معاناة زوجية..

معاناة زوجية..

استشارة..

الاستشارة الأولى: هناك امرأة مؤمنة متزوّجة ولديها أولاد. مشكلتها أنَّ زوجها عصبي جداً، وكثيراً ما ينفعل ويصرخ في وجهها أمام أولادها. وعلى الرغم من أنها تحاورت معه مراراً، إلا أنَّ شيئاً لم ينفع، فعصبيته طاغية عليه، كما أنه لا يقدّر لها هذا التعب الذي تعانيه من أجل تربية الأولاد وتوجيههم. فبم تنصحونها؟

الاستشارة الثانية: هناك امرأة مؤمنة متزوجة، ولكنها تعاني من إهمال زوجها، الذي يرمي تبعات الأبناء وتربيتهم ومتابعة أمورهم الدراسيَّة عليها، بحجَّة أنَّها الأم والمسؤولة عن التربية، إضافةً إلى أنَّه يصرف أموالها بحسب إذنها السابق فوق المتعارف، بحجَّة أنها شريكته في الحياة، وأنها قد أذنت له مسبقاً بصرف أموالها. وهي اليوم تعيش الضيق والتعب النفسي من جميع النواحي، على الرغم من الحوار المتكرّر بينها وبينه، إلا أنه لم يجدِ شيئاً. فبم تنصحونها؟

وجواب..

بالنّسبة إلى الاستشارة الأولى، فهذه مشكلة عند بعض الأزواج، ولكن من غير الواضح لماذا العصبية والانفعال، ولماذا يصر بعض الأزواج على هذه السلوكيات، ويحولون البيت إلى ساحة لإثبات رجوليتهم بطريقة خاطئة؟

إنَّ الرجولة ليست بالصراخ والزعيق، بل بالعقل والتدبير والمسؤوليَّة، وعلى الزوج أن يعتبر البيت ساحة حب ومودة وعطف وحنان، وإلا كيف يمكن للزوج أن يكون محبوباً من زوجته وأولاده، إذا كانت طريقة تعامله في البيت بهذه الطريقة السيئة! بل من الواجب عليه، أن يؤمّن في البيت كل أجواء الراحة النفسيَّة لكل أفراد الأسرة، وإذا كان يعاني من ضغوطات العمل مثلاً، عليه أن يعتبر البيت المكان الوحيد للراحة من هذه الضغوطات، وخصوصاً إذا كانت الزوجة تساعده على تأمين هذا الجو المريح، وكل اهتماماتها تنصب على القيام بشؤون البيت وتربية الأولاد.

ولا بدَّ من أن يلتفت الزوج إلى نقطة مهمة، فكما يتعرض هو لضغوط العمل مثلاً، فالزوجة تتعرض للضغوط أيضاً في البيت أو العمل إذا كانت عاملة، ولا بد من مساعدتها لتشعر بالراحة والأمان.

أما الزوجة، فلا أعتقد أنَّ أمامها سوى الصبر وعدم الدخول معه في سجالات تؤدي إلى حالة من الانفعال والعصبيَّة، وعليها أن تستعين بأحد أفراد عائلته للتخفيف من هذه الحالة، أو أحد أصدقائه الذين قد تربطه بهم علاقة خاصة، ويمكنهم أن يتحدثوا معه للتخفيف من هذه الحالة والله المستعان.

أما في الاستشارة الثانية، فهذا الزوج، للأسف، متخل عن مسؤوليَّته كأب، رغم أنه المسؤول الأول والأخير عن تربية أولاده وتدريسهم، أو على الأقل لا يحق له رمي تبعات هذه الأمور على الأم لوحدها، فلا بد من مساعدتها، ثم إنَّ الأولاد يحتاجون إلى سلطة معنويَّة، وهذه السلطة موجودة عند الأب، فماذا يفعل الأب إذا عجزت الأم مثلاً عن فرض سلطتها على الأولاد؟

أما كونها شريكة حياته، فهذا لا يسمح له بالتصرف بأموالها الخاصة كيفما يشاء، حتى لو كان هناك إذن مسبق منها، فعليه التصرف بالمقدار المتعارف، وأنا لا أفهم كيف يعتبر هذا الزوج أن زوجته شريكته في حياته فيتصرف بأموالها كيف يشاء، وليس هو شريكاً لها في حياتها في قضية تربية الأولاد ومتابعة دروسهم!

يجب أن يعلم هذا الزوج أنَّ عليه الإنفاق على زوجته حتى لو كانت تملك مالاً، وإذا أذنت له بالتصرف في أموالها، فهذا كرم منها، وإلا فهي غير ملزمة بالإنفاق عليه أو على أولاده، فليتق الله.

أما الزوجة، فما عليها إلا الصبر على هذا الزوج الذي اختلطت عليه المفاهيم، ولا تيأس من الحوار معه، أو تستعين بأحد العقلاء من أهل بيته أو أحد أصدقائه، ليُفهمه أنه مخطئ في موقفه هذا، وقد يؤدي ذلك إلى ارتكاب الإثم من حيث لا يشعر.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 11 نيسان 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..

الاستشارة الأولى: هناك امرأة مؤمنة متزوّجة ولديها أولاد. مشكلتها أنَّ زوجها عصبي جداً، وكثيراً ما ينفعل ويصرخ في وجهها أمام أولادها. وعلى الرغم من أنها تحاورت معه مراراً، إلا أنَّ شيئاً لم ينفع، فعصبيته طاغية عليه، كما أنه لا يقدّر لها هذا التعب الذي تعانيه من أجل تربية الأولاد وتوجيههم. فبم تنصحونها؟

الاستشارة الثانية: هناك امرأة مؤمنة متزوجة، ولكنها تعاني من إهمال زوجها، الذي يرمي تبعات الأبناء وتربيتهم ومتابعة أمورهم الدراسيَّة عليها، بحجَّة أنَّها الأم والمسؤولة عن التربية، إضافةً إلى أنَّه يصرف أموالها بحسب إذنها السابق فوق المتعارف، بحجَّة أنها شريكته في الحياة، وأنها قد أذنت له مسبقاً بصرف أموالها. وهي اليوم تعيش الضيق والتعب النفسي من جميع النواحي، على الرغم من الحوار المتكرّر بينها وبينه، إلا أنه لم يجدِ شيئاً. فبم تنصحونها؟

وجواب..

بالنّسبة إلى الاستشارة الأولى، فهذه مشكلة عند بعض الأزواج، ولكن من غير الواضح لماذا العصبية والانفعال، ولماذا يصر بعض الأزواج على هذه السلوكيات، ويحولون البيت إلى ساحة لإثبات رجوليتهم بطريقة خاطئة؟

إنَّ الرجولة ليست بالصراخ والزعيق، بل بالعقل والتدبير والمسؤوليَّة، وعلى الزوج أن يعتبر البيت ساحة حب ومودة وعطف وحنان، وإلا كيف يمكن للزوج أن يكون محبوباً من زوجته وأولاده، إذا كانت طريقة تعامله في البيت بهذه الطريقة السيئة! بل من الواجب عليه، أن يؤمّن في البيت كل أجواء الراحة النفسيَّة لكل أفراد الأسرة، وإذا كان يعاني من ضغوطات العمل مثلاً، عليه أن يعتبر البيت المكان الوحيد للراحة من هذه الضغوطات، وخصوصاً إذا كانت الزوجة تساعده على تأمين هذا الجو المريح، وكل اهتماماتها تنصب على القيام بشؤون البيت وتربية الأولاد.

ولا بدَّ من أن يلتفت الزوج إلى نقطة مهمة، فكما يتعرض هو لضغوط العمل مثلاً، فالزوجة تتعرض للضغوط أيضاً في البيت أو العمل إذا كانت عاملة، ولا بد من مساعدتها لتشعر بالراحة والأمان.

أما الزوجة، فلا أعتقد أنَّ أمامها سوى الصبر وعدم الدخول معه في سجالات تؤدي إلى حالة من الانفعال والعصبيَّة، وعليها أن تستعين بأحد أفراد عائلته للتخفيف من هذه الحالة، أو أحد أصدقائه الذين قد تربطه بهم علاقة خاصة، ويمكنهم أن يتحدثوا معه للتخفيف من هذه الحالة والله المستعان.

أما في الاستشارة الثانية، فهذا الزوج، للأسف، متخل عن مسؤوليَّته كأب، رغم أنه المسؤول الأول والأخير عن تربية أولاده وتدريسهم، أو على الأقل لا يحق له رمي تبعات هذه الأمور على الأم لوحدها، فلا بد من مساعدتها، ثم إنَّ الأولاد يحتاجون إلى سلطة معنويَّة، وهذه السلطة موجودة عند الأب، فماذا يفعل الأب إذا عجزت الأم مثلاً عن فرض سلطتها على الأولاد؟

أما كونها شريكة حياته، فهذا لا يسمح له بالتصرف بأموالها الخاصة كيفما يشاء، حتى لو كان هناك إذن مسبق منها، فعليه التصرف بالمقدار المتعارف، وأنا لا أفهم كيف يعتبر هذا الزوج أن زوجته شريكته في حياته فيتصرف بأموالها كيف يشاء، وليس هو شريكاً لها في حياتها في قضية تربية الأولاد ومتابعة دروسهم!

يجب أن يعلم هذا الزوج أنَّ عليه الإنفاق على زوجته حتى لو كانت تملك مالاً، وإذا أذنت له بالتصرف في أموالها، فهذا كرم منها، وإلا فهي غير ملزمة بالإنفاق عليه أو على أولاده، فليتق الله.

أما الزوجة، فما عليها إلا الصبر على هذا الزوج الذي اختلطت عليه المفاهيم، ولا تيأس من الحوار معه، أو تستعين بأحد العقلاء من أهل بيته أو أحد أصدقائه، ليُفهمه أنه مخطئ في موقفه هذا، وقد يؤدي ذلك إلى ارتكاب الإثم من حيث لا يشعر.

***

مرسل الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 11 نيسان 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية