بروحية جدته الزهراء (ع) وبكل نبضات الحب خاطب الجميع: لا أحمل في قلبي حقداً على أحد

بروحية جدته الزهراء (ع) وبكل نبضات الحب خاطب الجميع: لا أحمل في قلبي حقداً على أحد
في إطلالته الأولى على المؤمنين بعد تماثله للشفاء من الوعكة الصحية التي ألمّت به، ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.. في البداية أحب أن أحمد الله وأشكره على ما أولاني من نعمه وفضله لأني عدت إليكم، فإنني أحبكم جميعاً وأحب أن نعيش معاً من أجل الأخوّة في الله ،لنتعاون على أن يكون الحب للجميع، أن نحب كل الناس، أن نحب الذين يتفقون معنا لنتعاون معهم والذين يختلفون معنا لنتحاور معهم.

أبادلكم حباً بحب وخيراً بخير:

أيها الأحبة: لقد حمّلتني هذه الفترة مسؤولية أكثر، لقد حمّلتني كل نبضات قلوبكم، في كل الحب الذي شعرت به من كل إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي، مسؤولية أكبر، حملتني مسؤولية أن أبادلكم حباً بحب وخيراً بخير، وأسأل الله تعالى أن يساعدني على أن أخدمكم أكثر، وعلى أن نتعاون معكم في سبيل الله أكثر. وقد تحدثت - ولا أزال أتحدث - أني لا أضمر في قلبي أيّ حقد على مؤمن، ولا أحمل في قلبي سوءاً على أحد، حتى الذين لا يعيشون الحب للناس، لأن الله تعالى علّمنا ذلك، ولأن النبي (ص) وأهل البيت (ع) علّمونا ذلك.

 

ذكر سيدة نساء العالمين(ع):

نحن اليوم في ذكرى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) في وفاتها وفي ولادتها بعد أيام، وهذه السيدة العظيمة في معرفتها بالله عاشت مع الله كأفضل ما يعيش عارف بالله، فقد كانت السيدة في رعايتها لرسول الله (ص) لأنها أعطته كل قلبها، وكانت السيدة في رعايتها لوليّ الله بعد أن أعطته كل محبتها ورعايتها، وكانت السيدة في أخلاقها، كانت الصابرة كما لم يصبر أحد، وكانت الحليمة التي يتسع صدرها للذين أساءوا إليها كما اتسع صدرها للذين كانوا معها، كانت سيدة نساء العالمين في صدقها، فلم يكن من هو أصدق منها إلا رسول الله (ص)، كانت تحب الناس جميعاً أكثر مما تحب نفسها، وكانت تقول: "الجار ثم الدار"، وكانت مع زوجها وولديها {يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً}..

إزالة الرجس من حياتنا:

هذا هو ما يجب أن نأخذه من أهل البيت (ع) وإذا كان الله سبحانه وتعالى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فعلينا أن نتعلم كيف نزيل الرجس من عقولنا وقلوبنا وحياتنا، ونتعلم كيف نطهّر عقولنا من الباطل وقلوبنا من الحقد وحياتنا من كل ما لا يرضي الله تعالى.. {إنما نطعمكم لوجه الله} لنتعلم أن نعمل لوجه الله عندما نقوم بأية خدمة اجتماعية للذين يعيشون الحزن، لنُدخل الفرح إلى قلوبهم قربة إلى الله، وللذين يعيشون التعب لنمنحهم الراحة قربة إلى الله..

أيها الأحبة: الحياة قصيرة قصيرة، ولكننا نستطيع أن نجعلها عميقة عميقة وواسعة، وذلك عندما تكون كل حياتنا لله، وعندما تكون كل نشاطاتنا في البيت والشارع وأماكن العمل وفي كل الساحات قربة إلى الله، {إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً}، أن نتحرك من موقع محبة الله ومخافته وسيعطينا الله ما أعطاه لأهل البيت (ع)، {فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسروراً}.

النموذج الأمثل:

في ذكرى الزهراء (ع) نرتفع ونسمو ونحصل على الصفاء والنقاء لأنها كانت سيدة نساء العالمين، كانت المعصومة في عقلها وقلبها وفي كل حياتها، كانت النموذج الأمثل، وإذا كان الله تعالى قد أنبت مريم نباتاً حسناً وكفّلها زكريا، فإنه تعالى أنبت فاطمة نباتاً حسناً وكفّلها محمداً، وأين زكريا (ع) من محمد (ص)؟! لقد نبتت نباتاً حسناً؛ نبت عقلها من خلال غراس رسول الله (ص)، ونبت قلبها من خلال تربية رسول الله(ص)، ونبتت حياتها من خلال رعاية رسول الله (ص)..

أيها الأحبة: إن التزامنا بأهل البيت (ع) هو التزام بالخط والمنهج، ليس أهل البيت بالنسبة إلينا دمعة، وإن كانت الدموع رخيصة أمامهم، ولكن أهل البيت (ع) قدوة ومنهج وحركة..

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله في الصغير من أموركم والكبير، فإن تقوى الله هي الزاد الذي يمنحنا رضوانه ومحبته ورحمته ومغفرته وبركته، اتقوا الله في علاقاتكم مع بعضكم البعض، فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، كونوا أهل المحبة وأهل الخير، {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وانفتحوا على كل أموركم في كل القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين، فإن الاسلام والمسلمين أمانة الله في أعناقنا بمقدار ما نستطيع.. وهناك عدة أمور لا بدّ لنا أن نعيشها لنعي قضايانا ولنعرف أين نحن من كل حركة الاستكبار في العالم، ولنعرف كيف نؤكد الموقف من المستكبرين وكيف نكون الواعين في كل أوضاعنا الصغيرة والكبيرة، فماذا هناك؟

اتفاق "شرم الشيخ" يمثل هزيمة فلسطينية:

لا تزال التسوية في دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني تخضع للضغط الأمريكي الذي يعمل بالتنسيق مع إسرائيل لفرض شروطها على الفلسطينيين، كما حدث في اتفاق "شرم الشيخ" الذي لا يزال يواجه التعثر بفعل المناورات الإسرائيلية بالرغم من أنه يمثل هزيمة فلسطينية توحي بأن نتائج مفاوضات الحل النهائي ستكون مماثلة لهذه النتائج..

على الأمة مواجهة الضغوط الأمريكية:

أما على الصعيد اللبناني والسوري، فقد تحركت أمريكا لحمل الرسائل الإسرائيلية، وحملت معها لهجة لا تخلو من بعض التهديد للبنان.. أما المناخ العام، فهو توزيع المعلومات من مسؤول عربي هنا أو هناك، أو مسؤول أمريكي، عن التفاؤل وجدّية الانسحاب وضرورة التهدئة لتشجيع التفاوض، مع بعض الكلمات الضبابية المثيرة للقلق أو للأمل كأسلوب من أساليب الدخول في متاهات الضياع..

إن الأمة بحاجة في هذه المرحلة إلى المزيد من الوحدة والارتفاع إلى مستوى المرحلة الصعبة، لأن الضغوط الأمريكية تتحرك مع أكثر من موقع دولي في عملية توزيع الأدوار للتعامل مع التسوية كمشروع يؤكد الانتصار الصهيوني على العرب، على أساس أنها مفاوضات المنتصرين مع المهزومين..

إن المطلوب من الأمة في الساحة العربية والإسلامية أن تؤكد قدرتها على إرادة الرفض لكل المشاريع الاستسلامية التي فُرضت على أكثر من موقع عربي، ولا سيما الموقع الفلسطيني، فإن تأكيد هذه الإرادة المواجِهة والرافضة هو السلاح الأقوى، لا سيما مع حركة المجاهدين الذين حوّلوا الاحتلال الصهيوني إلى مأزق للمحتل في الطريق إلى تحرير البلد منه..

المطلوب آلية لإبطال مشروع التوطين:

وفي هذا الجو، كنا ننتظر من مجلس الجامعة العربية أن يدرس الوسائل التي يمكن بواسطتها الضغط على أكثر من موقع دولي - ولا سيما الأمريكي - لتنفيذ القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة والداعي إلى عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، وذلك أضعف الإيمان، لأنه السبيل الوحيد لإبطال مشروع التوطين، وأن لا يكتفي بإطلاق قرار رفض التوطين من دون الدخول في إيجاد آلية لتنفيذ ذلك.. ولا نريد أن نتفاءل كثيراً لنطالبهم بالعمل لتحرير فلسطين، لأننا نعلم أن القضية أصبحت كيف يتحررون من فلسطين لا كيف يحررون فلسطين؟!

الصراعات العربية مشكلتنا الكبيرة:

إن المشكلة الكبيرة تتمثل في أن الصراعات بين الدول العربية هي التي تحكم اجتماعات الجامعة، وهي التي تمنع من صدور القرارات الجدّية الفاعلة في القضايا العربية الكبرى المتصلة بالواقع الحيوي المستقبلي في الصراع مع إسرائيل.

لنتكافل اجتماعياً بداية الموسم الدراسي:

وأخيراً، إن الموسم الدراسي على الأبواب، وسوف يواجه الناس فيه أكثر من مشكلة مأساوية تحت تأثير الضغوط المعيشية، الأمر الذي يفرض على الدولة أن تقوم بجهد حيوي عملي للتخفيف عن المواطنين في هذا الموضوع، وأن يساهم القادرون في مساعدة غير القادرين على صعيد التكافل الاجتماعي الذي يتحرك فيه الناس للتخفيف من ضغط المشكلة الاجتماعية، والله في عون العباد ما دام العبد في عون أخيه.

في إطلالته الأولى على المؤمنين بعد تماثله للشفاء من الوعكة الصحية التي ألمّت به، ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال في خطبته الأولى:

 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.. في البداية أحب أن أحمد الله وأشكره على ما أولاني من نعمه وفضله لأني عدت إليكم، فإنني أحبكم جميعاً وأحب أن نعيش معاً من أجل الأخوّة في الله ،لنتعاون على أن يكون الحب للجميع، أن نحب كل الناس، أن نحب الذين يتفقون معنا لنتعاون معهم والذين يختلفون معنا لنتحاور معهم.

أبادلكم حباً بحب وخيراً بخير:

أيها الأحبة: لقد حمّلتني هذه الفترة مسؤولية أكثر، لقد حمّلتني كل نبضات قلوبكم، في كل الحب الذي شعرت به من كل إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي، مسؤولية أكبر، حملتني مسؤولية أن أبادلكم حباً بحب وخيراً بخير، وأسأل الله تعالى أن يساعدني على أن أخدمكم أكثر، وعلى أن نتعاون معكم في سبيل الله أكثر. وقد تحدثت - ولا أزال أتحدث - أني لا أضمر في قلبي أيّ حقد على مؤمن، ولا أحمل في قلبي سوءاً على أحد، حتى الذين لا يعيشون الحب للناس، لأن الله تعالى علّمنا ذلك، ولأن النبي (ص) وأهل البيت (ع) علّمونا ذلك.

 

ذكر سيدة نساء العالمين(ع):

نحن اليوم في ذكرى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) في وفاتها وفي ولادتها بعد أيام، وهذه السيدة العظيمة في معرفتها بالله عاشت مع الله كأفضل ما يعيش عارف بالله، فقد كانت السيدة في رعايتها لرسول الله (ص) لأنها أعطته كل قلبها، وكانت السيدة في رعايتها لوليّ الله بعد أن أعطته كل محبتها ورعايتها، وكانت السيدة في أخلاقها، كانت الصابرة كما لم يصبر أحد، وكانت الحليمة التي يتسع صدرها للذين أساءوا إليها كما اتسع صدرها للذين كانوا معها، كانت سيدة نساء العالمين في صدقها، فلم يكن من هو أصدق منها إلا رسول الله (ص)، كانت تحب الناس جميعاً أكثر مما تحب نفسها، وكانت تقول: "الجار ثم الدار"، وكانت مع زوجها وولديها {يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً}..

إزالة الرجس من حياتنا:

هذا هو ما يجب أن نأخذه من أهل البيت (ع) وإذا كان الله سبحانه وتعالى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فعلينا أن نتعلم كيف نزيل الرجس من عقولنا وقلوبنا وحياتنا، ونتعلم كيف نطهّر عقولنا من الباطل وقلوبنا من الحقد وحياتنا من كل ما لا يرضي الله تعالى.. {إنما نطعمكم لوجه الله} لنتعلم أن نعمل لوجه الله عندما نقوم بأية خدمة اجتماعية للذين يعيشون الحزن، لنُدخل الفرح إلى قلوبهم قربة إلى الله، وللذين يعيشون التعب لنمنحهم الراحة قربة إلى الله..

أيها الأحبة: الحياة قصيرة قصيرة، ولكننا نستطيع أن نجعلها عميقة عميقة وواسعة، وذلك عندما تكون كل حياتنا لله، وعندما تكون كل نشاطاتنا في البيت والشارع وأماكن العمل وفي كل الساحات قربة إلى الله، {إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً}، أن نتحرك من موقع محبة الله ومخافته وسيعطينا الله ما أعطاه لأهل البيت (ع)، {فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسروراً}.

النموذج الأمثل:

في ذكرى الزهراء (ع) نرتفع ونسمو ونحصل على الصفاء والنقاء لأنها كانت سيدة نساء العالمين، كانت المعصومة في عقلها وقلبها وفي كل حياتها، كانت النموذج الأمثل، وإذا كان الله تعالى قد أنبت مريم نباتاً حسناً وكفّلها زكريا، فإنه تعالى أنبت فاطمة نباتاً حسناً وكفّلها محمداً، وأين زكريا (ع) من محمد (ص)؟! لقد نبتت نباتاً حسناً؛ نبت عقلها من خلال غراس رسول الله (ص)، ونبت قلبها من خلال تربية رسول الله(ص)، ونبتت حياتها من خلال رعاية رسول الله (ص)..

أيها الأحبة: إن التزامنا بأهل البيت (ع) هو التزام بالخط والمنهج، ليس أهل البيت بالنسبة إلينا دمعة، وإن كانت الدموع رخيصة أمامهم، ولكن أهل البيت (ع) قدوة ومنهج وحركة..

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله في الصغير من أموركم والكبير، فإن تقوى الله هي الزاد الذي يمنحنا رضوانه ومحبته ورحمته ومغفرته وبركته، اتقوا الله في علاقاتكم مع بعضكم البعض، فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، كونوا أهل المحبة وأهل الخير، {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وانفتحوا على كل أموركم في كل القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين، فإن الاسلام والمسلمين أمانة الله في أعناقنا بمقدار ما نستطيع.. وهناك عدة أمور لا بدّ لنا أن نعيشها لنعي قضايانا ولنعرف أين نحن من كل حركة الاستكبار في العالم، ولنعرف كيف نؤكد الموقف من المستكبرين وكيف نكون الواعين في كل أوضاعنا الصغيرة والكبيرة، فماذا هناك؟

اتفاق "شرم الشيخ" يمثل هزيمة فلسطينية:

لا تزال التسوية في دائرة الصراع العربي - الإسرائيلي في الجانب الفلسطيني تخضع للضغط الأمريكي الذي يعمل بالتنسيق مع إسرائيل لفرض شروطها على الفلسطينيين، كما حدث في اتفاق "شرم الشيخ" الذي لا يزال يواجه التعثر بفعل المناورات الإسرائيلية بالرغم من أنه يمثل هزيمة فلسطينية توحي بأن نتائج مفاوضات الحل النهائي ستكون مماثلة لهذه النتائج..

على الأمة مواجهة الضغوط الأمريكية:

أما على الصعيد اللبناني والسوري، فقد تحركت أمريكا لحمل الرسائل الإسرائيلية، وحملت معها لهجة لا تخلو من بعض التهديد للبنان.. أما المناخ العام، فهو توزيع المعلومات من مسؤول عربي هنا أو هناك، أو مسؤول أمريكي، عن التفاؤل وجدّية الانسحاب وضرورة التهدئة لتشجيع التفاوض، مع بعض الكلمات الضبابية المثيرة للقلق أو للأمل كأسلوب من أساليب الدخول في متاهات الضياع..

إن الأمة بحاجة في هذه المرحلة إلى المزيد من الوحدة والارتفاع إلى مستوى المرحلة الصعبة، لأن الضغوط الأمريكية تتحرك مع أكثر من موقع دولي في عملية توزيع الأدوار للتعامل مع التسوية كمشروع يؤكد الانتصار الصهيوني على العرب، على أساس أنها مفاوضات المنتصرين مع المهزومين..

إن المطلوب من الأمة في الساحة العربية والإسلامية أن تؤكد قدرتها على إرادة الرفض لكل المشاريع الاستسلامية التي فُرضت على أكثر من موقع عربي، ولا سيما الموقع الفلسطيني، فإن تأكيد هذه الإرادة المواجِهة والرافضة هو السلاح الأقوى، لا سيما مع حركة المجاهدين الذين حوّلوا الاحتلال الصهيوني إلى مأزق للمحتل في الطريق إلى تحرير البلد منه..

المطلوب آلية لإبطال مشروع التوطين:

وفي هذا الجو، كنا ننتظر من مجلس الجامعة العربية أن يدرس الوسائل التي يمكن بواسطتها الضغط على أكثر من موقع دولي - ولا سيما الأمريكي - لتنفيذ القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة والداعي إلى عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، وذلك أضعف الإيمان، لأنه السبيل الوحيد لإبطال مشروع التوطين، وأن لا يكتفي بإطلاق قرار رفض التوطين من دون الدخول في إيجاد آلية لتنفيذ ذلك.. ولا نريد أن نتفاءل كثيراً لنطالبهم بالعمل لتحرير فلسطين، لأننا نعلم أن القضية أصبحت كيف يتحررون من فلسطين لا كيف يحررون فلسطين؟!

الصراعات العربية مشكلتنا الكبيرة:

إن المشكلة الكبيرة تتمثل في أن الصراعات بين الدول العربية هي التي تحكم اجتماعات الجامعة، وهي التي تمنع من صدور القرارات الجدّية الفاعلة في القضايا العربية الكبرى المتصلة بالواقع الحيوي المستقبلي في الصراع مع إسرائيل.

لنتكافل اجتماعياً بداية الموسم الدراسي:

وأخيراً، إن الموسم الدراسي على الأبواب، وسوف يواجه الناس فيه أكثر من مشكلة مأساوية تحت تأثير الضغوط المعيشية، الأمر الذي يفرض على الدولة أن تقوم بجهد حيوي عملي للتخفيف عن المواطنين في هذا الموضوع، وأن يساهم القادرون في مساعدة غير القادرين على صعيد التكافل الاجتماعي الذي يتحرك فيه الناس للتخفيف من ضغط المشكلة الاجتماعية، والله في عون العباد ما دام العبد في عون أخيه.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية