استشارة..
أنا شابة أبلغ من العمر 19 عاماً، ولدي أخ يصغرني بثلاث سنوات. عندما كان في الثالثة عشرة من عمره تحرش بي، وكان ابن خالتي(10 سنوات) قد اشتكى سابقاً أنه تحرش به أكثر من مرة.
خاصمته سنة كاملة، ثم حاولت استيعابه ومساعدته، فأخبرني أن مشاعره تجاهي ليست أخوية. والمشكلة الكبرى أنه ساعد أصدقاءه على اغتصاب العاملة التي تخدم في بيتنا، فتوترت الأجواء بينه وبين أهلي، وكل ما أعرفه أنه عوقب عقاباً شديداً.
سافرت مؤخراً للدراسة خارج بلدي معتقدةً أنَّ هذه الفترة التي سأقضيها بعيداً عن أخي ستكون فترة راحة أنسى خلالها ما عشته، ولكن حالتي النفسية ساءت، وصرت تشاؤمية، وأشكّ في الأشخاص القريبين مني، وأكره زملائي الشبان في الجامعة، وأتصرف معهم بعدوانية، وأصبحت أكره المتدينين، لأن الذين أقدموا على اغتصاب العاملة، كانوا من أسر ملتزمة دينياً.
وما يشعرني بالضيق أنَّ والديَّ سامحاه، بعد ادعائه أنه تاب، بيد أن وجودي يذكرهم بتلك الأحداث، ولذلك، أجلس دائماً في غرفتي، وأتجنّب رؤيته، فكيف أتخلّص من الأفكار السيئة التي تراودني؟ وكيف أستعيد ثقتي بالآخرين وأتخطى تلك الحادثة وأنساها؟
وجواب..
الأخت الفاضلة، نعم، بعد كل الذي عانيته من أخيك وتصرفاته غير الأخلاقية، من الطبيعي أن تشعري بالخوف والقلق، لكن هذا لا يعني أن تصلي إلى هذه الحالة من الوضع النفسي الخطير، وخصوصاً أن أخاك، كما تقولين، قد تاب إلى الله تعالى من أفعاله المشينة السابقة، وموقف أبويك منه ومسامحته هو أمر طبيعي، إذ ليس من حقنا أن نحاسب إنساناً على خطيئة تاب عنها، ما دام الله تعالى قد فتح للإنسان باب التوبة.
وليس صحيحاً أن والديك لا يتذكران ما فعله أخوك إلا من خلال وجودك، فهما يحاولان نسيان هذا الماضي السيئ، لكي تستمر حياتكم في الحاضر والمستقبل بشكل طبيعي، لذا، أرى أن الأفضل لك ولأسرتك نسيان الماضي، أو محاولة نسيانه بشكل تدريجي، ويمكن أن يساعدك على ذلك، محاولة فتح صفحة جديدة مع أخيك، يكون إطارها الواضح نسيان ما حصل، ولا يجوز مقاطعة أخيك بهذا الشكل، فهذا يسمى "قطيعة الرحم"، وهي من الكبائر، حتى لو كان السبب ما حصل، فلا بدّ من مساعدة نفسك أولاً، ومساعدة أخيك ثانياً للخروج من هذا الماضي، ولا يصح أن يبقى الإنسان أسير الماضي، بل عليه أن ينطلق في حياته بعيداً عن الماضي ومآسيه، ويجب أن يكون الماضي درساً نتعلم منه لحاضرنا ومستقبلنا، لكن ليس بالطريقة التي تتحدثين عنها.
وعليك أن تكوني أكثر ثقة بنفسك وبالآخرين، لا بمعنى أن تثقي بكل الناس، بل أن تكوني على حذر، ولا مانع من طلب المساعدة من معالج نفسي أو مرشد اجتماعي، لمساعدتك على الخروج مما أنت فيه، والله تعالى هو المستعان.
***
مرسلة الاستشارة: ..
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 26 أيلول 2013م.
نوع الاستشارة: أخلاقية.
استشارة..
أنا شابة أبلغ من العمر 19 عاماً، ولدي أخ يصغرني بثلاث سنوات. عندما كان في الثالثة عشرة من عمره تحرش بي، وكان ابن خالتي(10 سنوات) قد اشتكى سابقاً أنه تحرش به أكثر من مرة.
خاصمته سنة كاملة، ثم حاولت استيعابه ومساعدته، فأخبرني أن مشاعره تجاهي ليست أخوية. والمشكلة الكبرى أنه ساعد أصدقاءه على اغتصاب العاملة التي تخدم في بيتنا، فتوترت الأجواء بينه وبين أهلي، وكل ما أعرفه أنه عوقب عقاباً شديداً.
سافرت مؤخراً للدراسة خارج بلدي معتقدةً أنَّ هذه الفترة التي سأقضيها بعيداً عن أخي ستكون فترة راحة أنسى خلالها ما عشته، ولكن حالتي النفسية ساءت، وصرت تشاؤمية، وأشكّ في الأشخاص القريبين مني، وأكره زملائي الشبان في الجامعة، وأتصرف معهم بعدوانية، وأصبحت أكره المتدينين، لأن الذين أقدموا على اغتصاب العاملة، كانوا من أسر ملتزمة دينياً.
وما يشعرني بالضيق أنَّ والديَّ سامحاه، بعد ادعائه أنه تاب، بيد أن وجودي يذكرهم بتلك الأحداث، ولذلك، أجلس دائماً في غرفتي، وأتجنّب رؤيته، فكيف أتخلّص من الأفكار السيئة التي تراودني؟ وكيف أستعيد ثقتي بالآخرين وأتخطى تلك الحادثة وأنساها؟
وجواب..
الأخت الفاضلة، نعم، بعد كل الذي عانيته من أخيك وتصرفاته غير الأخلاقية، من الطبيعي أن تشعري بالخوف والقلق، لكن هذا لا يعني أن تصلي إلى هذه الحالة من الوضع النفسي الخطير، وخصوصاً أن أخاك، كما تقولين، قد تاب إلى الله تعالى من أفعاله المشينة السابقة، وموقف أبويك منه ومسامحته هو أمر طبيعي، إذ ليس من حقنا أن نحاسب إنساناً على خطيئة تاب عنها، ما دام الله تعالى قد فتح للإنسان باب التوبة.
وليس صحيحاً أن والديك لا يتذكران ما فعله أخوك إلا من خلال وجودك، فهما يحاولان نسيان هذا الماضي السيئ، لكي تستمر حياتكم في الحاضر والمستقبل بشكل طبيعي، لذا، أرى أن الأفضل لك ولأسرتك نسيان الماضي، أو محاولة نسيانه بشكل تدريجي، ويمكن أن يساعدك على ذلك، محاولة فتح صفحة جديدة مع أخيك، يكون إطارها الواضح نسيان ما حصل، ولا يجوز مقاطعة أخيك بهذا الشكل، فهذا يسمى "قطيعة الرحم"، وهي من الكبائر، حتى لو كان السبب ما حصل، فلا بدّ من مساعدة نفسك أولاً، ومساعدة أخيك ثانياً للخروج من هذا الماضي، ولا يصح أن يبقى الإنسان أسير الماضي، بل عليه أن ينطلق في حياته بعيداً عن الماضي ومآسيه، ويجب أن يكون الماضي درساً نتعلم منه لحاضرنا ومستقبلنا، لكن ليس بالطريقة التي تتحدثين عنها.
وعليك أن تكوني أكثر ثقة بنفسك وبالآخرين، لا بمعنى أن تثقي بكل الناس، بل أن تكوني على حذر، ولا مانع من طلب المساعدة من معالج نفسي أو مرشد اجتماعي، لمساعدتك على الخروج مما أنت فيه، والله تعالى هو المستعان.
***
مرسلة الاستشارة: ..
المجيب عن الاستشارة: الشّيخ يوسف سبيتي، عالم دين وباحث، عضو المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).
التاريخ: 26 أيلول 2013م.
نوع الاستشارة: أخلاقية.