استشارة..
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي من السّعودية، كانت حياتي مليئة بالسَّعادة والراحة النفسيَّة، إلى أن وقعت في المعاصي والفاحشة في الآونة الأخيرة، والسَّبب هو اعتداء أحد أقاربي عليَّ في الصّغر. أصبحت الآن أعيش توتراً نفسياً لا يوصف، أثر في حياتي الجامعيَّة، فانحدر مستواي بعد أن كنت من المتفوقين، ما سبَّب لي إحباطاً آخر، حيث فقدت الأمل، وأصبح الهم لا يفارقني، وكذلك الذنوب.
فكَّرت في الانتحار أكثر من مرة ولكنَّني تراجعت. أشعر بارتياحٍ نفسيٍّ عندما أترك المعاصي، ولكنَّني أعود وأسقط فيها مرة أخرى، ما سبب لي استياءً كبيراً جداً وألماً، حتى إنَّني أصبحت أشكّك في الله ورحمته، وصرت أشعر بكراهيته لي.
استشرت أكثر من شخص، ولكن للأسف لم أخرج بنتيجة، وقد رأيت بابكم مفتوحاً، فأتيت إليكم راجياً منكم الحل. محبتي لكم وأعتذر عن عدم ترتيب كلامي.
وجواب..
فهمنا من سؤالك أنَّ المقصود من الفاحشة هي فاحشة اللواط، ولا شكَّ في أنَّ هذه الفاحشة هي من كبائر الذنوب، بل يظهر من النَّصوص الشريفة، ومن نوع العقوبة الَّتي تقع على فاعلها، ما ربما يجعلها من أكبر الكبائر، فتعتبر بدرجة القتل العمد، والظلم، وما أشبههما، ولا يعذر المؤمن في ارتكاب هذه المعصية مهما كانت حالته، وسيكون في موضع الغضب الإلهي، وخصوصاً إذا كان سالباً، أي مفعولاً فيه، فإنَّ الذنب أعظم والعقوبة أشد.
ولكن على الرغم من ذلك، فإنَّ على المؤمن أن يجاهد نفسه بأقصى ما تكون قدرته على المواجهة، وأن يكرر المحاولة دائماً حتى لو فشل مرة بعد مرة، وعليه أن يثق بعفو الله تعالى وقبوله توبة عبده المؤمن، حتى لو تكرَّر منه الذنب بعد التوبة، لأنَّ رغبة المذنب بالتوبة وندمه الحقيقي والصادق على ما يصدر منه، هو نفسه أمر جيد ومقدّر عند الله تعالى، ولا يجوز للمؤمن مهما تعاظمت ذنوبه أن ييأس من عفو الله تعالى عنه وقبوله توبته، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 135].
وعلى العموم، فإنَّ على المبتلى بالمعاصي أن يلتزم الطاعات بقوة أكبر، رغم ارتكابه للمعاصي، لأنها ستكون من أسباب تقوية الإرادة والعودة إلى الله تعالى، وعليه أن لا يضعف ويدع الطاعات، متوهماً أنَّ الله تعالى لن يتقبل طاعته ولن يغفر له، كما أن عليه أن يبتعد عن مواضع الإثارة وعن الخلوة برفاق السّوء، وأن يسعى من أجل الزواج بأية طريقة مناسبة، وعليه أن يتوقف فوراً ونهائياً عن ذلك، وخصوصاً إذا كان سالباً ومفعولاً فيه، وليتوكَّل على الله تعالى، وسيعينه الله تعالى إن علم منه صدق النيَّة، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3].
***
مرسل الاستشارة: ....
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 17 شباط/ فبراير 2013م. نوع الاستشارة: أخلاقية.
استشارة..
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي من السّعودية، كانت حياتي مليئة بالسَّعادة والراحة النفسيَّة، إلى أن وقعت في المعاصي والفاحشة في الآونة الأخيرة، والسَّبب هو اعتداء أحد أقاربي عليَّ في الصّغر. أصبحت الآن أعيش توتراً نفسياً لا يوصف، أثر في حياتي الجامعيَّة، فانحدر مستواي بعد أن كنت من المتفوقين، ما سبَّب لي إحباطاً آخر، حيث فقدت الأمل، وأصبح الهم لا يفارقني، وكذلك الذنوب.
فكَّرت في الانتحار أكثر من مرة ولكنَّني تراجعت. أشعر بارتياحٍ نفسيٍّ عندما أترك المعاصي، ولكنَّني أعود وأسقط فيها مرة أخرى، ما سبب لي استياءً كبيراً جداً وألماً، حتى إنَّني أصبحت أشكّك في الله ورحمته، وصرت أشعر بكراهيته لي.
استشرت أكثر من شخص، ولكن للأسف لم أخرج بنتيجة، وقد رأيت بابكم مفتوحاً، فأتيت إليكم راجياً منكم الحل. محبتي لكم وأعتذر عن عدم ترتيب كلامي.
وجواب..
فهمنا من سؤالك أنَّ المقصود من الفاحشة هي فاحشة اللواط، ولا شكَّ في أنَّ هذه الفاحشة هي من كبائر الذنوب، بل يظهر من النَّصوص الشريفة، ومن نوع العقوبة الَّتي تقع على فاعلها، ما ربما يجعلها من أكبر الكبائر، فتعتبر بدرجة القتل العمد، والظلم، وما أشبههما، ولا يعذر المؤمن في ارتكاب هذه المعصية مهما كانت حالته، وسيكون في موضع الغضب الإلهي، وخصوصاً إذا كان سالباً، أي مفعولاً فيه، فإنَّ الذنب أعظم والعقوبة أشد.
ولكن على الرغم من ذلك، فإنَّ على المؤمن أن يجاهد نفسه بأقصى ما تكون قدرته على المواجهة، وأن يكرر المحاولة دائماً حتى لو فشل مرة بعد مرة، وعليه أن يثق بعفو الله تعالى وقبوله توبة عبده المؤمن، حتى لو تكرَّر منه الذنب بعد التوبة، لأنَّ رغبة المذنب بالتوبة وندمه الحقيقي والصادق على ما يصدر منه، هو نفسه أمر جيد ومقدّر عند الله تعالى، ولا يجوز للمؤمن مهما تعاظمت ذنوبه أن ييأس من عفو الله تعالى عنه وقبوله توبته، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 135].
وعلى العموم، فإنَّ على المبتلى بالمعاصي أن يلتزم الطاعات بقوة أكبر، رغم ارتكابه للمعاصي، لأنها ستكون من أسباب تقوية الإرادة والعودة إلى الله تعالى، وعليه أن لا يضعف ويدع الطاعات، متوهماً أنَّ الله تعالى لن يتقبل طاعته ولن يغفر له، كما أن عليه أن يبتعد عن مواضع الإثارة وعن الخلوة برفاق السّوء، وأن يسعى من أجل الزواج بأية طريقة مناسبة، وعليه أن يتوقف فوراً ونهائياً عن ذلك، وخصوصاً إذا كان سالباً ومفعولاً فيه، وليتوكَّل على الله تعالى، وسيعينه الله تعالى إن علم منه صدق النيَّة، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3].
***
مرسل الاستشارة: ....
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ محسن عطوي، عالم دين وباحث ومؤلّف، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 17 شباط/ فبراير 2013م. نوع الاستشارة: أخلاقية.