مصير الإنسان هو الفناء، ولكنَّه فناء جسدي تنتقل فيه الروح إلى عالم آخر، من دار الممر وهي الدنيا، إلى دار المقر وهي الآخرة. وفي المرويات عن أهل البيت(ع): "
لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال: ...حتى يكون الموت أحبّ إليه من الحياة".
ولكنّ السؤال يبقى: لماذا يخاف الإنسان من الموت والمصير المحتوم؟ قد يكون الخوف شعوراً طبيعياً، لأن المرء يخشى من أشياء وأمور مركّبة في ذهنه عن هذا العالم، ولأنه لم يجرّبه من قبل، لذا ما يخفى عليه يظلّ مقلقاً أكثر، وخصوصاً إذا استغرق في شهواته وغرائزه، وقلّ لديه حبّ الخير وفعله، مع أنَّ التفكير في الموت وذكره على الدوام عند كلّ المفاصل والمواقف، لا بدَّ من أن يشكّل حافزاً ودافعاً لبني آدم لتثبيت الإيمان في نفسه، والإعداد الكافي لعالم الآخرة، والتَّسليم لله تعالى في كل شيء.
والمؤمن الحقّ يعتبر الموت راحة له وانفتاحاً خالصاً على عالم الآخرة، حيث رحمة الله ورضوانه ونعيمه الذي يغدقه على عباده المخلصين، وهذا كلّه يحفّزه على العمل الدائم والسَّعي الدّؤوب من أجل إعمار دنياه بالخير والعطاء والمحبة، والإنتاج الحي والفاعل، وإعمار الآخرة بالصالحات، ليحصل على ما يستحق من أجر وثواب ومرضاة.
لذلك، فذكر الموت ليس دافعاً للشّعور بالتقهقر الروحي والتراجع النفسي والمعنوي، بقدر ما يشكّل عند المؤمن حافزاً للانتصار على الأنانيات والغرائز والمصالح، وتهذيباً للروح، وتزكيةً للقلب والعقل عندما يتيقَّن برحمة الله ورضوانه.
وذكر الموت يُبعد عن الغفلة؛ غفلة العقل وغفلة الضَّمير والقلب، ويأخذ بيد الإنسان للتيقّظ والتنبّه والاستعداد الكافي لملاقاة مصيره بكلّ ثقةٍ واطمئنان، وهو ما يدفعه إلى النشاط الدائم والمتزايد، ويجعل من الآخرة شيئاً حياً وحاضراً في الوجدان كلّ آن، وقد ورد عن الرسول الأكرم(ص): "أكثروا ذكر الموت، فإنّه يمحِّص الذنوب ويزهد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم".
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(ع): "إنَّ الموت هادم لذّاتكم، ومكدّر شهواتكم، ومباعد طياتكم، زائرٌ غير محبوب، وقرن غير مرغوب، وواتر غير مطلوب، قد أعلقتكم حبائله، فيوشك أن تغشاكم دواجي ظلله، واحتدام علله".
والحذر كلّ الحذر من الركون إلى الدنيا، والخلود إلى نعيمها الزائل، وطوبى للمؤمن الذاكر للموت على الدوام، العالم الكادح، يذكر هادم اللذات وهو على بصيرة من أمره، واعٍ لما يترتب عليه من مسؤوليات، وما أفضل هذه الأوقات ونحن في زمن الصوم المبارك، زمن ذكر الله وذكر الآخرة، علّنا تخشع قلوبنا وتلين وتطمئن على الدوام {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب} [الرعد:28]!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
مصير الإنسان هو الفناء، ولكنَّه فناء جسدي تنتقل فيه الروح إلى عالم آخر، من دار الممر وهي الدنيا، إلى دار المقر وهي الآخرة. وفي المرويات عن أهل البيت(ع): "لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال: ...حتى يكون الموت أحبّ إليه من الحياة".
ولكنّ السؤال يبقى: لماذا يخاف الإنسان من الموت والمصير المحتوم؟ قد يكون الخوف شعوراً طبيعياً، لأن المرء يخشى من أشياء وأمور مركّبة في ذهنه عن هذا العالم، ولأنه لم يجرّبه من قبل، لذا ما يخفى عليه يظلّ مقلقاً أكثر، وخصوصاً إذا استغرق في شهواته وغرائزه، وقلّ لديه حبّ الخير وفعله، مع أنَّ التفكير في الموت وذكره على الدوام عند كلّ المفاصل والمواقف، لا بدَّ من أن يشكّل حافزاً ودافعاً لبني آدم لتثبيت الإيمان في نفسه، والإعداد الكافي لعالم الآخرة، والتَّسليم لله تعالى في كل شيء.
والمؤمن الحقّ يعتبر الموت راحة له وانفتاحاً خالصاً على عالم الآخرة، حيث رحمة الله ورضوانه ونعيمه الذي يغدقه على عباده المخلصين، وهذا كلّه يحفّزه على العمل الدائم والسَّعي الدّؤوب من أجل إعمار دنياه بالخير والعطاء والمحبة، والإنتاج الحي والفاعل، وإعمار الآخرة بالصالحات، ليحصل على ما يستحق من أجر وثواب ومرضاة.
لذلك، فذكر الموت ليس دافعاً للشّعور بالتقهقر الروحي والتراجع النفسي والمعنوي، بقدر ما يشكّل عند المؤمن حافزاً للانتصار على الأنانيات والغرائز والمصالح، وتهذيباً للروح، وتزكيةً للقلب والعقل عندما يتيقَّن برحمة الله ورضوانه.
وذكر الموت يُبعد عن الغفلة؛ غفلة العقل وغفلة الضَّمير والقلب، ويأخذ بيد الإنسان للتيقّظ والتنبّه والاستعداد الكافي لملاقاة مصيره بكلّ ثقةٍ واطمئنان، وهو ما يدفعه إلى النشاط الدائم والمتزايد، ويجعل من الآخرة شيئاً حياً وحاضراً في الوجدان كلّ آن، وقد ورد عن الرسول الأكرم(ص): "أكثروا ذكر الموت، فإنّه يمحِّص الذنوب ويزهد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم".
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(ع): "إنَّ الموت هادم لذّاتكم، ومكدّر شهواتكم، ومباعد طياتكم، زائرٌ غير محبوب، وقرن غير مرغوب، وواتر غير مطلوب، قد أعلقتكم حبائله، فيوشك أن تغشاكم دواجي ظلله، واحتدام علله".
والحذر كلّ الحذر من الركون إلى الدنيا، والخلود إلى نعيمها الزائل، وطوبى للمؤمن الذاكر للموت على الدوام، العالم الكادح، يذكر هادم اللذات وهو على بصيرة من أمره، واعٍ لما يترتب عليه من مسؤوليات، وما أفضل هذه الأوقات ونحن في زمن الصوم المبارك، زمن ذكر الله وذكر الآخرة، علّنا تخشع قلوبنا وتلين وتطمئن على الدوام {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب} [الرعد:28]!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .