برودة المرأة الجنسيّة ومسؤوليّة الزّوج

برودة المرأة الجنسيّة ومسؤوليّة الزّوج

استشارة..
بعد خمس سنوات من زواجي، لاحظت أنّ زوجتي لا تتقبّلني من النّاحية الجنسيّة، إلى درجة أنّ أيّاماً وأيّاماً تمرّ دون أن تتقرّب منّي جسديّاً، ومع محاولاتي العديدة، تعود وتقبل، ولكنّي أشعر بأنّها تقبل بالقهر، إلى درجة أنّني ذات مرّة، فتحت مواقع على شبكة الإنترنت، وجعلتها تشاهد بعض المشاهد الجنسيّة لإثارتها، وذلك برغبةٍ منها، ورغم نجاح هذه الفكرة، إلا أنّي لا أعلم الحكم الشّرعيّ في ذلك؟ وهل من اقتراحات لحلّ هذه المشكلة؟

وجواب..
قد تنشأ البرودة الجنسيّة عن أسباب عضويّة، واللازم هنا عرض الأمر على اختصاصيّ في الاضطرابات الجنسيّة، وقد تنشأ البرودة عن حالة نفسيّة تعيشها المرأة بسبب ضغوط عائليّة لها علاقة بالأولاد أو بأهل الزّوجين أو الجيران، أو ما أشبه ذلك، مما يكون مدعاةً لعيش المرأة في حالة توتّر وقلق شبه دائمين، ما ينعكس سلباً على أدائها العاطفيّ مع زوجها الّذي تحبّه ولا تشكو منه من شيء، فيجدها زوجها رغم حبّها له، عازفة عنه باردة تجاهه، وخصوصاً في أدائها الجنسيّ.

هنا يفترض بالزّوجين عند إدراك ذلك، ومعرفة مصادر القلق، أن يعملا معاً متعاونين على دراسة الواقع بشكلٍ دقيق، وأن يتعاونا على ابتداع حلول ناجعة وفعّالة للمشكلة الّتي يعيشانها. فمثلاً، لو فرضنا أنّ مصدر القلق هو ما يصيب الزّوجة من إرهاق في تدبير شؤون المنزل والأولاد، وخصوصاً إن كانت عاملة، أو كان في الأولاد من له حالة خاصّة، فإنَّ على الزّوج تفهّم ذلك، ومدّ يد العون إلى زوجته برحابة صدر وفعاليّة وحماس، لجهة أنّه واجب عليه ومسؤول عنه، الأمر الّذي سيسعد الزّوجة ويعطيها الوقت المناسب، ويوفّر لها قدراً من الطّمأنينة والاستقرار النّفسي، فتصير قادرة على التّفكير في نفسها وعواطفها، وبالتّالي قادرة على التّجاوب معه وتلبية رغباته.

ولو فرضنا أنّ مصدر القلق لم يكن الأولاد، بل تشابك علاقاتها بمحيطها العائليّ، كأن كانت تعيش في منزل أهل الزّوج، أو بجوارهم، بحيث صار يؤدّي إلى حدوث سلبيّات شبه مستمرّة، إن لجهة علاقة الزّوجة بوالديه أو بإخوته وزوجاتهم وأولادهم، أو لجهة عدم راحة الزّوجة في سكنها مع أهل الزّوج، حيث لا تتاح للزَّوجة فرصة الخلوة الهادئة بزوجها والتّناغم معه عاطفيّاً، هنا يفترض بالزّوج أن يجترح المعجزات من أجل تأمين سكن مستقلّ لزوجته، لأنّه أساساً حقّ واجب على الزّوج في نفقة زوجته، ولأنّ حياتهما لن تستقرّ إلا حيث يمكنها التّواصل عاطفيّاً في منزل خاصّ بهما يعيشان فيه بحريّة واطمئنان.

لكن لو فرضنا أنّ بعض الأسباب ترجع إلى نوع علاقة الرّجل العاطفيّة بزوجته، فإنّ على الرّجل أن يعيد النّظر بذلك، بأن يتصارح الزّوجان فيما يريد كلّ منهما من الآخر وفيما يزعجه منه، فإنّ لشخصيّة الزّوج وطريقة تعامله مع زوجته أثراً  كبيراً  في حبّها له وانجذابها إليه وشعورها بالشّوق العاطفيّ والجنسيّ إليه، إذ يفترض بالزّوج أن يحرص على مجالسة زوجته، وخصوصاً في أوقات راحتها، وأن يسامرها ويسهر معها، وأن يحادثها بإقبال ورغبة، وأن يشعرها بالاحترام والتّقدير لخدماتها، وأن يقدّم لها الهدايا بين فترة وأخرى، وأن يبادر إلى تنويع أساليب تواصله العاطفيّ والجنسيّ معها، وأن لا يبخل عليها بحاجاتها، وأن لا يمنعها من زيارة أهلها. وعلى العموم، أن يكون ذلك الرّجل التقيّ الخلوق النّبيل المحبّ، وحيث يكون كذلك، سيتغيّر حتماً أداء المرأة العاطفيّ.

وهكذا يفترض بالزّوج من موقع قيمومته على الأسرة، أن يعتبر أنّ توفير أسباب الرّاحة والاستقرار لزوجته، هو إحدى أهمّ أولويّات مسؤوليّته عن أسرته، وأنّ شعورها بالإرهاق والقلق والكآبة هو نتاج أسباب موضوعيّة، وأنّ عليه أن يكون إلى جانبها كي يعمل وإيّاها من موقع المودّة والرّحمة على معالجة ما تعانيه، وحينئذٍ، لن تعيش العزوف العاطفيّ ولا البرود الجنسيّ ما دامت سويّة الجسد.

وأخيراً، فإنَّ ما ذكرته حول أنّك جعلتها تشاهد مواقع إباحيّة على الإنترنت بهدف جعل أدائها الجنسيّ أفضل، هو أمر غير جائز، لأنّ من يجيزه في حال الاضطرار من الفقهاء، يشترط في جوازه انحصار العلاج به، ومن الواضح عدم الانحصار به، لوجود أدوية كثيرة يمكنها استخدامها من أجل ذلك.

صاحب الاستشارة: ..

نوعها: اجتماعيّة. المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

استشارة..
بعد خمس سنوات من زواجي، لاحظت أنّ زوجتي لا تتقبّلني من النّاحية الجنسيّة، إلى درجة أنّ أيّاماً وأيّاماً تمرّ دون أن تتقرّب منّي جسديّاً، ومع محاولاتي العديدة، تعود وتقبل، ولكنّي أشعر بأنّها تقبل بالقهر، إلى درجة أنّني ذات مرّة، فتحت مواقع على شبكة الإنترنت، وجعلتها تشاهد بعض المشاهد الجنسيّة لإثارتها، وذلك برغبةٍ منها، ورغم نجاح هذه الفكرة، إلا أنّي لا أعلم الحكم الشّرعيّ في ذلك؟ وهل من اقتراحات لحلّ هذه المشكلة؟

وجواب..
قد تنشأ البرودة الجنسيّة عن أسباب عضويّة، واللازم هنا عرض الأمر على اختصاصيّ في الاضطرابات الجنسيّة، وقد تنشأ البرودة عن حالة نفسيّة تعيشها المرأة بسبب ضغوط عائليّة لها علاقة بالأولاد أو بأهل الزّوجين أو الجيران، أو ما أشبه ذلك، مما يكون مدعاةً لعيش المرأة في حالة توتّر وقلق شبه دائمين، ما ينعكس سلباً على أدائها العاطفيّ مع زوجها الّذي تحبّه ولا تشكو منه من شيء، فيجدها زوجها رغم حبّها له، عازفة عنه باردة تجاهه، وخصوصاً في أدائها الجنسيّ.

هنا يفترض بالزّوجين عند إدراك ذلك، ومعرفة مصادر القلق، أن يعملا معاً متعاونين على دراسة الواقع بشكلٍ دقيق، وأن يتعاونا على ابتداع حلول ناجعة وفعّالة للمشكلة الّتي يعيشانها. فمثلاً، لو فرضنا أنّ مصدر القلق هو ما يصيب الزّوجة من إرهاق في تدبير شؤون المنزل والأولاد، وخصوصاً إن كانت عاملة، أو كان في الأولاد من له حالة خاصّة، فإنَّ على الزّوج تفهّم ذلك، ومدّ يد العون إلى زوجته برحابة صدر وفعاليّة وحماس، لجهة أنّه واجب عليه ومسؤول عنه، الأمر الّذي سيسعد الزّوجة ويعطيها الوقت المناسب، ويوفّر لها قدراً من الطّمأنينة والاستقرار النّفسي، فتصير قادرة على التّفكير في نفسها وعواطفها، وبالتّالي قادرة على التّجاوب معه وتلبية رغباته.

ولو فرضنا أنّ مصدر القلق لم يكن الأولاد، بل تشابك علاقاتها بمحيطها العائليّ، كأن كانت تعيش في منزل أهل الزّوج، أو بجوارهم، بحيث صار يؤدّي إلى حدوث سلبيّات شبه مستمرّة، إن لجهة علاقة الزّوجة بوالديه أو بإخوته وزوجاتهم وأولادهم، أو لجهة عدم راحة الزّوجة في سكنها مع أهل الزّوج، حيث لا تتاح للزَّوجة فرصة الخلوة الهادئة بزوجها والتّناغم معه عاطفيّاً، هنا يفترض بالزّوج أن يجترح المعجزات من أجل تأمين سكن مستقلّ لزوجته، لأنّه أساساً حقّ واجب على الزّوج في نفقة زوجته، ولأنّ حياتهما لن تستقرّ إلا حيث يمكنها التّواصل عاطفيّاً في منزل خاصّ بهما يعيشان فيه بحريّة واطمئنان.

لكن لو فرضنا أنّ بعض الأسباب ترجع إلى نوع علاقة الرّجل العاطفيّة بزوجته، فإنّ على الرّجل أن يعيد النّظر بذلك، بأن يتصارح الزّوجان فيما يريد كلّ منهما من الآخر وفيما يزعجه منه، فإنّ لشخصيّة الزّوج وطريقة تعامله مع زوجته أثراً  كبيراً  في حبّها له وانجذابها إليه وشعورها بالشّوق العاطفيّ والجنسيّ إليه، إذ يفترض بالزّوج أن يحرص على مجالسة زوجته، وخصوصاً في أوقات راحتها، وأن يسامرها ويسهر معها، وأن يحادثها بإقبال ورغبة، وأن يشعرها بالاحترام والتّقدير لخدماتها، وأن يقدّم لها الهدايا بين فترة وأخرى، وأن يبادر إلى تنويع أساليب تواصله العاطفيّ والجنسيّ معها، وأن لا يبخل عليها بحاجاتها، وأن لا يمنعها من زيارة أهلها. وعلى العموم، أن يكون ذلك الرّجل التقيّ الخلوق النّبيل المحبّ، وحيث يكون كذلك، سيتغيّر حتماً أداء المرأة العاطفيّ.

وهكذا يفترض بالزّوج من موقع قيمومته على الأسرة، أن يعتبر أنّ توفير أسباب الرّاحة والاستقرار لزوجته، هو إحدى أهمّ أولويّات مسؤوليّته عن أسرته، وأنّ شعورها بالإرهاق والقلق والكآبة هو نتاج أسباب موضوعيّة، وأنّ عليه أن يكون إلى جانبها كي يعمل وإيّاها من موقع المودّة والرّحمة على معالجة ما تعانيه، وحينئذٍ، لن تعيش العزوف العاطفيّ ولا البرود الجنسيّ ما دامت سويّة الجسد.

وأخيراً، فإنَّ ما ذكرته حول أنّك جعلتها تشاهد مواقع إباحيّة على الإنترنت بهدف جعل أدائها الجنسيّ أفضل، هو أمر غير جائز، لأنّ من يجيزه في حال الاضطرار من الفقهاء، يشترط في جوازه انحصار العلاج به، ومن الواضح عدم الانحصار به، لوجود أدوية كثيرة يمكنها استخدامها من أجل ذلك.

صاحب الاستشارة: ..

نوعها: اجتماعيّة. المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية