، في حين يكون العمر قد تقدّم بالفتاة، وربما تفوتها فرصة الزواج، كما أنّ مفارقتها له ستسبّب لها جرحاً عميقاً في نفسها وعواطفها، بل وصدمة كبيرة أيضاً إن كانت قد علَّقت آمالها ومستقبلها على ذلك الارتباط، وهي السلبيّات نفسها التي ستحدث حتى لو كان بينهما عقد زواج وطالت فترة الخطوبة.

وعلى كلّ حال، فإن عليك ترك التواصل معه ما دام قد انصرف عنك وامتنع عن التحدّث إليك، ويجب أن تترفّعي عن الاستمرار في المحاولة، وأن تتقبّلي الواقع المستجدّ، وتعملي على تناسي الموضوع تدريجيّاً، وتذكّري قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]، وفقرة الدعاء المشهورة: "ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خير لي".

أمّا الاستخارة المذكورة فهي غير صحيحة، سواء كانت بالإنترنت أو بغيرها، فإنّ ما قمت به ليس استخارة، بل تفاؤلاً، أي استكشافاً للغيب، ومثل هذا التفاؤل هو نوع من التبصير والرجم بالغيب، وهو غير جيّد، ولا تكون نتيجته صادقة. أمّا الاستخارة، فموضعها عندما نكون متحيّرين، ولا ندري هل نفعل أو لا نفعل، فنستخير، فإذا كانت جيّدة نفعل، وإن كانت غير جيّدة لا نفعل، وهي مختلفة تماماً عن التفاؤل.

ومن جهةٍ أخرى، ليس سبب ما حصل هو الحسد، بل لا بدَّ من أنّ هناك أسباباً أخرى، ولكن مهما كانت هذه الأسباب، فلن نتمكَّن من فعل شيء، ربما ينفعك الدّعاء، ولكنّه بيد الله تعالى، ولا نعلم إن كان سيستجيب لنا، فربما كانت مصلحتك في عدم إتمام هذا الزّواج، ويكون الخير لك في عدم إجابة الدعاء.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 10 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مرتبطة منذ عدة سنوات بشاب لا يعمل، ولم يجد وظيفةً حتى اليوم ليتقدم لخطبتي. لاحظت في الفترة الأخيرة أنه بدأ يتغير معي، وقد أخبرني فيما بعد أنه لم يعد يريدني، من دون أن يحدد السبب، إنما يتذرع بحجج من مثل أنه ظلمني ولا يستحقّني، علماً أنني قمت باستخارة عن طريق الإنترنت حول زواجي منه هذا العام، وكانت نتيجتها جيّدة وبشَّرتني بفوز قريب، ولكنَّني لم أخبره، لأنَّه يرفض التَّواصل معي.

حاولت التحدّث إليه ولم يجبني. ماذا أفعل؟ وهل السَّبب في ذلك هو الحسد؟ وهل من دعاء لتسهيل أمري؟ وهل الاستخارة عبر الإنترنت صحيحة؟

وجواب..

إنّنا لا ننصح أخواتنا الكريمات بإطالة فترة المواعدة قبل الزواج، ولا فترة الخطوبة، ولا سيّما المدّة التي ذكرتها، فقد رأينا فيما عرفناه من قضايا الناس، أنه يترتّب على ذلك سلبيات كثيرة، سواء كان قد تمّ عقد الزواج(كتب الكتاب) وطالت فترة الخطوبة، أو لم يتمّ ولكن تواعد الشابّ والفتاة على الزواج بمعرفة الأهل...

وإذا كان هناك غموض في نوع العلاقة، فإنّ ذلك يوجب ضياع الحقوق، حيث يكثر العتاب والمشاجرات والتوتّر خلالها، أضيفي إلى ذلك، أنّ الفتاة في حالة التواعد على الزّواج، سترهن مستقبلها بهذا الرجل، فإذا فشلت هذه العلاقة بعد هذه الفترة الطويلة، وفكَّ الشابّ ارتباطه وخالف وعده، فهو لن يتضرّر بذلك، ويمكنه أن يتزوّج فيما بعد ممن يشاء، ولن يترك ذلك جرحاً عميقاً في نفسه، في حين يكون العمر قد تقدّم بالفتاة، وربما تفوتها فرصة الزواج، كما أنّ مفارقتها له ستسبّب لها جرحاً عميقاً في نفسها وعواطفها، بل وصدمة كبيرة أيضاً إن كانت قد علَّقت آمالها ومستقبلها على ذلك الارتباط، وهي السلبيّات نفسها التي ستحدث حتى لو كان بينهما عقد زواج وطالت فترة الخطوبة.

وعلى كلّ حال، فإن عليك ترك التواصل معه ما دام قد انصرف عنك وامتنع عن التحدّث إليك، ويجب أن تترفّعي عن الاستمرار في المحاولة، وأن تتقبّلي الواقع المستجدّ، وتعملي على تناسي الموضوع تدريجيّاً، وتذكّري قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]، وفقرة الدعاء المشهورة: "ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خير لي".

أمّا الاستخارة المذكورة فهي غير صحيحة، سواء كانت بالإنترنت أو بغيرها، فإنّ ما قمت به ليس استخارة، بل تفاؤلاً، أي استكشافاً للغيب، ومثل هذا التفاؤل هو نوع من التبصير والرجم بالغيب، وهو غير جيّد، ولا تكون نتيجته صادقة. أمّا الاستخارة، فموضعها عندما نكون متحيّرين، ولا ندري هل نفعل أو لا نفعل، فنستخير، فإذا كانت جيّدة نفعل، وإن كانت غير جيّدة لا نفعل، وهي مختلفة تماماً عن التفاؤل.

ومن جهةٍ أخرى، ليس سبب ما حصل هو الحسد، بل لا بدَّ من أنّ هناك أسباباً أخرى، ولكن مهما كانت هذه الأسباب، فلن نتمكَّن من فعل شيء، ربما ينفعك الدّعاء، ولكنّه بيد الله تعالى، ولا نعلم إن كان سيستجيب لنا، فربما كانت مصلحتك في عدم إتمام هذا الزّواج، ويكون الخير لك في عدم إجابة الدعاء.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 10 أيار 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية