في ذكرى الغدير: لنعملْ على أن ينفتحَ العالمُ كلُّه على عليٍّ (ع)

في ذكرى الغدير: لنعملْ على أن ينفتحَ العالمُ كلُّه على عليٍّ (ع)

إنّ يوم الغدير ليس مجرّد مناسبة تقليدية، نستهلكها كما يستهلك الناس ما اعتادوا عليه من تقاليد، بل إنَّ هذا اليوم يمثِّل الموقع الذي يمثِّله عليّ (ع)؛ القمة في الفكر، والقمة في الروح، والقمة في وعي الحياة كلها، بكلّ مفرداتها وأوضاعها.

فقد كان الإمام عليّ (ع) فكراً ينفتح على فقه العقيدة، وفقه الشريعة، وفقه المنهج، وفقه الإدارة، وفقه الحرب والسِّلم، وفقه الحياة. كان (ع) الإنسان الذي لم يفهمه عصره، بل كان الغريب في عصره، وكان (ع) يقول: "إنَّ ها هنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حَمَلة"1. وكان الإنسان الذي أخلص للإسلام كلّه، وهو القائل: "فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أنْ أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم الِّتي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السَّراب، أو كما يتقشّع السحاب"2، والقائل: "لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلَّا عليّ خاصَّة"3.

إنَّ الإمام عليّاً (ع) عاش عقل الرسول (ص) وروحه منذ طفولته الأولى، حتى اندمج عقله بعقله، وذابت روحه في روحه، وتحركت حياته في كلّ خطوط حياته، فكان رسولَ الله في الإسلام كله، وكما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد سئل: لماذا قدّمت عليّاً؟ قال: "احتياج الكلّ إليه، واستغناؤه عن الكلّ، دليلٌ على أنه إمام الكلّ".

ولذلك، فإنَّ علينا - عندما يقبل علينا الغدير - أن نعتبره غدير المعرفة، وغدير الروح، وغدير الحركة في الحياة الَّتي تتجدَّد وتجدِّد الحياة من حولها، حتى نستطيع أن نفتح العالم كلّه على الإمام عليّ (ع)، كما انفتح الإمام (ع) على الزمن كلّه. فالإمام (ع) ليس ابن زمنه، لأننا عندما ندرسه وندرس كلّ كلماته، نجد أنه يعالج مشكلاتنا في أكثر من جانب، كما كان يعالج مشكلات عصره؛ لأنّ في مشاكل الحياة ما ينفتح على كلِّ عصر، لأنها ليست منطلقة من خصوصيات الزمن، بل من خصوصيات الحياة، والإمام عليّ (ع) كان إمام الحياة.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 13.

[1]شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج18، ص 346.

[2]نهج البلاغة، خطبه (ع)، ج3، ص 119

[3]شرح نهج البلاغة، ج6، ص 166.

إنّ يوم الغدير ليس مجرّد مناسبة تقليدية، نستهلكها كما يستهلك الناس ما اعتادوا عليه من تقاليد، بل إنَّ هذا اليوم يمثِّل الموقع الذي يمثِّله عليّ (ع)؛ القمة في الفكر، والقمة في الروح، والقمة في وعي الحياة كلها، بكلّ مفرداتها وأوضاعها.

فقد كان الإمام عليّ (ع) فكراً ينفتح على فقه العقيدة، وفقه الشريعة، وفقه المنهج، وفقه الإدارة، وفقه الحرب والسِّلم، وفقه الحياة. كان (ع) الإنسان الذي لم يفهمه عصره، بل كان الغريب في عصره، وكان (ع) يقول: "إنَّ ها هنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حَمَلة"1. وكان الإنسان الذي أخلص للإسلام كلّه، وهو القائل: "فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أنْ أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوت ولايتكم الِّتي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السَّراب، أو كما يتقشّع السحاب"2، والقائل: "لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلَّا عليّ خاصَّة"3.

إنَّ الإمام عليّاً (ع) عاش عقل الرسول (ص) وروحه منذ طفولته الأولى، حتى اندمج عقله بعقله، وذابت روحه في روحه، وتحركت حياته في كلّ خطوط حياته، فكان رسولَ الله في الإسلام كله، وكما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد سئل: لماذا قدّمت عليّاً؟ قال: "احتياج الكلّ إليه، واستغناؤه عن الكلّ، دليلٌ على أنه إمام الكلّ".

ولذلك، فإنَّ علينا - عندما يقبل علينا الغدير - أن نعتبره غدير المعرفة، وغدير الروح، وغدير الحركة في الحياة الَّتي تتجدَّد وتجدِّد الحياة من حولها، حتى نستطيع أن نفتح العالم كلّه على الإمام عليّ (ع)، كما انفتح الإمام (ع) على الزمن كلّه. فالإمام (ع) ليس ابن زمنه، لأننا عندما ندرسه وندرس كلّ كلماته، نجد أنه يعالج مشكلاتنا في أكثر من جانب، كما كان يعالج مشكلات عصره؛ لأنّ في مشاكل الحياة ما ينفتح على كلِّ عصر، لأنها ليست منطلقة من خصوصيات الزمن، بل من خصوصيات الحياة، والإمام عليّ (ع) كان إمام الحياة.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 13.

[1]شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج18، ص 346.

[2]نهج البلاغة، خطبه (ع)، ج3، ص 119

[3]شرح نهج البلاغة، ج6، ص 166.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير