صلاة اللّيل وإن كانت مستحبَّة، فهي من العبادات الّتي يتقرَّب بها العبد إلى ربّه، وتمتلك هذه الصّلاة خصوصيّة كبيرة، ولها فضل كبير، وورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: {
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}[الإسراء: 79].
وقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً}[المزّمِّل: 6]. وجاء في الحديث النبويّ الشّريف: "ما زال جبرائيل يوصيني بقيام اللّيل، حتّى ظننت أنّ خيار أمّتي لن يناموا من اللّيل إلا قليلاً".
وفي حديث عن أمير المؤمنين عليّ(ع) لرجلٍ شكا من حرمانه صلاة اللّيل، فقال له: "أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك"، ويقول الإمام الصّادق(ع): "ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن، إلا صلاة اللّيل، فإنّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده، فقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[السّجدة: 16]... {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السّجدة: 17]".
وسئل الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع): "ما بال المتهجّدين باللّيل مِنْ أحسن النّاس وجوهاً ؟ قال: "لأنّهم خلوا بالله، فكساهم الله من نوره، وإنّ البيوت الّتي يصلّى فيها باللّيل، ويتلى فيها القرآن، تضيء لأهل السَّماء، كما تضيء نجوم السّماء لأهل الأرض".
إنّها صلاة اللّيل، حيث يعيش المرء حرارة الإيمان، ودفء العبادة، في أجواء روحيّة خالصة، عندما تنام العيون والخلائق، ويبقى المؤمن متيقّظاً لمناجاة ربّه، بحيث يهذّب شعوره، ويعمّق فكره، ويرتاح قلبه، وتصفو سريرته من كلِّ ما علق بها في النَّهار، وتشعر بتجدّد الطّاقة والقوّة، عندما يستحضر قوّة الله ووجوده وحضوره في تفاصيل حياته الفرديّة والجماعيّة، وهو ما ينعكس خيراً وسلاماً وطمأنينةً على نفسه والمحيط من حوله، فلا يعود أداء الصّلاة طقساً فارغاً جافّاً، بل كياناً حركيّاً في مسيرة الزّمن والحياة، وطاقةً واعية مسؤولة تقيم فعل الصّلاة وروحها.
وخير ما يشعر به المرء في صلاة اللّيل، أنّه قريب من خالقه، حيث الخشوع والسّكينة والانفتاح على جميع معاني الرّوح والتأمّل والفكر، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً}[المزّمِّل: 2- 3]:
في عبادة الله الّتي تعيش هدوء اللّيل السّاجي الّذي تصفو فيه الرّوح، ويرقّ القلب، ويشرق الفكر، ويتروّح الإحساس، فترتفع الرّوح إلى الله، في لقاءٍ روحيّ خاشع، يشدّ الإنسان إلى ربّه، فيلتقي بمواقع رحمته ومواضع رضاه، وينفتح على الإحساس بالقوّة، بفضل الارتباط بالله صاحب القوّة المطلقة الّتي هي من صفات الله، وهذا ما يشعر كلّ المتعبّدين له، والخاشعين له، والمرتبطين بمواقع القرب في دينه، بأنّهم في مركز القوّة الكبير، لاعتمادهم على مصدر القوّة لكلّ شيء يوحي بالقوّة في الدّنيا على مستوى الوجود كلّه.[تفسير من وحي القرآن، ج 23، ص 179].
يبقى على المؤمنين أن يحافظوا على هذه الصّلاة، لما تمثّله من مواقع القرب من الله تعالى، فالقليلون من يقومون بهذه العبادة، وتظلّ العبرة في إقامة فعل الصّلوات في النّهي عن الفحشاء والمنكر، وتطبيق روح الإسلام وتعاليمه السّمحاء، فرسالة السّماء لها بعد أرضيّ في عمارة القلوب والعقول، وإعمار الحياة بكلِّ طاقة متجدِّدة.
DIV>
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
صلاة اللّيل وإن كانت مستحبَّة، فهي من العبادات الّتي يتقرَّب بها العبد إلى ربّه، وتمتلك هذه الصّلاة خصوصيّة كبيرة، ولها فضل كبير، وورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}[الإسراء: 79].
وقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً}[المزّمِّل: 6]. وجاء في الحديث النبويّ الشّريف: "ما زال جبرائيل يوصيني بقيام اللّيل، حتّى ظننت أنّ خيار أمّتي لن يناموا من اللّيل إلا قليلاً".
وفي حديث عن أمير المؤمنين عليّ(ع) لرجلٍ شكا من حرمانه صلاة اللّيل، فقال له: "أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك"، ويقول الإمام الصّادق(ع): "ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن، إلا صلاة اللّيل، فإنّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده، فقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}[السّجدة: 16]... {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السّجدة: 17]".
وسئل الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع): "ما بال المتهجّدين باللّيل مِنْ أحسن النّاس وجوهاً ؟ قال: "لأنّهم خلوا بالله، فكساهم الله من نوره، وإنّ البيوت الّتي يصلّى فيها باللّيل، ويتلى فيها القرآن، تضيء لأهل السَّماء، كما تضيء نجوم السّماء لأهل الأرض".
إنّها صلاة اللّيل، حيث يعيش المرء حرارة الإيمان، ودفء العبادة، في أجواء روحيّة خالصة، عندما تنام العيون والخلائق، ويبقى المؤمن متيقّظاً لمناجاة ربّه، بحيث يهذّب شعوره، ويعمّق فكره، ويرتاح قلبه، وتصفو سريرته من كلِّ ما علق بها في النَّهار، وتشعر بتجدّد الطّاقة والقوّة، عندما يستحضر قوّة الله ووجوده وحضوره في تفاصيل حياته الفرديّة والجماعيّة، وهو ما ينعكس خيراً وسلاماً وطمأنينةً على نفسه والمحيط من حوله، فلا يعود أداء الصّلاة طقساً فارغاً جافّاً، بل كياناً حركيّاً في مسيرة الزّمن والحياة، وطاقةً واعية مسؤولة تقيم فعل الصّلاة وروحها.
وخير ما يشعر به المرء في صلاة اللّيل، أنّه قريب من خالقه، حيث الخشوع والسّكينة والانفتاح على جميع معاني الرّوح والتأمّل والفكر، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في تفسيره للآية المباركة: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً}[المزّمِّل: 2- 3]:
في عبادة الله الّتي تعيش هدوء اللّيل السّاجي الّذي تصفو فيه الرّوح، ويرقّ القلب، ويشرق الفكر، ويتروّح الإحساس، فترتفع الرّوح إلى الله، في لقاءٍ روحيّ خاشع، يشدّ الإنسان إلى ربّه، فيلتقي بمواقع رحمته ومواضع رضاه، وينفتح على الإحساس بالقوّة، بفضل الارتباط بالله صاحب القوّة المطلقة الّتي هي من صفات الله، وهذا ما يشعر كلّ المتعبّدين له، والخاشعين له، والمرتبطين بمواقع القرب في دينه، بأنّهم في مركز القوّة الكبير، لاعتمادهم على مصدر القوّة لكلّ شيء يوحي بالقوّة في الدّنيا على مستوى الوجود كلّه.[تفسير من وحي القرآن، ج 23، ص 179].
يبقى على المؤمنين أن يحافظوا على هذه الصّلاة، لما تمثّله من مواقع القرب من الله تعالى، فالقليلون من يقومون بهذه العبادة، وتظلّ العبرة في إقامة فعل الصّلوات في النّهي عن الفحشاء والمنكر، وتطبيق روح الإسلام وتعاليمه السّمحاء، فرسالة السّماء لها بعد أرضيّ في عمارة القلوب والعقول، وإعمار الحياة بكلِّ طاقة متجدِّدة.
DIV>
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .