كيفية مواجهة المغريات والأهواء

كيفية مواجهة المغريات والأهواء

استشارة..
أنا مراهق في السادسة عشرة من عمري، أدرس في مدرسة إسلامية، ولكنني مُبتلى بمعلمة جميلة جداً، وأنا بطبيعة عمري شخص مُشتعل الغرائز، فكيف أُسيطر على تصرفاتي ومشاعري وأحاسيسي تجاه هذه الإنسانة؟ وكيف أواجه الأمر إذا أردت أن أتحدَّث معها أو أسألها مثلاً في المادة؟ وما هو حكم الشرع في هذه الحالة؟

وجواب..
يتعرض الإنسان المؤمن لمغريات كثيرة، مثل ظاهرة السفور التي يصطدم بها النظر كيفما كان وأينما ذهب، في الشارع والسيارة والمنزل والعمل والمدرسة، أو عند الجيران والأقارب، فيرى في المرأة السافرة أموراً مثيرة للغرائز وموجبة للافتنان، ويعظم الأمر حين يكون المؤمن مضطراً لمحادثة هذه المرأة أو مجالستها، وأحياناً يضطر للاختلاء بها، وذلك لكونه بائعاً أو طبيباً أو معلماً أو غير ذلك.

ويعيش المؤمن حالة الإغراء والفتنة حين يكون في خلوة مع نفسه، حيث يساعده انفراده وفراغه على أن تتحرك غرائزه، ويستحثه الشيطان على فعل منكرات عدة، مثل مشاهدة صور إباحية، أو ممارسة العادة السريَّة، أو غير ذلك من المحرمات، بل إن مجال ارتكاب المحرمات يتسع، فيشمل محرمات أخرى غير جنسية، مثل الغيبة والكذب والسرقة والغش، وغير ذلك مما يبتلى به المؤمن ويتعرض له من خلال علاقاته وأعماله المتنوعة.

وعلى العموم، فإنَّ كون المعلمة جميلة ومثيرة هي أقل المغريات التي قد نتعرض لها، وخصوصاً إن كانت مستترة بالحجاب الشرعي ومحتشمة في تصرفاتها، كما هو المفترض بأخواتنا المؤمنات اللواتي يتواجدن في مواقع الاختلاط القهري بالرجال. ولا خيار أمام الرجل، وخصوصاً الشاب المراهق، إلا أن يضع في حسبانه لزوم مجاهدة نفسه لمنعها من اتباع الأهواء والانسياق وراء المغريات، وذلك بالتزام التقوى، وغض البصر وصرف الذهن عن التفكير بالجانب الغريزي، وخصوصاً أن استشارة الشهوة لا تحدث قهراً عن الإنسان، بل هو الذي يستدعيها حين يشغل فكره بتصور وتخيل مشاهد غرائزية. أما إذا صرف ذهنه عن ذلك، وحصر اهتمامه بالاستماع إلى ما تلقيه من دروس، فهو لن يستثار، أضف إلى ذلك أن النظر العادي الخالي من التلذذ والشهوة إلى المرأة ليس حراماً، حتى لو اقترن بمجرد الإعجاب بها.

وإلا، فهل يمكنه أن يعتزل المجتمع المليء بالمغريات، ويعيش منفرداً وحده دون أن يخالط أحداً، أم أن عليه أن يواجه شهواته ويجاهدها ويحاول الانتصار عليها من خلال تواجده الإيجابي والمحتشم والمؤثر في مختلف المواقع، وخصوصاً إذا ابتعد عن رفقاء السوء وأسباب الفتنة وتواجد في المواقع النافعة من مساجد ومنتديات ثقافيَّة ورياضيَّة، وسعى من أجل تأمين مستقبله وتحصين نفسه بالزواج.

لا شك في أن الخيار الثاني هو الأفضل، بل هو المتعين.

مرسل الاستشارة: م. ع.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

استشارة..
أنا مراهق في السادسة عشرة من عمري، أدرس في مدرسة إسلامية، ولكنني مُبتلى بمعلمة جميلة جداً، وأنا بطبيعة عمري شخص مُشتعل الغرائز، فكيف أُسيطر على تصرفاتي ومشاعري وأحاسيسي تجاه هذه الإنسانة؟ وكيف أواجه الأمر إذا أردت أن أتحدَّث معها أو أسألها مثلاً في المادة؟ وما هو حكم الشرع في هذه الحالة؟

وجواب..
يتعرض الإنسان المؤمن لمغريات كثيرة، مثل ظاهرة السفور التي يصطدم بها النظر كيفما كان وأينما ذهب، في الشارع والسيارة والمنزل والعمل والمدرسة، أو عند الجيران والأقارب، فيرى في المرأة السافرة أموراً مثيرة للغرائز وموجبة للافتنان، ويعظم الأمر حين يكون المؤمن مضطراً لمحادثة هذه المرأة أو مجالستها، وأحياناً يضطر للاختلاء بها، وذلك لكونه بائعاً أو طبيباً أو معلماً أو غير ذلك.

ويعيش المؤمن حالة الإغراء والفتنة حين يكون في خلوة مع نفسه، حيث يساعده انفراده وفراغه على أن تتحرك غرائزه، ويستحثه الشيطان على فعل منكرات عدة، مثل مشاهدة صور إباحية، أو ممارسة العادة السريَّة، أو غير ذلك من المحرمات، بل إن مجال ارتكاب المحرمات يتسع، فيشمل محرمات أخرى غير جنسية، مثل الغيبة والكذب والسرقة والغش، وغير ذلك مما يبتلى به المؤمن ويتعرض له من خلال علاقاته وأعماله المتنوعة.

وعلى العموم، فإنَّ كون المعلمة جميلة ومثيرة هي أقل المغريات التي قد نتعرض لها، وخصوصاً إن كانت مستترة بالحجاب الشرعي ومحتشمة في تصرفاتها، كما هو المفترض بأخواتنا المؤمنات اللواتي يتواجدن في مواقع الاختلاط القهري بالرجال. ولا خيار أمام الرجل، وخصوصاً الشاب المراهق، إلا أن يضع في حسبانه لزوم مجاهدة نفسه لمنعها من اتباع الأهواء والانسياق وراء المغريات، وذلك بالتزام التقوى، وغض البصر وصرف الذهن عن التفكير بالجانب الغريزي، وخصوصاً أن استشارة الشهوة لا تحدث قهراً عن الإنسان، بل هو الذي يستدعيها حين يشغل فكره بتصور وتخيل مشاهد غرائزية. أما إذا صرف ذهنه عن ذلك، وحصر اهتمامه بالاستماع إلى ما تلقيه من دروس، فهو لن يستثار، أضف إلى ذلك أن النظر العادي الخالي من التلذذ والشهوة إلى المرأة ليس حراماً، حتى لو اقترن بمجرد الإعجاب بها.

وإلا، فهل يمكنه أن يعتزل المجتمع المليء بالمغريات، ويعيش منفرداً وحده دون أن يخالط أحداً، أم أن عليه أن يواجه شهواته ويجاهدها ويحاول الانتصار عليها من خلال تواجده الإيجابي والمحتشم والمؤثر في مختلف المواقع، وخصوصاً إذا ابتعد عن رفقاء السوء وأسباب الفتنة وتواجد في المواقع النافعة من مساجد ومنتديات ثقافيَّة ورياضيَّة، وسعى من أجل تأمين مستقبله وتحصين نفسه بالزواج.

لا شك في أن الخيار الثاني هو الأفضل، بل هو المتعين.

مرسل الاستشارة: م. ع.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية