استشارة..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عند حدوث أيِّ مشكلة، صغيرة كانت أو كبيرة، يهدد الزوج بالطلاق لداعٍ ولغير داعٍ. فما حكم التهديد بالطلاق؟
وجواب..
جاء في الحديث الشَّريف أنَّ الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى، وأنه مما يهتز منه العرش، وذلك في تعبير رمزي واضح عن رفض الشَّريعة المطهّرة وشجبها واستنكارها له، لأنه ليس حلاً لمشكلة، بل هو انهزام أمام المشاكل وتعبير عن العجز أمامها، وعن عدم أهليّة الزوجين للنهوض بتبعات الزواج ومسؤولياته التي ترتكز على الوعي والصبر والحكمة والتضحية والشهامة. وحين يحدث الطلاق، فهو يعبر في غالب الحالات عن فشل الزوجين في النهوض بأعباء حياة زوجيَّة ناضجة وسعيدة.
كذلك، فإنَّ مجرد التفكير في الطلاق أو تلفظ أحد الزوجين به، هو مما يزعج الآخر ويؤذيه، لأن يعبر عن رفضه للعيش معه، وعن عدم سعادته في شراكته له، وعن رغبته بالخروج من حياته، والزوجة هي أكثر من يتأذى من ذلك، لأنها الأكثر تضرراً من حدوث الطلاق، وخصوصاً إن كان لديها أولاد، وقد وضعت كل آمالها في حياتها الزوجيَّة، وهي مخلصة في مودتها لزوجها.
لذا، فإنَّ قول الرجل لزوجته كلَّما انزعج منها أنه يريد طلاقها، هو قول سيء ومؤذ للزوجة، وربما يكون أشد إيذاء لها من السبّ، وهو بقوله هذا يهينها في أهم شيء تعتز به المرأة وتفخر به، وهو قدرتها على امتلاك قلب زوجها وكسب رضاه ومودته، فحين يصرح لها برغبته بطلاقها فهو يصفها بالفشل، وبأن ليس لها مكانة عميقة في قلبه، وأنه غير متمسك بها، ولا هو راضٍ عن عيشه معها، في حين يفترض بالرجل النبيل والحنون والمحبـ أن يظهر العطف لزوجته والتقدير لها ولتضحياتها ولمحبتها له، ويفترض به أن يظهر الحرص على تمسكّه بها وعلى رغبته بالعيش الدائم معها.
وقد جاء في الحديث أن الكلمة الطبية صدقة، وإن حاجة كلّ من الزوجين إلى الكلمة الطيّبة هي حاجة ماسة، وذلك لدورها المهم في صون المودة وفي إشاعة الدفء فيها وفي حفظها وديمومتها، وعلى الزوج خصوصاً أن لا يبخل بالكلمة الطيبة على زوجته، لأنها تنتظر ذلك منه باستمرار، ولأنها ذات وقع سحري في قلبها.
ألا ترين معي أنَّ أبخل الناس من يبخل بالكلمة الطيبة، رغم أنها لا تكلفه شيئاً؟!
مرسلة الاستشارة: فاطمة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عند حدوث أيِّ مشكلة، صغيرة كانت أو كبيرة، يهدد الزوج بالطلاق لداعٍ ولغير داعٍ. فما حكم التهديد بالطلاق؟
وجواب..
جاء في الحديث الشَّريف أنَّ الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى، وأنه مما يهتز منه العرش، وذلك في تعبير رمزي واضح عن رفض الشَّريعة المطهّرة وشجبها واستنكارها له، لأنه ليس حلاً لمشكلة، بل هو انهزام أمام المشاكل وتعبير عن العجز أمامها، وعن عدم أهليّة الزوجين للنهوض بتبعات الزواج ومسؤولياته التي ترتكز على الوعي والصبر والحكمة والتضحية والشهامة. وحين يحدث الطلاق، فهو يعبر في غالب الحالات عن فشل الزوجين في النهوض بأعباء حياة زوجيَّة ناضجة وسعيدة.
كذلك، فإنَّ مجرد التفكير في الطلاق أو تلفظ أحد الزوجين به، هو مما يزعج الآخر ويؤذيه، لأن يعبر عن رفضه للعيش معه، وعن عدم سعادته في شراكته له، وعن رغبته بالخروج من حياته، والزوجة هي أكثر من يتأذى من ذلك، لأنها الأكثر تضرراً من حدوث الطلاق، وخصوصاً إن كان لديها أولاد، وقد وضعت كل آمالها في حياتها الزوجيَّة، وهي مخلصة في مودتها لزوجها.
لذا، فإنَّ قول الرجل لزوجته كلَّما انزعج منها أنه يريد طلاقها، هو قول سيء ومؤذ للزوجة، وربما يكون أشد إيذاء لها من السبّ، وهو بقوله هذا يهينها في أهم شيء تعتز به المرأة وتفخر به، وهو قدرتها على امتلاك قلب زوجها وكسب رضاه ومودته، فحين يصرح لها برغبته بطلاقها فهو يصفها بالفشل، وبأن ليس لها مكانة عميقة في قلبه، وأنه غير متمسك بها، ولا هو راضٍ عن عيشه معها، في حين يفترض بالرجل النبيل والحنون والمحبـ أن يظهر العطف لزوجته والتقدير لها ولتضحياتها ولمحبتها له، ويفترض به أن يظهر الحرص على تمسكّه بها وعلى رغبته بالعيش الدائم معها.
وقد جاء في الحديث أن الكلمة الطبية صدقة، وإن حاجة كلّ من الزوجين إلى الكلمة الطيّبة هي حاجة ماسة، وذلك لدورها المهم في صون المودة وفي إشاعة الدفء فيها وفي حفظها وديمومتها، وعلى الزوج خصوصاً أن لا يبخل بالكلمة الطيبة على زوجته، لأنها تنتظر ذلك منه باستمرار، ولأنها ذات وقع سحري في قلبها.
ألا ترين معي أنَّ أبخل الناس من يبخل بالكلمة الطيبة، رغم أنها لا تكلفه شيئاً؟!
مرسلة الاستشارة: فاطمة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).