استشارة..
السَّلام عليكم.
كيف
نتعامل مع الأشرار من ذوي القربى ممن يضمرون لنا الشر، في ظلِّ الأضرار التي
يسببونها لنا، وعلى الرغم من محاولاتنا الكثيرة لفتح صفحة جديدة معهم؟ بارك الله
فيكم على كل جهودكم.
وجواب..
لقد أمرنا الله تعالى
بصلة الرحم، وجعلها من الواجبات، وحرم قطيعة الرحم وجعلها من كبائر الذنوب، فقال
تعالى استنكاراً لقطيعة الرحم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد:
22]، وقال: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ
بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ}[الرعد:
21]، إضافةً إلى الكثير من الأحاديث الشَّريفة الَّتي تتضمَّن الأمر بصلة
الرحم، وتبيّن ما فيها من خير وثواب، وتتضمَّن النهي عن قطيعة الرحم، وتبيّن ما
فيها من سوء وما يترتب عليها من عقاب. ولكنَّ المؤسف أنَّ الكثير من الناس، ومنهم
المؤمنون، صاروا يستهينون بهذا الواجب العظيم ويقصرون فيه، وخصوصاً بعدما شاعت
وسائل الاتصال الحديثة، وما تسببه من حالات العزلة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
والواقع أنَّ الدين الحنيف لم يفرق في وجوب صلة الرحم بين الأرحام
الخيّرين وغير الخيّرين، ولا سيما أن كل واحد منا له إيجابياته وسلبياته، حيث يرى
كل إنسان في الآخر ما يعتبره شراً، وبالتالي قد يبرر لنفسه ابتعاده عنه ومقاطعته له،
على الرغم من أنه قد لا يكون أفضل منه، كما أن الآخر بدوره، لا بد من أنه يرى فيه
ما يزعجه وما يعتبره شراً، ولذا، فإن حصر صلة الرحم بالأخيار والأخلاقيين والمؤمنين،
سيؤدي إلى عدم تواصل أي واحد من الأرحام مع الآخر ما دام المؤمنون قليلين وذوو
الأخلاق الرفيعة أقل.
وعليه، فيجب الاستمرار في التواصل مع أقاربنا، حتى لو كانوا غير
ملتزمين دينياً، حيث قد تؤدي هذه الصلة إلى تأثرهم بالمؤمنين منا، ولو باستماعهم
إلى كلمة قد يكون لها تأثيرها فيهم فيما بعد، وخصوصاً أننا شهدنا أشخاصاً قد اهتدوا
لأسباب لم تؤثر فيهم إلا بعد عدة سنوات، وبنحو غير متوقع.
وزيادةً على ذلك، فإن علينا أن نعيش حالة الإحسان الدائم إلى من
حولنا، وخصوصاً أرحامنا، فإن الله تعالى قد أمرنا بأن لا ننتظر من الآخرين أن
يعاملونا بمثل إحساننا، بل أمرنا أن نحسن إليهم ولو لم يحسنوا إلينا، بل حتى ولو
بادلوا إحساننا بالإساءة، فقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ}[فصلت:34].
كذلك، فإن الكثير من الفوائد الدنيوية والأخروية ستترتب على صلة
الرحم، فإضافةً إلى ثوابها العظيم، فإنها سبب من أسباب سعة الرزق وطول العمر، كما
ورد في الحديث الشريف، ذلك أنَّ تواصل الأرحام سيتيح فرصة التعرف إلى أحوال بعضهم
البعض، وسيكون سبباً ليعطف غنيهم على فقيرهم، أو ليعمل بعضهم عند البعض الآخر، وما
أشبه ذلك من الفوائد، كما أنَّ قلة العداوة بين الأقارب بسبب تواصلهم، ستكون مدعاة
للسعادة وطمأنينة البال، الأمر الذي قد يساهم في إطالة العمر.
***
مرسل الاستشارة: موني حسن
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي
في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض). التاريخ: 18 آذار
2013م. نوع الاستشارة: اجتماعيَّة.
استشارة..
السَّلام عليكم.
كيف
نتعامل مع الأشرار من ذوي القربى ممن يضمرون لنا الشر، في ظلِّ الأضرار التي
يسببونها لنا، وعلى الرغم من محاولاتنا الكثيرة لفتح صفحة جديدة معهم؟ بارك الله
فيكم على كل جهودكم.
وجواب..
لقد أمرنا الله تعالى
بصلة الرحم، وجعلها من الواجبات، وحرم قطيعة الرحم وجعلها من كبائر الذنوب، فقال
تعالى استنكاراً لقطيعة الرحم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن
تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد:
22]، وقال: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ
بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ}[الرعد:
21]، إضافةً إلى الكثير من الأحاديث الشَّريفة الَّتي تتضمَّن الأمر بصلة
الرحم، وتبيّن ما فيها من خير وثواب، وتتضمَّن النهي عن قطيعة الرحم، وتبيّن ما
فيها من سوء وما يترتب عليها من عقاب. ولكنَّ المؤسف أنَّ الكثير من الناس، ومنهم
المؤمنون، صاروا يستهينون بهذا الواجب العظيم ويقصرون فيه، وخصوصاً بعدما شاعت
وسائل الاتصال الحديثة، وما تسببه من حالات العزلة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
والواقع أنَّ الدين الحنيف لم يفرق في وجوب صلة الرحم بين الأرحام
الخيّرين وغير الخيّرين، ولا سيما أن كل واحد منا له إيجابياته وسلبياته، حيث يرى
كل إنسان في الآخر ما يعتبره شراً، وبالتالي قد يبرر لنفسه ابتعاده عنه ومقاطعته له،
على الرغم من أنه قد لا يكون أفضل منه، كما أن الآخر بدوره، لا بد من أنه يرى فيه
ما يزعجه وما يعتبره شراً، ولذا، فإن حصر صلة الرحم بالأخيار والأخلاقيين والمؤمنين،
سيؤدي إلى عدم تواصل أي واحد من الأرحام مع الآخر ما دام المؤمنون قليلين وذوو
الأخلاق الرفيعة أقل.
وعليه، فيجب الاستمرار في التواصل مع أقاربنا، حتى لو كانوا غير
ملتزمين دينياً، حيث قد تؤدي هذه الصلة إلى تأثرهم بالمؤمنين منا، ولو باستماعهم
إلى كلمة قد يكون لها تأثيرها فيهم فيما بعد، وخصوصاً أننا شهدنا أشخاصاً قد اهتدوا
لأسباب لم تؤثر فيهم إلا بعد عدة سنوات، وبنحو غير متوقع.
وزيادةً على ذلك، فإن علينا أن نعيش حالة الإحسان الدائم إلى من
حولنا، وخصوصاً أرحامنا، فإن الله تعالى قد أمرنا بأن لا ننتظر من الآخرين أن
يعاملونا بمثل إحساننا، بل أمرنا أن نحسن إليهم ولو لم يحسنوا إلينا، بل حتى ولو
بادلوا إحساننا بالإساءة، فقال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ
حَمِيمٌ}[فصلت:34].
كذلك، فإن الكثير من الفوائد الدنيوية والأخروية ستترتب على صلة
الرحم، فإضافةً إلى ثوابها العظيم، فإنها سبب من أسباب سعة الرزق وطول العمر، كما
ورد في الحديث الشريف، ذلك أنَّ تواصل الأرحام سيتيح فرصة التعرف إلى أحوال بعضهم
البعض، وسيكون سبباً ليعطف غنيهم على فقيرهم، أو ليعمل بعضهم عند البعض الآخر، وما
أشبه ذلك من الفوائد، كما أنَّ قلة العداوة بين الأقارب بسبب تواصلهم، ستكون مدعاة
للسعادة وطمأنينة البال، الأمر الذي قد يساهم في إطالة العمر.
***
مرسل الاستشارة: موني حسن
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي
في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض). التاريخ: 18 آذار
2013م. نوع الاستشارة: اجتماعيَّة.