استشارة..
نحن نعلم أنَّ الاختلاط بين الجنسين غير مستحبّ، ولكنّنا نشأنا في عائلة مترابطة، ونتعاطى مع أبناء خالاتي وعمومتي كما الأخوة، ونحن نتخالط في المناسبات والأعياد، ونمزح سويّاً، وليس هناك أيّ سوء نيّة بيننا. فهل يجوز ذلك؟
وجواب..
نفهم من الحدود الشّرعيّة الّتي تحكم علاقة الرّجل بالمرأة في التّشريع الإسلاميّ، أنّها لا تشجّع أيّ علاقات بين الرّجل والمرأة خارج نطاق البيت الزّوجيّ.
وهذا الفهم لا يعني أنّ الاختلاط شرّ كلّه، وأنّ اللّقاءات شرّ كلّها، إذ إنّنا يمكن أن نعيش الحاجة إلى بعض الأجواء المشتركة في العمل الاجتماعيّ أو الإسلاميّ أو الثّقافيّ... إلا أنّ هذه الأجواء لا بدَّ لنا من أن نحصّنها بكثيرٍ من القيود والشّروط الّتي تبعدها عن أن تكون أداةً للانحراف الأخلاقيّ.
من جهة ثانية، لم تكلّف المرأة شرعاً بألاّ تنظر إلى الرّجل، ولم يحرَّم عليها أن ينظر إليها الرّجل في دائرة ما هو حلال من النّظر بين الطّرفين، ولا سيَّما إذا كانت هذه المسألة تعيش في دائرة ضروريّات الحياة العامّة، أو ضرورات الدّافع السياسيّ والجهاديّ والثّقافيّ الّذي قد تحتاج المرأة المسلمة فيه إلى أن تنطلق في دائرة حجابها الشّرعيّ، لتتحدّث مع الرّجال في ما يتعلَّق بالشّؤون الرّساليّة العامّة الّتي تفرض مشاركتها في كثيرٍ من الحالات...
فالمرأة حرّة كالرَّجل، ومسألة الاختلاط من حيث كونه عاملاً مساعداً على ارتكاب الخطأ أو الانحراف، لا يختصّ بالمرأة وحدها، بل يشمل المرأة والرّجل معاً، فكما لا يجوز للمرأة أن تختلط بالرّجال بالنّحو المؤدّي إلى المعصية، مهما كانت صغيرة، فكذلك لا يجوز للرَّجل الاختلاط بالنّساء، ومسألة الاختلاط لا بدّ من أن ترتكز إلى الجديّة الّتي تبعد الأجواء عن واقع المزاح والهزل وما أشبه ذلك...
فالإسلام يحرص على عدم حدوث الاختلاط بين الرّجل والمرأة من غير المحارم إلا لضرورة، فهو لم يستحسن مجالسة الرّجل للمرأة ومحادثتها إلا في إطار ما تستلزمه ضرورة الدّراسة أو العمل ومجاملاتها العابرة والمحتشمة، أو ضرورة التسوّق وما يشبهها، مما لا بدّ للمرأة من القيام به، فما هو أزيد من مقدار الضَّرورة، مثل الممازحة والمفاكهة والمسامرة والاستغراق في الحديث المباشر أو عبر الهاتف، هو أمر غير مقبول، بل يصير حراماً إن كان التحدّث بتلذّذ وشهوة.
مرسل الاستشارة: حنان.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
المجيب عن الاستشارة: من أرشيف إجابات وكتابات سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) وإجابات مكتب سماحته.
استشارة..
نحن نعلم أنَّ الاختلاط بين الجنسين غير مستحبّ، ولكنّنا نشأنا في عائلة مترابطة، ونتعاطى مع أبناء خالاتي وعمومتي كما الأخوة، ونحن نتخالط في المناسبات والأعياد، ونمزح سويّاً، وليس هناك أيّ سوء نيّة بيننا. فهل يجوز ذلك؟
وجواب..
نفهم من الحدود الشّرعيّة الّتي تحكم علاقة الرّجل بالمرأة في التّشريع الإسلاميّ، أنّها لا تشجّع أيّ علاقات بين الرّجل والمرأة خارج نطاق البيت الزّوجيّ.
وهذا الفهم لا يعني أنّ الاختلاط شرّ كلّه، وأنّ اللّقاءات شرّ كلّها، إذ إنّنا يمكن أن نعيش الحاجة إلى بعض الأجواء المشتركة في العمل الاجتماعيّ أو الإسلاميّ أو الثّقافيّ... إلا أنّ هذه الأجواء لا بدَّ لنا من أن نحصّنها بكثيرٍ من القيود والشّروط الّتي تبعدها عن أن تكون أداةً للانحراف الأخلاقيّ.
من جهة ثانية، لم تكلّف المرأة شرعاً بألاّ تنظر إلى الرّجل، ولم يحرَّم عليها أن ينظر إليها الرّجل في دائرة ما هو حلال من النّظر بين الطّرفين، ولا سيَّما إذا كانت هذه المسألة تعيش في دائرة ضروريّات الحياة العامّة، أو ضرورات الدّافع السياسيّ والجهاديّ والثّقافيّ الّذي قد تحتاج المرأة المسلمة فيه إلى أن تنطلق في دائرة حجابها الشّرعيّ، لتتحدّث مع الرّجال في ما يتعلَّق بالشّؤون الرّساليّة العامّة الّتي تفرض مشاركتها في كثيرٍ من الحالات...
فالمرأة حرّة كالرَّجل، ومسألة الاختلاط من حيث كونه عاملاً مساعداً على ارتكاب الخطأ أو الانحراف، لا يختصّ بالمرأة وحدها، بل يشمل المرأة والرّجل معاً، فكما لا يجوز للمرأة أن تختلط بالرّجال بالنّحو المؤدّي إلى المعصية، مهما كانت صغيرة، فكذلك لا يجوز للرَّجل الاختلاط بالنّساء، ومسألة الاختلاط لا بدّ من أن ترتكز إلى الجديّة الّتي تبعد الأجواء عن واقع المزاح والهزل وما أشبه ذلك...
فالإسلام يحرص على عدم حدوث الاختلاط بين الرّجل والمرأة من غير المحارم إلا لضرورة، فهو لم يستحسن مجالسة الرّجل للمرأة ومحادثتها إلا في إطار ما تستلزمه ضرورة الدّراسة أو العمل ومجاملاتها العابرة والمحتشمة، أو ضرورة التسوّق وما يشبهها، مما لا بدّ للمرأة من القيام به، فما هو أزيد من مقدار الضَّرورة، مثل الممازحة والمفاكهة والمسامرة والاستغراق في الحديث المباشر أو عبر الهاتف، هو أمر غير مقبول، بل يصير حراماً إن كان التحدّث بتلذّذ وشهوة.
مرسل الاستشارة: حنان.
نوع الاستشارة: اجتماعيّة.
المجيب عن الاستشارة: من أرشيف إجابات وكتابات سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) وإجابات مكتب سماحته.