كيف نحسن الاختيار؟

كيف نحسن الاختيار؟

استشارة..
ورد في نهج البلاغة عن الإمام عليّ(ع): "إذا استولى الصّلاح على الزّمان وأهله, ثم أساء رجل الظّنَّ برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزّمان وأهله، فأحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر".

سؤالي هو: في أيّ زمان نحن؟ هل علينا أن نحسن الظّنّ أم أن نسيء الظّنّ، وخصوصاً في موضوع اختيار الزّوج، إذ إنّ السّؤال عن الشّخص في محيطه، قد يعطيك مؤشّرات عامّة عنه، وعند الجلوس معه والتعرّف إليه، يحاول أن يظهر بالصّورة المثاليّة. ولكنّ الفتاة المحافظة دينياً، قد لا تملك الخبرة الاجتماعيّة الكافية في مقابل الشابّ الّذي اختبر الحياة من بابها الواسع، وتعلّم منها أساليب الإقناع وفنونه (إن لم نقل شيئاً آخر). فكيف نحسن الاختيار؟

وجواب..
ما روي عن سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين(ع)، يتحدَّث عن ضرورة انسجام مواقفنا العامَّة من الأشخاص، مع الأجواء العامَّة للمجتمع، فمن كان يعرف الطّبيعة الغالبة على أفراد المجتمع لجهة كونهم أهل صلاح، فإنَّ من غير المنطقيّ أن يسيء الظّنّ بهم، ما دام احتمال خداعه وغشّه والغدر به احتمالاً ضئيلاً لا يعتدّ به الإنسان العاقل الحكيم، كما أنّه لو كانت طبيعة المجتمع على العكس، فإنَّ من غير المنطقيّ أن يحسن الظّنّ ويدع الحذر ويولي النّاس ثقته دون تبصّر وتمحيص، وهذا قانون اجتماعيّ طبيعيّ وفطريّ وعقلائيّ، وهو يجري في مختلف قضايا الإنسان، وخصوصاً مسألة الزّواج، الّتي هي على درجة عالية من الأهميّة، حيث يجب على الرّجل والمرأة أن يسألا ويدقّقا في السّؤال عن الشّريك الّذي يودّ اختياره للزّواج، بل إنّ التّمحيص واجب حتّى في حال صلاح الزّمان والمجتمع، لأنّ الصّفات المطلوبة في الشّريك، غالباً ما تتجاوز الصّفات العامّة الإيمانيّة والأخلاقيّة، على أهميّتها، حيث يفترض أن يهتمَّ كلّ منهما بصفات الآخر الشكليّة والمزاجيّة، إضافةً إلى الإيمان والأخلاق، ليرى إن كان يميل إليه قلبيّاً، من حيث طريقة الكلام، واللّون، والجمال، واللّغة، والمحيط الاجتماعي، والمستوى الثّقافي، والعادات والأذواق، والعمر، ونوع العمل، وغير ذلك مما تتفاوت فيه الأذواق، وتختلف فيه الأمزجة، وتتعدّد فيه الرّغبات، حيث لا يلام المؤمن أو المؤمنة إن اهتمّ  بهذه الأمور وعلّق رضاه بالزّواج من الآخر وعدم رضاه عليها، لأنّ مجرّد كون الإنسان متديّناً وخلوقاً، لا تلزم الآخر، وخصوصاً الفتاة، بالقبول به زوجاً، ولا ملامة عليها لو بحثت ورغبت في أن يكون على قدرٍ من الجمال والغنى والفتوّة وغيرها، لأنّ الزّواج يقوم على المودّة، ولن توجد المودّة إلا إذا توافر في الآخر ما نحبّه فيه من الصّفات، وأمّا الحديث الشريف المرويّ عن النبيّ(ص): "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فإنّ المراد به أن يكون الدّين والخلق هما الأساس، حيث لا يصحّ إهمال هاتين الصّفتين على حساب الصّفات الأخرى، وليس معناه لزوم الاقتصار عليهما وعدم الاهتمام بغيرهما، كما يفهمه النّاس خطأً.

وعلى هذا الأساس، لا بدّ من أخذ الوقت الكافي لاختيار الزّوج المناسب لك، والاستعانة بالسّؤال عنه بمن تثقين به من الأهل والأقارب والصّديقات، ولا تتعجّلي في هذا الأمر، ولن يلومك أحد إن طلبت مجالسته مرّات عديدة، وتروّيت ودقّقت في البحث والسّؤال عنه وعن أحواله، فإنّك إن لم تختاري الزّوج المناسب، سيصيبك النّدم الشّديد.

صاحب الاستشارة: سلام.
 المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

استشارة..
ورد في نهج البلاغة عن الإمام عليّ(ع): "إذا استولى الصّلاح على الزّمان وأهله, ثم أساء رجل الظّنَّ برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزّمان وأهله، فأحسن رجل الظنّ برجل فقد غرّر".

سؤالي هو: في أيّ زمان نحن؟ هل علينا أن نحسن الظّنّ أم أن نسيء الظّنّ، وخصوصاً في موضوع اختيار الزّوج، إذ إنّ السّؤال عن الشّخص في محيطه، قد يعطيك مؤشّرات عامّة عنه، وعند الجلوس معه والتعرّف إليه، يحاول أن يظهر بالصّورة المثاليّة. ولكنّ الفتاة المحافظة دينياً، قد لا تملك الخبرة الاجتماعيّة الكافية في مقابل الشابّ الّذي اختبر الحياة من بابها الواسع، وتعلّم منها أساليب الإقناع وفنونه (إن لم نقل شيئاً آخر). فكيف نحسن الاختيار؟

وجواب..
ما روي عن سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين(ع)، يتحدَّث عن ضرورة انسجام مواقفنا العامَّة من الأشخاص، مع الأجواء العامَّة للمجتمع، فمن كان يعرف الطّبيعة الغالبة على أفراد المجتمع لجهة كونهم أهل صلاح، فإنَّ من غير المنطقيّ أن يسيء الظّنّ بهم، ما دام احتمال خداعه وغشّه والغدر به احتمالاً ضئيلاً لا يعتدّ به الإنسان العاقل الحكيم، كما أنّه لو كانت طبيعة المجتمع على العكس، فإنَّ من غير المنطقيّ أن يحسن الظّنّ ويدع الحذر ويولي النّاس ثقته دون تبصّر وتمحيص، وهذا قانون اجتماعيّ طبيعيّ وفطريّ وعقلائيّ، وهو يجري في مختلف قضايا الإنسان، وخصوصاً مسألة الزّواج، الّتي هي على درجة عالية من الأهميّة، حيث يجب على الرّجل والمرأة أن يسألا ويدقّقا في السّؤال عن الشّريك الّذي يودّ اختياره للزّواج، بل إنّ التّمحيص واجب حتّى في حال صلاح الزّمان والمجتمع، لأنّ الصّفات المطلوبة في الشّريك، غالباً ما تتجاوز الصّفات العامّة الإيمانيّة والأخلاقيّة، على أهميّتها، حيث يفترض أن يهتمَّ كلّ منهما بصفات الآخر الشكليّة والمزاجيّة، إضافةً إلى الإيمان والأخلاق، ليرى إن كان يميل إليه قلبيّاً، من حيث طريقة الكلام، واللّون، والجمال، واللّغة، والمحيط الاجتماعي، والمستوى الثّقافي، والعادات والأذواق، والعمر، ونوع العمل، وغير ذلك مما تتفاوت فيه الأذواق، وتختلف فيه الأمزجة، وتتعدّد فيه الرّغبات، حيث لا يلام المؤمن أو المؤمنة إن اهتمّ  بهذه الأمور وعلّق رضاه بالزّواج من الآخر وعدم رضاه عليها، لأنّ مجرّد كون الإنسان متديّناً وخلوقاً، لا تلزم الآخر، وخصوصاً الفتاة، بالقبول به زوجاً، ولا ملامة عليها لو بحثت ورغبت في أن يكون على قدرٍ من الجمال والغنى والفتوّة وغيرها، لأنّ الزّواج يقوم على المودّة، ولن توجد المودّة إلا إذا توافر في الآخر ما نحبّه فيه من الصّفات، وأمّا الحديث الشريف المرويّ عن النبيّ(ص): "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، فإنّ المراد به أن يكون الدّين والخلق هما الأساس، حيث لا يصحّ إهمال هاتين الصّفتين على حساب الصّفات الأخرى، وليس معناه لزوم الاقتصار عليهما وعدم الاهتمام بغيرهما، كما يفهمه النّاس خطأً.

وعلى هذا الأساس، لا بدّ من أخذ الوقت الكافي لاختيار الزّوج المناسب لك، والاستعانة بالسّؤال عنه بمن تثقين به من الأهل والأقارب والصّديقات، ولا تتعجّلي في هذا الأمر، ولن يلومك أحد إن طلبت مجالسته مرّات عديدة، وتروّيت ودقّقت في البحث والسّؤال عنه وعن أحواله، فإنّك إن لم تختاري الزّوج المناسب، سيصيبك النّدم الشّديد.

صاحب الاستشارة: سلام.
 المجيب عنها: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية