قلب الإنسان مرتع الشّعور، ومركز العواطف، فهو قطب الرّحى في تمييز المؤمن الصّالح من غيره، وفي تمييز الحقّ من الباطل، تبعاً لما يوجِّهه المرء، ويربّيه عليه، ولقد ورد ذكر القلب في القرآن الكريم في العديد من الشّواهد، من ذلك قوله تعالى: {
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}[البقرة: 6-7].
فلقد ذكر الله تعالى الختم على القلوب عندما يسيطر عليها الكفر، فيغلقها عن رؤية الحقّ واتِّباعه، ويبعدها عن حقيقة الإيمان، فمجرّد إغلاق القلب يعني العقوبة الإلهيّة له، بحرمانه ـ القلب ـ من الشّعور الصّافي والصّادق لروح الشّريعة، ما يعني في الوقت عينه، أنّ القلب في غاية الأهميّة، عندما تجعله مساحةً للشّعور المنفتح على وحي الرّسالة وعمق الإيمان، عندما يحيا العاطفة الصّادقة تجاه الحقّ والعدل والصّدق وغير ذلك، فيصبح أرضاً خصبةً صالحة زكيّة تنتج الخير للمجتمع كلّه.
ويقول تعالى في موضع آخر: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[البقرة: 10]. فالقلب مكان للأمراض النفسيّة والرّوحيّة، عندما يجعله المرء مكاناً خصباً للنّفاق والحقد والحسد والضّغينة ولا يبادر إلى علاجه، فتستفحل فيه الأمراض، وهو ما يدفع بصاحبه إلى مزيد من التأزّم الذاتيّ الّذي ينعكس خطراً على البنيان الاجتماعي ككلّ، فالإنسان الواعي هو الّذي لا يترك المرض يتسلّل إلى قلبه، بل يعمد إلى تحصينه وتنقيته من كلّ الشّوائب والعلل، فهو صاحب إرادة قويّة مدركة.
ويقول تعالى أيضاً: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}[آل عمران: 7].
هذه القلوب عندما استغرقت في حبِّ الشَّهوات والأطماع، وسارت في دائرة الخبث، ونسج الدّسائس والفتن، عاشت قمّة الضّياع والتشتّت الشعوريّ، والارتباك الّذي أسقطها في دائرة الضَّياع وفقدان التَّوازن المطلوب في بحثها عن الحقّ وعناوينه، وفي ذلك، تقود هذه القلوب التّائهة أصحابها نحو الهلاك المحتوم، والخسران المبين، في عدم سيرها في خطّ الفكر المستقيم، والتحرّك من خلال الحقيقة الإيمانيّة الإنسانيّة الصّافية في التقرّب من مواقع رضى الله تعالى ورحمته.
إنَّ مرض القلوب يجعل النّفوس متآكلةً من الداخل، تعيش الحقد والعداوة والبغضاء، وتزداد في خبثها وقذارتها الروحيّة والشعوريّة، فتنحرف كلّياً عن الفطرة الصّافية الّتي أودعها الله في قلوب عباده المخلصين المؤمنين.
كما أنّ التعلّق بزخارف الدّنيا ومباهجها، يفسد القلوب، ويبعدها عن تذكّر الآخرة والمصير، والتوسّل إلى الله تعالى عبر التّوبة والدعاء، فنقرأ في دعاء الإمام زين العابدين(ع): "إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلّتي، وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي".
إنَّ علينا كمجتمعٍ إيمانيّ رساليّ أن نكون أصحاب القلوب النّظيفة الصّافية الّتي تملأها الحياة المفعمة بكلّ معاني الخير والمحبّة والتّسامح والعطاء، وأن نكون أصحاب القلوب الصّحيحة الخالية من كلّ الأمراض الّتي تبعدنا عن أصالة قيمنا وروح ديننا. فهل ينبئ الواقع بهذا؟
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .
قلب الإنسان مرتع الشّعور، ومركز العواطف، فهو قطب الرّحى في تمييز المؤمن الصّالح من غيره، وفي تمييز الحقّ من الباطل، تبعاً لما يوجِّهه المرء، ويربّيه عليه، ولقد ورد ذكر القلب في القرآن الكريم في العديد من الشّواهد، من ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}[البقرة: 6-7].
فلقد ذكر الله تعالى الختم على القلوب عندما يسيطر عليها الكفر، فيغلقها عن رؤية الحقّ واتِّباعه، ويبعدها عن حقيقة الإيمان، فمجرّد إغلاق القلب يعني العقوبة الإلهيّة له، بحرمانه ـ القلب ـ من الشّعور الصّافي والصّادق لروح الشّريعة، ما يعني في الوقت عينه، أنّ القلب في غاية الأهميّة، عندما تجعله مساحةً للشّعور المنفتح على وحي الرّسالة وعمق الإيمان، عندما يحيا العاطفة الصّادقة تجاه الحقّ والعدل والصّدق وغير ذلك، فيصبح أرضاً خصبةً صالحة زكيّة تنتج الخير للمجتمع كلّه.
ويقول تعالى في موضع آخر: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}[البقرة: 10]. فالقلب مكان للأمراض النفسيّة والرّوحيّة، عندما يجعله المرء مكاناً خصباً للنّفاق والحقد والحسد والضّغينة ولا يبادر إلى علاجه، فتستفحل فيه الأمراض، وهو ما يدفع بصاحبه إلى مزيد من التأزّم الذاتيّ الّذي ينعكس خطراً على البنيان الاجتماعي ككلّ، فالإنسان الواعي هو الّذي لا يترك المرض يتسلّل إلى قلبه، بل يعمد إلى تحصينه وتنقيته من كلّ الشّوائب والعلل، فهو صاحب إرادة قويّة مدركة.
ويقول تعالى أيضاً: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}[آل عمران: 7].
هذه القلوب عندما استغرقت في حبِّ الشَّهوات والأطماع، وسارت في دائرة الخبث، ونسج الدّسائس والفتن، عاشت قمّة الضّياع والتشتّت الشعوريّ، والارتباك الّذي أسقطها في دائرة الضَّياع وفقدان التَّوازن المطلوب في بحثها عن الحقّ وعناوينه، وفي ذلك، تقود هذه القلوب التّائهة أصحابها نحو الهلاك المحتوم، والخسران المبين، في عدم سيرها في خطّ الفكر المستقيم، والتحرّك من خلال الحقيقة الإيمانيّة الإنسانيّة الصّافية في التقرّب من مواقع رضى الله تعالى ورحمته.
إنَّ مرض القلوب يجعل النّفوس متآكلةً من الداخل، تعيش الحقد والعداوة والبغضاء، وتزداد في خبثها وقذارتها الروحيّة والشعوريّة، فتنحرف كلّياً عن الفطرة الصّافية الّتي أودعها الله في قلوب عباده المخلصين المؤمنين.
كما أنّ التعلّق بزخارف الدّنيا ومباهجها، يفسد القلوب، ويبعدها عن تذكّر الآخرة والمصير، والتوسّل إلى الله تعالى عبر التّوبة والدعاء، فنقرأ في دعاء الإمام زين العابدين(ع): "إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلّتي، وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي".
إنَّ علينا كمجتمعٍ إيمانيّ رساليّ أن نكون أصحاب القلوب النّظيفة الصّافية الّتي تملأها الحياة المفعمة بكلّ معاني الخير والمحبّة والتّسامح والعطاء، وأن نكون أصحاب القلوب الصّحيحة الخالية من كلّ الأمراض الّتي تبعدنا عن أصالة قيمنا وروح ديننا. فهل ينبئ الواقع بهذا؟
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .