استشارة..
إنَّ إجابة الشّيخ محسن عطوي عن الاستشارة بعنوان "زوجتي تقيد حريتي: ماذا أفعل؟"، فيها ما يكفي من الحكمة والتوازن. ولكن من يستطيع حلّ معضلة غيرة المرأة، إذا كانت تغار حتى من نفسها أو أولادها..؟ وكيف نتعامل مع غيرة المرأة؟
وجواب..
كُتِبَ في لوح القدر أن يكون كلٌّ من الزوجين فتنة للآخر، وقد تتعاظم فتنة أحدهما تجاه الآخر، فتجعله في ضيق شديد منه. فكثيراً ما تبتلى المرأة بزوج عديم الأخلاق والتديّن، فيذيقها جراء تصرفاته السيئة والقاسية، ألواناً شديدة وأليمة من المعاناة والأذى والعنف، وهيهات أن تستطيع التخلص منه بالطلاق، وخصوصاً إذا كان لديها أولاد، إلا في حالات نادرة، وبصعوبة شديدة.
وكثيراً ما يبتلى الرجل بزوجةٍ سيئة الطباع، مريضة النفس، محدودة التفكير، قاسية التصرف في أفعالها وكلماتها، فيرى الرجل في حياته معها ما يؤذيه ويربكه ويقلقه ويحزنه ويصيبه بالإحباط والقنوط والعزلة والتشاؤم، وخصوصاً حين يكون لديه منها أولاد، ويكون رقيق القلب حسن الخلق.
إنك يا أخي حين تنظر حولك إلى الأزواج والزوجات، من أقاربك وجيرانك وأهل بلدك وأصدقائك، ستجد أنَّ معظمهم يعانون من هذا البلاء، فإما زوجة مبتلاة بزوج لا أهلية له، أو زوج مبتلى بزوجة لا أهلية لها، أو هم بين بين، والنادرون هم أولئك السعداء!!
أما الغيرة، فهي مرض نفسي تبتلى به المرأة، وكثيراً ما رأيناه في بعض النساء شديدا ًعاصفاً مدمّراً، حيث تحوَّلت حياة من نعرفهم جراءها إلى جحيم، بل كادت تصل ردود الفعل بسببها إلى حدّ جريمة القتل.
وهذا المرض هو بلاء للزوج، وليس أمامه لعلاج غيرة الزوجة إلا أن يصبر عليها، بحيث يتجلّى هذا الصبر بأن يحرص على فعل كل ما يوجب طمأنة زوجته بأنه عفيف نزيه مخلص لها كل الإخلاص، وبأن يترك كل ما قد يثير غيرتها. بالتأكيد هو أمر قد يكون صعباً على كثير من الرجال، حيث يستلزم ذلك الابتعاد تماماً عن أية علاقة، بل عدم ذكر أية امرأة أخرى أمام زوجته. وبالتالي، عليه أن يتجنَّب الاختلاط غير الضَّروري في مجال عمله، بل قد يستلزم ذلك حتى تقليل حديثه وتواصله مع العديد من نساء أقاربه، ولو ممن تستدعي المجاملة تواصله معهن.
وصدّقني يا أخي، إن إقلال الرجل من الاختلاط بمن حوله من النساء، هو إجراء يحث عليه الشرع، حتى لو لم تكن زوجته غيورة، وخصوصاً في ظل ما صرنا نشهده من استهانة بالحشمة والعفة، وتساهل في الاختلاط والخلوة، حتى بين المتدينين بزي الإيمان، ولا سيما إن وضعنا أنفسنا موضع المرأة، لجهة علمها أنَّ الشرع قد أباح لزوجها أن ينشئ علاقات نسائية بالحلال، وخوفها الدائم من قيام زوجها بذلك، وخصوصاً إن كانت لا تثق بنفسها كثيراً، أو كان الرجل يمازحها في هذه الأمور، ويلمّح لها أو يصرّح بأنه يريد أن يتزوج عليها ولو متعة، من دون أن يراعي شعورها، وأن يلتفت إلى عميق الأذى الذي تحدثه هذه الكلمات العابثة أو الجادة، وخصوصاً للزوجة القلقة من ذلك.
والمؤسف، أن كثيراً من الرجال لا يمكنهم الصبر على الزوجة الغيورة، فيلجؤون إلى طلاقها، وهو إجراء جائز شرعاً، ولكنه ليس الأفضل.
وعلى العموم، فإنَّ علينا أن نعاشر زوجاتنا بالحسنى من هذه الجهة، حيث ينبغي أن ندع كثيراً من ألوان الاختلاط غير الضروري، وينبغي أن نحرص على عدم ذكر أية امرأة بطريقة غير عادية أمامها، حتى لو كانت من أقاربنا أو جيراننا، وينبغي أن يخلص الرجل لزوجته ما دامت لا تشكو من شيء، وما دامت تكفيه عاطفياً وجنسياً، وخصوصاً إن كانت تغار.
وأخيراً، لو فرضنا أنَّ غيرة الزوجة وصلت إلى درجة المرض النفسي الخارج عن المعقول، فعلى الرجل أن يعالجها عند اختصاصي في الطب النفسي، ويكون حالها حينئذ كحال أي مريض في العائلة، لا يلام على تصرفاته المرضيّة الخارجة عن المألوف.
مرسل الاستشارة: جليل علوان.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
إنَّ إجابة الشّيخ محسن عطوي عن الاستشارة بعنوان "زوجتي تقيد حريتي: ماذا أفعل؟"، فيها ما يكفي من الحكمة والتوازن. ولكن من يستطيع حلّ معضلة غيرة المرأة، إذا كانت تغار حتى من نفسها أو أولادها..؟ وكيف نتعامل مع غيرة المرأة؟
وجواب..
كُتِبَ في لوح القدر أن يكون كلٌّ من الزوجين فتنة للآخر، وقد تتعاظم فتنة أحدهما تجاه الآخر، فتجعله في ضيق شديد منه. فكثيراً ما تبتلى المرأة بزوج عديم الأخلاق والتديّن، فيذيقها جراء تصرفاته السيئة والقاسية، ألواناً شديدة وأليمة من المعاناة والأذى والعنف، وهيهات أن تستطيع التخلص منه بالطلاق، وخصوصاً إذا كان لديها أولاد، إلا في حالات نادرة، وبصعوبة شديدة.
وكثيراً ما يبتلى الرجل بزوجةٍ سيئة الطباع، مريضة النفس، محدودة التفكير، قاسية التصرف في أفعالها وكلماتها، فيرى الرجل في حياته معها ما يؤذيه ويربكه ويقلقه ويحزنه ويصيبه بالإحباط والقنوط والعزلة والتشاؤم، وخصوصاً حين يكون لديه منها أولاد، ويكون رقيق القلب حسن الخلق.
إنك يا أخي حين تنظر حولك إلى الأزواج والزوجات، من أقاربك وجيرانك وأهل بلدك وأصدقائك، ستجد أنَّ معظمهم يعانون من هذا البلاء، فإما زوجة مبتلاة بزوج لا أهلية له، أو زوج مبتلى بزوجة لا أهلية لها، أو هم بين بين، والنادرون هم أولئك السعداء!!
أما الغيرة، فهي مرض نفسي تبتلى به المرأة، وكثيراً ما رأيناه في بعض النساء شديدا ًعاصفاً مدمّراً، حيث تحوَّلت حياة من نعرفهم جراءها إلى جحيم، بل كادت تصل ردود الفعل بسببها إلى حدّ جريمة القتل.
وهذا المرض هو بلاء للزوج، وليس أمامه لعلاج غيرة الزوجة إلا أن يصبر عليها، بحيث يتجلّى هذا الصبر بأن يحرص على فعل كل ما يوجب طمأنة زوجته بأنه عفيف نزيه مخلص لها كل الإخلاص، وبأن يترك كل ما قد يثير غيرتها. بالتأكيد هو أمر قد يكون صعباً على كثير من الرجال، حيث يستلزم ذلك الابتعاد تماماً عن أية علاقة، بل عدم ذكر أية امرأة أخرى أمام زوجته. وبالتالي، عليه أن يتجنَّب الاختلاط غير الضَّروري في مجال عمله، بل قد يستلزم ذلك حتى تقليل حديثه وتواصله مع العديد من نساء أقاربه، ولو ممن تستدعي المجاملة تواصله معهن.
وصدّقني يا أخي، إن إقلال الرجل من الاختلاط بمن حوله من النساء، هو إجراء يحث عليه الشرع، حتى لو لم تكن زوجته غيورة، وخصوصاً في ظل ما صرنا نشهده من استهانة بالحشمة والعفة، وتساهل في الاختلاط والخلوة، حتى بين المتدينين بزي الإيمان، ولا سيما إن وضعنا أنفسنا موضع المرأة، لجهة علمها أنَّ الشرع قد أباح لزوجها أن ينشئ علاقات نسائية بالحلال، وخوفها الدائم من قيام زوجها بذلك، وخصوصاً إن كانت لا تثق بنفسها كثيراً، أو كان الرجل يمازحها في هذه الأمور، ويلمّح لها أو يصرّح بأنه يريد أن يتزوج عليها ولو متعة، من دون أن يراعي شعورها، وأن يلتفت إلى عميق الأذى الذي تحدثه هذه الكلمات العابثة أو الجادة، وخصوصاً للزوجة القلقة من ذلك.
والمؤسف، أن كثيراً من الرجال لا يمكنهم الصبر على الزوجة الغيورة، فيلجؤون إلى طلاقها، وهو إجراء جائز شرعاً، ولكنه ليس الأفضل.
وعلى العموم، فإنَّ علينا أن نعاشر زوجاتنا بالحسنى من هذه الجهة، حيث ينبغي أن ندع كثيراً من ألوان الاختلاط غير الضروري، وينبغي أن نحرص على عدم ذكر أية امرأة بطريقة غير عادية أمامها، حتى لو كانت من أقاربنا أو جيراننا، وينبغي أن يخلص الرجل لزوجته ما دامت لا تشكو من شيء، وما دامت تكفيه عاطفياً وجنسياً، وخصوصاً إن كانت تغار.
وأخيراً، لو فرضنا أنَّ غيرة الزوجة وصلت إلى درجة المرض النفسي الخارج عن المعقول، فعلى الرجل أن يعالجها عند اختصاصي في الطب النفسي، ويكون حالها حينئذ كحال أي مريض في العائلة، لا يلام على تصرفاته المرضيّة الخارجة عن المألوف.
مرسل الاستشارة: جليل علوان.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).