استشارة..
باسمه تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ 4 سنوات ولم أرزق بولد، ولكنني أملك كلَّ شيء الحمدلله ولا ينقصني غير ذلك. هل يعد ذنباً أن أقول: إن كان هذا بلاءك يا رب، فأنا رضيت به، بمعنى أنه لا يوجد لدي أنا وزوجي أي مشاكل الحمدلله، وجربنا كل الوسائل والعمليات ولم تنجح.
يقول لي الجميع إنني السبب في ذلك، لقولي دائماً أنني غير مهتمة بالموضوع وانتظر، ولأنني لا أقبل أن يأتيني كل فترة أحد يقول لي ادعي بهذا الدعاء، أو اعملي هذه الأعمال، ليس تكبراً، ولكنني أعلم في قرارة نفسي أن الله سيرزقني، فلم أفعل هذه الأشياء كلها؟ هذه قناعتي وأعلم أن هذا خير من ربي، ولكن هل في قولي ذنب؟
وجواب..
لا علاقة بين استمرار حالة العقم عندكما وتسليم أمرك لله تعالى والرضى بقضائه، بل على العكس من ذلك، فإن حسن ظن العبد بالله وتسليم أموره إليه ليقضي فيها تعالى بمشيئته، هو من أركان الإيمان الصحيح، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي(ص) أنه قال: "..والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن، وارغبوا إليه".
وعلى هذا الأساس، فإنه لا مشكلة أبداً في موقفك الذي تشرحينه، ولكن علينا من جهة أخرى أن لا نتوقف عن الدعاء من أجل تحقيقها، وذلك على مبدأ اقتران دعائنا برجاء الإجابة إن كان فيه الخير، فإنَّ حسن الظن بالله تعالى وتسليم الأمر إليه، لا يمنع من الاستمرار في الدعاء والإلحاح عليه تعالى في الطلب ليستجيب لنا، ففي الحديث الشريف عن النبي(ص) أنه قال: "رحم الله عبداً طلب من الله عز وجل حاجته فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب له"، ثم تلا هذه الأية: {وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا}[مريم: 48].
وفي الحديث عن الصادق(ع) أنه قال: "لا والله، لا يلح عبد على الله عز وجل إلا استجاب الله له".
لذا، فإن الاستمرار في الدعاء هو أمر جيد حتى لو كنا لا نتوقع تحقق الأمر بحسب الظاهر، فإن ما عند الله تعالى أكبر مما نظن ونتوقع، فإنه هو الخير ومنه الخير تبارك وتعالى.
مرسلة الاستشارة: سارة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
استشارة..
باسمه تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة منذ 4 سنوات ولم أرزق بولد، ولكنني أملك كلَّ شيء الحمدلله ولا ينقصني غير ذلك. هل يعد ذنباً أن أقول: إن كان هذا بلاءك يا رب، فأنا رضيت به، بمعنى أنه لا يوجد لدي أنا وزوجي أي مشاكل الحمدلله، وجربنا كل الوسائل والعمليات ولم تنجح.
يقول لي الجميع إنني السبب في ذلك، لقولي دائماً أنني غير مهتمة بالموضوع وانتظر، ولأنني لا أقبل أن يأتيني كل فترة أحد يقول لي ادعي بهذا الدعاء، أو اعملي هذه الأعمال، ليس تكبراً، ولكنني أعلم في قرارة نفسي أن الله سيرزقني، فلم أفعل هذه الأشياء كلها؟ هذه قناعتي وأعلم أن هذا خير من ربي، ولكن هل في قولي ذنب؟
وجواب..
لا علاقة بين استمرار حالة العقم عندكما وتسليم أمرك لله تعالى والرضى بقضائه، بل على العكس من ذلك، فإن حسن ظن العبد بالله وتسليم أموره إليه ليقضي فيها تعالى بمشيئته، هو من أركان الإيمان الصحيح، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي(ص) أنه قال: "..والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن، وارغبوا إليه".
وعلى هذا الأساس، فإنه لا مشكلة أبداً في موقفك الذي تشرحينه، ولكن علينا من جهة أخرى أن لا نتوقف عن الدعاء من أجل تحقيقها، وذلك على مبدأ اقتران دعائنا برجاء الإجابة إن كان فيه الخير، فإنَّ حسن الظن بالله تعالى وتسليم الأمر إليه، لا يمنع من الاستمرار في الدعاء والإلحاح عليه تعالى في الطلب ليستجيب لنا، ففي الحديث الشريف عن النبي(ص) أنه قال: "رحم الله عبداً طلب من الله عز وجل حاجته فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب له"، ثم تلا هذه الأية: {وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا}[مريم: 48].
وفي الحديث عن الصادق(ع) أنه قال: "لا والله، لا يلح عبد على الله عز وجل إلا استجاب الله له".
لذا، فإن الاستمرار في الدعاء هو أمر جيد حتى لو كنا لا نتوقع تحقق الأمر بحسب الظاهر، فإن ما عند الله تعالى أكبر مما نظن ونتوقع، فإنه هو الخير ومنه الخير تبارك وتعالى.
مرسلة الاستشارة: سارة.
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).