مصارحة الأهل بالعلاقات العاطفية

مصارحة الأهل بالعلاقات العاطفية

استشارة..
أنا فتاة عمري 19 سنة، في المرحلة الثانية من دراستي الجامعية. أحب شاباً من عمري ويبادلني الشعور نفسه، ولكن بحكم العمر وظروف الدراسة لا نستطيع الارتباط والزواج، ونحن نتحدث معاً ضمن حدود معينة لا نتجاوزها، كأي صديقين يتحدثان في الأمور العامة، وتكون نقاشاتنا حول واقع المجتمع الذي نعيش فيه، ومعرفة أخبار بعضنا البعض.

ولكن أشعر بعدم الراحة وتأنيب الضمير، لأنني لا أحب أن أخفي شيئاً عن والدتي، وهي امرأة واعية ومثقفة، وأعتبرها صديقتي ولا أخبئ عنها شيئاً، ولكنني خائفة من أن أبوح لها بحبي. بماذا تنصحونني؟ مع فائق الشكر والتقدير.  

وجواب..
قبل اتخاذ أية خطوة باتجاه التشاور مع الأهل، أود أن أقدم لك نصيحة أبوية هامة: موضوع العلاقة مع شاب بهدف الزواج أمر مصيري، قد تتوقف عليه سعادة الفرد أو شقاؤه، لذلك أرجو مزيداً من التفكير الجدي والصبر والحكمة والروية، وهنا أرجو أن تطرحي على نفسك الأسئلة التالية:

ـ في هذه المرحلة العمرية والجامعية، هل تسمح لك ظروفك الاجتماعية بالدخول بهكذا مشروع؟

ـ هل ظروف الشاب على الصعيدين العائلي والمادي تسمح له بذلك أيضاً؟

ـ وهل عنده قدرة على تحمل المسؤولية؟ وهل أهله يسمحون بذلك؟

ـ هل هناك اطمئنان لإخلاص الشاب وصدق نيته؟

إذا لم تكن الأجوبة إيجابية، وإذا لم يتوفر اطمئنان كافٍ، من الأفضل التريّث، فالخوف من أن تكون العلاقة نابعة من عاطفة وانفعال سطحيين. هنا ننصحك بعدم التفكير في ذلك، وخصوصاً أن هذه العلاقة قد تثير حولك الكثير من الملاحظات والتعليقات التي قد تشوّه صورة الفتاة.

أما إذا كانت الأجوبة مطمئنة، وتشعرين من خلالها بجديّة العلاقة وإمكانية استمرارها، فالأفضل أن تملكي الجرأة على طرح الموضوع بصراحة مع أمك، وهي الواعية والمثقفة، وهي موضع محبتك وأسرارك، وأن تبحثي الأمر معها بكل صراحة ووضوح وشفافية، وأنصح بأن تأخذي بنصائحها، وتسيطري على انفعالاتك وعواطفك، إيجاباً كان قرارها أو سلباً، فأمك تملك الخبرة والتجربة، وتستطيع أن تحيط بكلِّ عناصر النجاح والفشل، ومع ذلك ليكن شعارنا: "ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور".

 

المجيب عن الاستشارة: الدكتور محمَّد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي ومؤلف، مدير سابق في الإشراف التربوي في جمعيَّة التّعليم الديني وجمعيَّة المبرات الخيريَّة.

وجواب..
لا تأثم الفتاة أو الشاب إن دخل قلبهما الإعجاب ببعضهما البعض، فأحب أحدهما الآخر ورغب في التعرف إليه والزواج منه لاحقاً، فإنَّ حالة الإعجاب هذه ليست حالة اختيارية، فهي تقع في القلب لا إرادياً ودون مقدمات، والإسلام لا يرفض هذه الحالة، ولا يطلب إقصاءها، ولا يمانع في استمرارها وعيشها في الخيال، ولا يمانع أيضاً إبداء الرغبة في التحادث والتلاقي بهدف التعارف كمقدمة للزواج، وليس بهدف الاستمتاع والتلذذ بملاقاة الحبيب والتغزل به، فإن ذلك محرم.

وإذا كان المحب لا يملك نفسه عن الوقوع في الحرام عند ملاقاة حبيبته، فلا يجوز له ملاقاتها، بل يحرم عليه حتى محادثتها بتلذذ وشهوة، ولا يختلف الموقف الشرعي من ذلك بما لو كان يتم التلاقي والتحادث بعلم الأهل أو بدون علمهم. ولكن حيث تكون العلاقة بينهما محتشمة، فلا يجب إخبار الأهل، لكن الأفضل للفتاة إخبار أهلها إن كانوا منفتحين ومتفهمين، وخصوصاً أنهم سيكونون شركاءها في قرار الزواج، ولا يمكنها تجاهل رأيهم في المتقدم لخطبتها، أو تجاوز موافقتهم عليه ورضاهم به زوجاً لها.

 لذا، فإنَّ استمرار الفتاة في علاقة حبّ شخص معين، وبناءها عالماً كبيراً من الأحلام المستقبليَّة، هو أمر غير منطقي إذا كانت تخشى من عدم تحقق أحلامها بسبب معارضة أهله أو أهلها، أو انصراف الشاب عن حبها، كما يحدث في بعض الأحيان. لذا، فإنَّنا ننصحها بأن تخبر أهلها، وننصحها أيضاً باختيار الشاب الذي يمكن أن يوافق أهلها عليه، وأيضاً أن يوافق أهله عليها، وننصحها بأن لا تجعل كل آمالها في هذا الحب، بل تجعل في نفسها فرصة ومجالاً لاحتمال انهيار هذه العلاقة، فقد لاحظنا أن الفتاة أصدق في مشاعرها، وأنها تستغرق في حبها بالدرجة التي يملك عليها جميع مشاعرها، دون أن تبقى هناك مساحة من مشاعرها فارغة لتتمكن من التراجع عن حبها إذا فرضت عليها الظروف التراجع، ثم نراها تدفع ثمناً باهظاً من نفسها عند انهيار أحلامها، قد تصل إلى حد الإصابة بالصدمة والاضطراب النفسي الحاد والمرضي، وذلك دون أن يشفق عليها (من كان حبيبها)، أو يرف له جفن.

مرسلة الاستشارة:

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

استشارة..
أنا فتاة عمري 19 سنة، في المرحلة الثانية من دراستي الجامعية. أحب شاباً من عمري ويبادلني الشعور نفسه، ولكن بحكم العمر وظروف الدراسة لا نستطيع الارتباط والزواج، ونحن نتحدث معاً ضمن حدود معينة لا نتجاوزها، كأي صديقين يتحدثان في الأمور العامة، وتكون نقاشاتنا حول واقع المجتمع الذي نعيش فيه، ومعرفة أخبار بعضنا البعض.

ولكن أشعر بعدم الراحة وتأنيب الضمير، لأنني لا أحب أن أخفي شيئاً عن والدتي، وهي امرأة واعية ومثقفة، وأعتبرها صديقتي ولا أخبئ عنها شيئاً، ولكنني خائفة من أن أبوح لها بحبي. بماذا تنصحونني؟ مع فائق الشكر والتقدير.  

وجواب..
قبل اتخاذ أية خطوة باتجاه التشاور مع الأهل، أود أن أقدم لك نصيحة أبوية هامة: موضوع العلاقة مع شاب بهدف الزواج أمر مصيري، قد تتوقف عليه سعادة الفرد أو شقاؤه، لذلك أرجو مزيداً من التفكير الجدي والصبر والحكمة والروية، وهنا أرجو أن تطرحي على نفسك الأسئلة التالية:

ـ في هذه المرحلة العمرية والجامعية، هل تسمح لك ظروفك الاجتماعية بالدخول بهكذا مشروع؟

ـ هل ظروف الشاب على الصعيدين العائلي والمادي تسمح له بذلك أيضاً؟

ـ وهل عنده قدرة على تحمل المسؤولية؟ وهل أهله يسمحون بذلك؟

ـ هل هناك اطمئنان لإخلاص الشاب وصدق نيته؟

إذا لم تكن الأجوبة إيجابية، وإذا لم يتوفر اطمئنان كافٍ، من الأفضل التريّث، فالخوف من أن تكون العلاقة نابعة من عاطفة وانفعال سطحيين. هنا ننصحك بعدم التفكير في ذلك، وخصوصاً أن هذه العلاقة قد تثير حولك الكثير من الملاحظات والتعليقات التي قد تشوّه صورة الفتاة.

أما إذا كانت الأجوبة مطمئنة، وتشعرين من خلالها بجديّة العلاقة وإمكانية استمرارها، فالأفضل أن تملكي الجرأة على طرح الموضوع بصراحة مع أمك، وهي الواعية والمثقفة، وهي موضع محبتك وأسرارك، وأن تبحثي الأمر معها بكل صراحة ووضوح وشفافية، وأنصح بأن تأخذي بنصائحها، وتسيطري على انفعالاتك وعواطفك، إيجاباً كان قرارها أو سلباً، فأمك تملك الخبرة والتجربة، وتستطيع أن تحيط بكلِّ عناصر النجاح والفشل، ومع ذلك ليكن شعارنا: "ولعلَّ الذي أبطأ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الأمور".

 

المجيب عن الاستشارة: الدكتور محمَّد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي ومؤلف، مدير سابق في الإشراف التربوي في جمعيَّة التّعليم الديني وجمعيَّة المبرات الخيريَّة.

وجواب..
لا تأثم الفتاة أو الشاب إن دخل قلبهما الإعجاب ببعضهما البعض، فأحب أحدهما الآخر ورغب في التعرف إليه والزواج منه لاحقاً، فإنَّ حالة الإعجاب هذه ليست حالة اختيارية، فهي تقع في القلب لا إرادياً ودون مقدمات، والإسلام لا يرفض هذه الحالة، ولا يطلب إقصاءها، ولا يمانع في استمرارها وعيشها في الخيال، ولا يمانع أيضاً إبداء الرغبة في التحادث والتلاقي بهدف التعارف كمقدمة للزواج، وليس بهدف الاستمتاع والتلذذ بملاقاة الحبيب والتغزل به، فإن ذلك محرم.

وإذا كان المحب لا يملك نفسه عن الوقوع في الحرام عند ملاقاة حبيبته، فلا يجوز له ملاقاتها، بل يحرم عليه حتى محادثتها بتلذذ وشهوة، ولا يختلف الموقف الشرعي من ذلك بما لو كان يتم التلاقي والتحادث بعلم الأهل أو بدون علمهم. ولكن حيث تكون العلاقة بينهما محتشمة، فلا يجب إخبار الأهل، لكن الأفضل للفتاة إخبار أهلها إن كانوا منفتحين ومتفهمين، وخصوصاً أنهم سيكونون شركاءها في قرار الزواج، ولا يمكنها تجاهل رأيهم في المتقدم لخطبتها، أو تجاوز موافقتهم عليه ورضاهم به زوجاً لها.

 لذا، فإنَّ استمرار الفتاة في علاقة حبّ شخص معين، وبناءها عالماً كبيراً من الأحلام المستقبليَّة، هو أمر غير منطقي إذا كانت تخشى من عدم تحقق أحلامها بسبب معارضة أهله أو أهلها، أو انصراف الشاب عن حبها، كما يحدث في بعض الأحيان. لذا، فإنَّنا ننصحها بأن تخبر أهلها، وننصحها أيضاً باختيار الشاب الذي يمكن أن يوافق أهلها عليه، وأيضاً أن يوافق أهله عليها، وننصحها بأن لا تجعل كل آمالها في هذا الحب، بل تجعل في نفسها فرصة ومجالاً لاحتمال انهيار هذه العلاقة، فقد لاحظنا أن الفتاة أصدق في مشاعرها، وأنها تستغرق في حبها بالدرجة التي يملك عليها جميع مشاعرها، دون أن تبقى هناك مساحة من مشاعرها فارغة لتتمكن من التراجع عن حبها إذا فرضت عليها الظروف التراجع، ثم نراها تدفع ثمناً باهظاً من نفسها عند انهيار أحلامها، قد تصل إلى حد الإصابة بالصدمة والاضطراب النفسي الحاد والمرضي، وذلك دون أن يشفق عليها (من كان حبيبها)، أو يرف له جفن.

مرسلة الاستشارة:

المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية