نصائح وإرشادات لفترة الخطوبة

نصائح وإرشادات لفترة الخطوبة

استشارة..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحيَّة طيّبة وبعد.
أنا فتاة مقبلة على فترة خطوبة، وأرجو من حضرتكم إرشادي وإعطائي النصائح لأبدأ هذه الحياة الجديدة بسلام وسعادة. وشكراً لحسن تعاونكم.

وجواب..
إننا نبارك لك خطبتك، وندعو الله تعالى أن يتمّمها على خير، وأن يكتب لك فيها التوفيق والسعادة، كما أننا نقدّر لك اهتمامك بطلب النصيحة والاستشارة، وخصوصاً أنَّ الخطوبة هي مرحلة مهمَّة في حياة الفتاة، وكذلك في حياة الشاب، حيث سيعيشان علاقة جديدة ومختلفة عما يألفانه في حياتهما العائليَّة والعامَّة، وستكون أخلاق الفتاة وحكمتها وثقافتها وإيمانها جميعها في موضع الاختبار، وغالباً ما يكون هذا التحوّل والاختبار مع أناس غريبين عنها، الأمر الَّذي يستوجب أن تحسب حساباً لكلّ كلمة تقولها أو عمل تعمله.

ومن هنا، فإننا ننصحها بما يلي:

أولاً: أن تتروى في الاختيار، وتأخذ وقتها اللازم مهما طال انتظار الآخرين لقرارها وموافقتها، لأنَّ هذه الخطوة هي الأساس لكلّ ما سيحدث في المستقبل. وعليها أن تختار إنساناً مؤمناً تقياً قدر الإمكان، ملتزماً بالفرائض، وخصوصاً الصّلاة، وتاركاً للكبائر، وخصوصاً الزنى وشرب الخمر، وأن يكون خلوقاً، وأقل ما يجب توافره فيه هو الهدوء والصَّبر والتواضع والكرم، وأن يكون عفيفاً عن النّساء حتى في الحلال، حيث سيزعجها ماضيه النّسائي، وخصوصاً إن كان قد أكثر من ذلك وعدد علاقاته، حيث سيصعب عليه الإخلاص لها وحدها فيما بعد، إلا إذا كانت قادرة على تناسي هذا الأمر.

ثانياً: أن تقرأ مختصراً عن أحكام الزواج والطلاق، وخصوصاً الحقوق الزوجيَّة، وأن تقرأ بروية كتاباً عن الأسرة، وعن طبيعة الحياة الزوجية بشكل عام، وستنفعها كتب العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) حول ذلك، وهي: تأملات إسلاميَّة حول المرأة، فقه الحياة، دنيا المرأة، ودنيا الطفل.

ثالثاً: أن تعرف أنَّ كثيراً من أحلامها وآمالها لن تتحقَّق، وأنَّ منطق الحياة أقسى وأصعب مما نتصوَّر، وأنَّ الرجل الخاطب مهما كان جيداً، فسترى فيه أشياء كثيرة مزعجة، وأنه حتماً سيكون شخصاً مختلفاً عما تتخيَّله، وأنَّ أموراً كثيرة ستقف عائقاً أمام سعادتها، ما يجعلها في حيرة وقلق وهم وارتباك، إضافةً إلى أمور أخرى ستجعلها سعيدة، ويفترض بها أن لا تفاجأ بذلك، وأن تتوقَّع حدوث الأمور الجيّدة والسيّئة، وأن توطّن نفسها على تقبّلها، فتعالجها بالروية والحكمة.

رابعاً: أن تعلم أنها ستدخل إلى بيت غريب عنها، وأنها ستعاشر أهله المختلفين عن أهلها، وأنها ستعرف بعض أسرارهم، وستفاجأ بالعديد من تصرفاتهم وعاداتهم. وعليها أمام ذلك، أن يكون همها الأول هو التعرف إليهم بشيء من الحيادية، وذلك قبل أن تبدي رأيها بأي شيء. وإذا رغبوا في إدخالها في بعض أمورهم غير الواضحة، فلتعتذر بلطف، ولتدعهم وشأنهم، ولكن بطريقةٍ مهذبةٍ وإيجابيَّة، وعليها أن تمد يد العون لسيدة المنزل في أعمالها، وأن تقلّل من المزاح، وخصوصاً مع رجال الأسرة، كعمّها وإخوة زوجها، وأن تتجنَّب الخلوة بأيٍّ منهم، وأن تلتزم قلة الكلام إلا فيما هو مناسب وضروري، ثم إنها شيئاً فشيئاً ستعرف كيف تتصرف معهم.

خامساً: إنَّ ما كانت تعرفه عن خطيبها قبل العقد عليه ليس كافياً، وعليها أن تحرص في بداية علاقتها به على زيادة هذه المعرفة وتعميقها، وعليها أثناء ذلك أن تتصرف بشيء من الروية والحذر، وأن تتجنب اتهامه وسوء الظن به، ولتسأله بوضوح عن كل ما يثير الشك والريبة لديها، وليكن السؤال بهدوء ومن دون مجادلة، ولتؤجل الفعل الَّذي ستقدم عليه إلى أن تصبح قاطعة وجازمة بالموضوع، ويفترض أن يكون رد فعلها متوافقاً مع الشرع والأخلاق، وأن تحرص على استشارة من تثق به من الأهل والعلماء، مع تجنب إدخالها أهلها في خلافاتها معه إلا في الحالة الضروريَّة، وحيث تثق بحسن تصرفهم، مع تجنب هتك حرمة خطيبها وكشف سره، وعدم شكايته لأهله.

سادساً: يعتبر الجانب العاطفي مهماً في علاقتها بخطيبها، وخصوصاً الموضوع الجنسي. وفي هذا الجانب، فإن عليها أن تكون قد عرفت مسبقاً بعض الأمور الجنسيَّة الأساسيَّة، وعليها أن تتعاطى معه بإيجابية نسبيَّة، حيث تتدرج بالاستكشاف والتعرف إلى طبيعته الجنسية، ثم تتوافق مع طلباته التي يفترض أن لا تسمح له أن يصل فيها إلى الجماع، فإنها حتماً غير ملزمة شرعاً ولا عرفاً بذلك. وعلى العموم، فإن عليها أن تقتصر في ذلك على ما هو متعارف في مجتمعها، وأن تعلم أنها إن أفرطت في التساهل، فستدفع هي الثمن إن حملت أو زالت بكارتها ثم تنكَّر لها خطيبها وطلَّقها.

سابعاً: أن تتجنب الموافقة على السكن مع أهله، فإنه مدعاة لحدوث مشاكل كثيرة.

ثامناً: أن تتجنَّب هي وأهلها أن يشاركوه في أموالهم، بل عليها أن تحفظ حقَّها فيما تساعده فيه من أموال، والأفضل، مع الإمكان، أن تختار الفتاة الشاب القادر على تحمل مسؤوليَّة الإنفاق عليها من جميع النواحي، بحيث لا يضطرها إلى مساعدته في شيء، وخصوصاً في العقار أو الشقة، وتسجيلها باسمهما معاً، وخصوصاً فيما صار يعرف بالقرض السكني، حيث إنَّ أمثال هذه المشاركات قد عقَّدت الأمور بين الخاطبين عند الاختلاف وعند رغبتهما في الطلاق، حيث تدفع الفتاة غالباً ثمن هذه المشاكل، ولو فرض أنَّ المهر كان عقاراً، فلتحاول تسجيله خالصاً لها دون أن يكون شريكاً فيه، وإلا فليكن المهر نقوداً أو ذهباً.

تاسعاً: إنَّ معظم ما ذكرناه هو نصيحة للشاب والفتاة، على الرغم من أنَّ جواب هذه الاستشارة موجَّه إلى الفتاة، علماً بأن ثمة أموراً أخرى يمكن قولها، وقد تتاح لنا أكثر من فرصة في المستقبل، فنتحدَّث عنها إن شاء الله.

***

مرسلة الاستشارة: فاطمة.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

استشارة..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحيَّة طيّبة وبعد.
أنا فتاة مقبلة على فترة خطوبة، وأرجو من حضرتكم إرشادي وإعطائي النصائح لأبدأ هذه الحياة الجديدة بسلام وسعادة. وشكراً لحسن تعاونكم.

وجواب..
إننا نبارك لك خطبتك، وندعو الله تعالى أن يتمّمها على خير، وأن يكتب لك فيها التوفيق والسعادة، كما أننا نقدّر لك اهتمامك بطلب النصيحة والاستشارة، وخصوصاً أنَّ الخطوبة هي مرحلة مهمَّة في حياة الفتاة، وكذلك في حياة الشاب، حيث سيعيشان علاقة جديدة ومختلفة عما يألفانه في حياتهما العائليَّة والعامَّة، وستكون أخلاق الفتاة وحكمتها وثقافتها وإيمانها جميعها في موضع الاختبار، وغالباً ما يكون هذا التحوّل والاختبار مع أناس غريبين عنها، الأمر الَّذي يستوجب أن تحسب حساباً لكلّ كلمة تقولها أو عمل تعمله.

ومن هنا، فإننا ننصحها بما يلي:

أولاً: أن تتروى في الاختيار، وتأخذ وقتها اللازم مهما طال انتظار الآخرين لقرارها وموافقتها، لأنَّ هذه الخطوة هي الأساس لكلّ ما سيحدث في المستقبل. وعليها أن تختار إنساناً مؤمناً تقياً قدر الإمكان، ملتزماً بالفرائض، وخصوصاً الصّلاة، وتاركاً للكبائر، وخصوصاً الزنى وشرب الخمر، وأن يكون خلوقاً، وأقل ما يجب توافره فيه هو الهدوء والصَّبر والتواضع والكرم، وأن يكون عفيفاً عن النّساء حتى في الحلال، حيث سيزعجها ماضيه النّسائي، وخصوصاً إن كان قد أكثر من ذلك وعدد علاقاته، حيث سيصعب عليه الإخلاص لها وحدها فيما بعد، إلا إذا كانت قادرة على تناسي هذا الأمر.

ثانياً: أن تقرأ مختصراً عن أحكام الزواج والطلاق، وخصوصاً الحقوق الزوجيَّة، وأن تقرأ بروية كتاباً عن الأسرة، وعن طبيعة الحياة الزوجية بشكل عام، وستنفعها كتب العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) حول ذلك، وهي: تأملات إسلاميَّة حول المرأة، فقه الحياة، دنيا المرأة، ودنيا الطفل.

ثالثاً: أن تعرف أنَّ كثيراً من أحلامها وآمالها لن تتحقَّق، وأنَّ منطق الحياة أقسى وأصعب مما نتصوَّر، وأنَّ الرجل الخاطب مهما كان جيداً، فسترى فيه أشياء كثيرة مزعجة، وأنه حتماً سيكون شخصاً مختلفاً عما تتخيَّله، وأنَّ أموراً كثيرة ستقف عائقاً أمام سعادتها، ما يجعلها في حيرة وقلق وهم وارتباك، إضافةً إلى أمور أخرى ستجعلها سعيدة، ويفترض بها أن لا تفاجأ بذلك، وأن تتوقَّع حدوث الأمور الجيّدة والسيّئة، وأن توطّن نفسها على تقبّلها، فتعالجها بالروية والحكمة.

رابعاً: أن تعلم أنها ستدخل إلى بيت غريب عنها، وأنها ستعاشر أهله المختلفين عن أهلها، وأنها ستعرف بعض أسرارهم، وستفاجأ بالعديد من تصرفاتهم وعاداتهم. وعليها أمام ذلك، أن يكون همها الأول هو التعرف إليهم بشيء من الحيادية، وذلك قبل أن تبدي رأيها بأي شيء. وإذا رغبوا في إدخالها في بعض أمورهم غير الواضحة، فلتعتذر بلطف، ولتدعهم وشأنهم، ولكن بطريقةٍ مهذبةٍ وإيجابيَّة، وعليها أن تمد يد العون لسيدة المنزل في أعمالها، وأن تقلّل من المزاح، وخصوصاً مع رجال الأسرة، كعمّها وإخوة زوجها، وأن تتجنَّب الخلوة بأيٍّ منهم، وأن تلتزم قلة الكلام إلا فيما هو مناسب وضروري، ثم إنها شيئاً فشيئاً ستعرف كيف تتصرف معهم.

خامساً: إنَّ ما كانت تعرفه عن خطيبها قبل العقد عليه ليس كافياً، وعليها أن تحرص في بداية علاقتها به على زيادة هذه المعرفة وتعميقها، وعليها أثناء ذلك أن تتصرف بشيء من الروية والحذر، وأن تتجنب اتهامه وسوء الظن به، ولتسأله بوضوح عن كل ما يثير الشك والريبة لديها، وليكن السؤال بهدوء ومن دون مجادلة، ولتؤجل الفعل الَّذي ستقدم عليه إلى أن تصبح قاطعة وجازمة بالموضوع، ويفترض أن يكون رد فعلها متوافقاً مع الشرع والأخلاق، وأن تحرص على استشارة من تثق به من الأهل والعلماء، مع تجنب إدخالها أهلها في خلافاتها معه إلا في الحالة الضروريَّة، وحيث تثق بحسن تصرفهم، مع تجنب هتك حرمة خطيبها وكشف سره، وعدم شكايته لأهله.

سادساً: يعتبر الجانب العاطفي مهماً في علاقتها بخطيبها، وخصوصاً الموضوع الجنسي. وفي هذا الجانب، فإن عليها أن تكون قد عرفت مسبقاً بعض الأمور الجنسيَّة الأساسيَّة، وعليها أن تتعاطى معه بإيجابية نسبيَّة، حيث تتدرج بالاستكشاف والتعرف إلى طبيعته الجنسية، ثم تتوافق مع طلباته التي يفترض أن لا تسمح له أن يصل فيها إلى الجماع، فإنها حتماً غير ملزمة شرعاً ولا عرفاً بذلك. وعلى العموم، فإن عليها أن تقتصر في ذلك على ما هو متعارف في مجتمعها، وأن تعلم أنها إن أفرطت في التساهل، فستدفع هي الثمن إن حملت أو زالت بكارتها ثم تنكَّر لها خطيبها وطلَّقها.

سابعاً: أن تتجنب الموافقة على السكن مع أهله، فإنه مدعاة لحدوث مشاكل كثيرة.

ثامناً: أن تتجنَّب هي وأهلها أن يشاركوه في أموالهم، بل عليها أن تحفظ حقَّها فيما تساعده فيه من أموال، والأفضل، مع الإمكان، أن تختار الفتاة الشاب القادر على تحمل مسؤوليَّة الإنفاق عليها من جميع النواحي، بحيث لا يضطرها إلى مساعدته في شيء، وخصوصاً في العقار أو الشقة، وتسجيلها باسمهما معاً، وخصوصاً فيما صار يعرف بالقرض السكني، حيث إنَّ أمثال هذه المشاركات قد عقَّدت الأمور بين الخاطبين عند الاختلاف وعند رغبتهما في الطلاق، حيث تدفع الفتاة غالباً ثمن هذه المشاكل، ولو فرض أنَّ المهر كان عقاراً، فلتحاول تسجيله خالصاً لها دون أن يكون شريكاً فيه، وإلا فليكن المهر نقوداً أو ذهباً.

تاسعاً: إنَّ معظم ما ذكرناه هو نصيحة للشاب والفتاة، على الرغم من أنَّ جواب هذه الاستشارة موجَّه إلى الفتاة، علماً بأن ثمة أموراً أخرى يمكن قولها، وقد تتاح لنا أكثر من فرصة في المستقبل، فنتحدَّث عنها إن شاء الله.

***

مرسلة الاستشارة: فاطمة.

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية