استشارة..
السّلام
عليكم ورحمة الله وبركاته:
أريد أن أسأل: هل يحقّ للزّوج ضرب زوجته إذا شتمته؟ وإذا كان الضّرب
سبباً في إحساس الزّوجة بالذّلّ، ما هو التصرّف الصّحيح لتعود الأمور بيننا طبيعيّة؟
وجواب..
يفترض بالزّوجين أن لا يفسحا مجالاً لتراكم التوتّر وتصاعد الغضب إلى
درجة كبيرة، وعلى كلّ منهما أن يوطّن نفسه على تحمّل ما يعتبره أخطاء عند الآخر،
بينما هي في الواقع قد لا تكون أخطاء، إذا إنّ أحد الزّوجين كثيراً ما يسيء فهم
كلام شريكه أو تصرّفه، فيظنّ به ظنّ السّوء، ويحمل تصرّفه على وجوه غير حسنة، وحين
يستفزّه الغضب والانفعال، يقوم بردّ فعل متسرّعة وغير مدروسة، فتحدث مشكلة بينهما،
وإذا بادر الآخر بردّ فعل مقابلة، يزداد الخلاف حدّةً واتّساعاً.
كذلك، فإنّ على الزّوجين أن يبنيا علاقتهما على الاحترام والتّقدير،
وأن يحرص كلّ منهما على حفظ حرمة الآخر وصون كرامته في كلّ ما يصدر عنه تجاه شريكه،
فيعمل على أن يكون بشوش الوجه له، وهادئ النظرة إليه، وطيّب الكلام وجميل التصرّف
معه، وأن يشعره بذلك من موقع المحبّة والإخلاص له، وليس على سبيل المداراة والتصنّع،
فإنّ القرآن الكريم اعتبر الحياة الزوجيّة عهداً أو ميثاقاً غليظاً، واعتبر الأساس
فيها المودّة والرّحمة، فقال تعالى: {خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الرّوم: 21]، فإذا كان أمر الحياة الزّوجيّة
بهذه الأهميّة، فكيف تصدر شتيمة أو سباب من أحدهما للآخر، وكيف تمتدّ يد الرّجل إلى
زوجته بالضّرب حتّى في حال شتمها له؟!
إنّ الشّريعة المطهّرة اعتبرت الشّتم من كبائر المحرّمات، وعلى فاعله
التّوبة والاستغفار، ولم تجز للرّجل مبادلة الشّتم بالضّرب، بل الضّرب هنا عمل
محرّم ومن كبائر الذّنوب، وعلى فاعله التّوبة والاستغفار أيضاً، وغاية ما يجوز له،
هو مبادلة السبّ بسبّ مثله، وإن كان الأفضل الترفّع عن ذلك، والمبادرة إلى الصّفح
والعفو والتّسامح، فذلك أحفظ للحياة الزّوجيّة.
استشارة..
السّلام
عليكم ورحمة الله وبركاته:
أريد أن أسأل: هل يحقّ للزّوج ضرب زوجته إذا شتمته؟ وإذا كان الضّرب
سبباً في إحساس الزّوجة بالذّلّ، ما هو التصرّف الصّحيح لتعود الأمور بيننا طبيعيّة؟
وجواب..
يفترض بالزّوجين أن لا يفسحا مجالاً لتراكم التوتّر وتصاعد الغضب إلى
درجة كبيرة، وعلى كلّ منهما أن يوطّن نفسه على تحمّل ما يعتبره أخطاء عند الآخر،
بينما هي في الواقع قد لا تكون أخطاء، إذا إنّ أحد الزّوجين كثيراً ما يسيء فهم
كلام شريكه أو تصرّفه، فيظنّ به ظنّ السّوء، ويحمل تصرّفه على وجوه غير حسنة، وحين
يستفزّه الغضب والانفعال، يقوم بردّ فعل متسرّعة وغير مدروسة، فتحدث مشكلة بينهما،
وإذا بادر الآخر بردّ فعل مقابلة، يزداد الخلاف حدّةً واتّساعاً.
كذلك، فإنّ على الزّوجين أن يبنيا علاقتهما على الاحترام والتّقدير،
وأن يحرص كلّ منهما على حفظ حرمة الآخر وصون كرامته في كلّ ما يصدر عنه تجاه شريكه،
فيعمل على أن يكون بشوش الوجه له، وهادئ النظرة إليه، وطيّب الكلام وجميل التصرّف
معه، وأن يشعره بذلك من موقع المحبّة والإخلاص له، وليس على سبيل المداراة والتصنّع،
فإنّ القرآن الكريم اعتبر الحياة الزوجيّة عهداً أو ميثاقاً غليظاً، واعتبر الأساس
فيها المودّة والرّحمة، فقال تعالى: {خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم
مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}[الرّوم: 21]، فإذا كان أمر الحياة الزّوجيّة
بهذه الأهميّة، فكيف تصدر شتيمة أو سباب من أحدهما للآخر، وكيف تمتدّ يد الرّجل إلى
زوجته بالضّرب حتّى في حال شتمها له؟!
إنّ الشّريعة المطهّرة اعتبرت الشّتم من كبائر المحرّمات، وعلى فاعله
التّوبة والاستغفار، ولم تجز للرّجل مبادلة الشّتم بالضّرب، بل الضّرب هنا عمل
محرّم ومن كبائر الذّنوب، وعلى فاعله التّوبة والاستغفار أيضاً، وغاية ما يجوز له،
هو مبادلة السبّ بسبّ مثله، وإن كان الأفضل الترفّع عن ذلك، والمبادرة إلى الصّفح
والعفو والتّسامح، فذلك أحفظ للحياة الزّوجيّة.