استشارة..
أنا متزوِّج منذ خمسة عشر عاماً، وعندي ابنتان، وأقيم خارج لبنان. التزامي الدّينيّ، وكذلك التزام زوجتي، متوسّط، وحياتنا الزّوجيّة جيّدة، أو ربما كانت جيّدة. فبعد أربع سنوات من زواجنا، وجدت أنّ زوجتي تتكلّم عبر الهاتف مع أحد الأشخاص، وقد اعترفت بذلك، وأقرّت بأنّها تتكلّم معه منذ فترة شهر. طلبت السّماح منّي فسامحتها. بعد ذلك ، انتقلت عائلتي للاستقرار في لبنان، وبقيت أنا في مكان إقامتي في الخارج. وبعد فترة رجعت إلى لبنان، وقد عرفت أيضاً أنّ زوجتي تتكلّم عبر الهاتف والرّسائل القصيرة مع أحد الأشخاص. وللاختصار، اعترفت بالأمر وسامحتها. ولكن بعد مرور عدة سنوات، عدت إلى لبنان، لأجدها أيضاً تتكلّم مع شخص وعبر الرّسائل القصيرة، وقد اعترفت بأنها خرجت معه مرّة واحدة لتناول القهوة في مكان عام، وقد أقسمت على القرآن إنّه كان تبادل إعجاب ليس أكثر لفترة ثلاثة أشهر، وعدت وسامحتها. ثمّ سافرت، ولكن بعد أسبوع من السّفر، علمت أنّها تكلّمت مع الشّخص نفسه، فعدت وطلّقتها، ولكن بعد مراجعتي للموضوع، عدت عن الطّلاق، لأنّه ـ والعياذ بالله ـ لم أجد دليلاً على حالة زنا أو ما شابه، وحفاظاً على العائلة، رجعت إلى مكان إقامتي، وأنا هنا منذ ستّة أشهر، ولله الحمد، الوضع طبيعيّ، ولكنّ المشكلة أنّني في بعض الأحيان أتذكّر ما فعلته، فيحدث بعض الجدال بيننا، وهي الآن حامل.
سؤالي هو من النّاحية الشّرعيّة: هل ما فعلته أنا صحيح أم خطأ، أو أنّه يجب أن يحدث الطّلاق؟ وكيف يجب أن أعاملها؟
وجواب..
لا تعذر الزّوجة أبداً في إقامة علاقات حميمة مع غير زوجها مهما كانت الأسباب، ورغم أنّ سفر الزّوج وبعده عن عائلته هو أمر يؤذي الزّوجة ويربكها ويجعلها وحيدة وربما ضعيفة أمام رغباتها العاطفيّة والجنسيّة الّتي تلحّ عليها، فإنّ على الزّوجة أن تكون وفيّة لزوجها، وخصوصاً في غيبته، وعليها أن تعيش حالة التّقوى والخوف من الله تعالى ومن عقابه، وأن لا تتعمّد فعل ما يخالف الشّريعة، وتحفظ نفسها من الوقوع في الحرام، وأن تتذكّر أنّ عقاب المعاصي نار تشوي الوجوه، فإذا رأت نفسها عاجزة عن تحمّل غيبة زوجها عنها، فعليها مصارحته بمخاوفها، وعلى زوجها أن يعيد النّظر في أمر سفره، وأن يحاول إقلال غيبته، أو اصطحاب زوجته معه، أو تهيئة عمل في بلده حين لا يمكنه أخذها معه، وإن كنّا نأسف لأنّ زوجتك، كما قلت، قد أنشأت علاقة هاتفيّة مع غيرك حين كانت معك في أفريقيا، ما يعني أنّها لا تعيش حالة الوفاء لزوجها بالمستوى المطلوب، رغم أنّها زوجتك وفي منزلك.
وعلى كلّ حال، فإنّ موقفك المتسامح مع زوجتك هو أمر جيّد إن كان مبنيّاً على أسس وطيدة من الثّقة بعدم تكرار فعلتها مرّة أخرى، وأنّ توبتها صادقة، وأنها لن تعيد خطيئتها مرّة أخرى. ونقول إنّه أمر جيّد، لأنّ ذلك سيضمن لأسرتك وحدتها، وسيبعد عنها عار الفضيحة لو أنّك طلّقتها وعرف النّاس سبب طلاقها. ولكن عليك أن تعيد النّظر في طبيعة علاقتك العاطفيّة والجنسيّة بزوجتك، وأن تتصارحا وتدرسا أسباب تصرّفها لجهة اكتشاف ما لو كنت مقصّراً معها في القيام بدورك العاطفيّ، وعليك أن تحاول ترك السّفر والبقاء قريباً من عائلتك، والأفضل أن تتأكّد إن كانت تحبّك فعلاً أو لا تحبّك، أو إن كانت ترغب في الطّلاق منك لكنّها تخجل من البوح بذلك. فإن فعلت ذلك، وتأكّدت من أنّ تصرّفاتها تلك كانت نزوة عابرة، وأنها قد عزمت على التمسّك بك والوفاء لك، فإنّك حينئذٍ ستقيم علاقتك بها على أسس أقوى وأثبت.
صاحب الاستشارة: ...
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
تاريخ الاستشارة: 21 أيّار/ مايو 2013م.
استشارة..
أنا متزوِّج منذ خمسة عشر عاماً، وعندي ابنتان، وأقيم خارج لبنان. التزامي الدّينيّ، وكذلك التزام زوجتي، متوسّط، وحياتنا الزّوجيّة جيّدة، أو ربما كانت جيّدة. فبعد أربع سنوات من زواجنا، وجدت أنّ زوجتي تتكلّم عبر الهاتف مع أحد الأشخاص، وقد اعترفت بذلك، وأقرّت بأنّها تتكلّم معه منذ فترة شهر. طلبت السّماح منّي فسامحتها. بعد ذلك ، انتقلت عائلتي للاستقرار في لبنان، وبقيت أنا في مكان إقامتي في الخارج. وبعد فترة رجعت إلى لبنان، وقد عرفت أيضاً أنّ زوجتي تتكلّم عبر الهاتف والرّسائل القصيرة مع أحد الأشخاص. وللاختصار، اعترفت بالأمر وسامحتها. ولكن بعد مرور عدة سنوات، عدت إلى لبنان، لأجدها أيضاً تتكلّم مع شخص وعبر الرّسائل القصيرة، وقد اعترفت بأنها خرجت معه مرّة واحدة لتناول القهوة في مكان عام، وقد أقسمت على القرآن إنّه كان تبادل إعجاب ليس أكثر لفترة ثلاثة أشهر، وعدت وسامحتها. ثمّ سافرت، ولكن بعد أسبوع من السّفر، علمت أنّها تكلّمت مع الشّخص نفسه، فعدت وطلّقتها، ولكن بعد مراجعتي للموضوع، عدت عن الطّلاق، لأنّه ـ والعياذ بالله ـ لم أجد دليلاً على حالة زنا أو ما شابه، وحفاظاً على العائلة، رجعت إلى مكان إقامتي، وأنا هنا منذ ستّة أشهر، ولله الحمد، الوضع طبيعيّ، ولكنّ المشكلة أنّني في بعض الأحيان أتذكّر ما فعلته، فيحدث بعض الجدال بيننا، وهي الآن حامل.
سؤالي هو من النّاحية الشّرعيّة: هل ما فعلته أنا صحيح أم خطأ، أو أنّه يجب أن يحدث الطّلاق؟ وكيف يجب أن أعاملها؟
وجواب..
لا تعذر الزّوجة أبداً في إقامة علاقات حميمة مع غير زوجها مهما كانت الأسباب، ورغم أنّ سفر الزّوج وبعده عن عائلته هو أمر يؤذي الزّوجة ويربكها ويجعلها وحيدة وربما ضعيفة أمام رغباتها العاطفيّة والجنسيّة الّتي تلحّ عليها، فإنّ على الزّوجة أن تكون وفيّة لزوجها، وخصوصاً في غيبته، وعليها أن تعيش حالة التّقوى والخوف من الله تعالى ومن عقابه، وأن لا تتعمّد فعل ما يخالف الشّريعة، وتحفظ نفسها من الوقوع في الحرام، وأن تتذكّر أنّ عقاب المعاصي نار تشوي الوجوه، فإذا رأت نفسها عاجزة عن تحمّل غيبة زوجها عنها، فعليها مصارحته بمخاوفها، وعلى زوجها أن يعيد النّظر في أمر سفره، وأن يحاول إقلال غيبته، أو اصطحاب زوجته معه، أو تهيئة عمل في بلده حين لا يمكنه أخذها معه، وإن كنّا نأسف لأنّ زوجتك، كما قلت، قد أنشأت علاقة هاتفيّة مع غيرك حين كانت معك في أفريقيا، ما يعني أنّها لا تعيش حالة الوفاء لزوجها بالمستوى المطلوب، رغم أنّها زوجتك وفي منزلك.
وعلى كلّ حال، فإنّ موقفك المتسامح مع زوجتك هو أمر جيّد إن كان مبنيّاً على أسس وطيدة من الثّقة بعدم تكرار فعلتها مرّة أخرى، وأنّ توبتها صادقة، وأنها لن تعيد خطيئتها مرّة أخرى. ونقول إنّه أمر جيّد، لأنّ ذلك سيضمن لأسرتك وحدتها، وسيبعد عنها عار الفضيحة لو أنّك طلّقتها وعرف النّاس سبب طلاقها. ولكن عليك أن تعيد النّظر في طبيعة علاقتك العاطفيّة والجنسيّة بزوجتك، وأن تتصارحا وتدرسا أسباب تصرّفها لجهة اكتشاف ما لو كنت مقصّراً معها في القيام بدورك العاطفيّ، وعليك أن تحاول ترك السّفر والبقاء قريباً من عائلتك، والأفضل أن تتأكّد إن كانت تحبّك فعلاً أو لا تحبّك، أو إن كانت ترغب في الطّلاق منك لكنّها تخجل من البوح بذلك. فإن فعلت ذلك، وتأكّدت من أنّ تصرّفاتها تلك كانت نزوة عابرة، وأنها قد عزمت على التمسّك بك والوفاء لك، فإنّك حينئذٍ ستقيم علاقتك بها على أسس أقوى وأثبت.
صاحب الاستشارة: ...
نوعها: اجتماعيّة.
المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
تاريخ الاستشارة: 21 أيّار/ مايو 2013م.