معنى القصر والتمام
قد سبق القول إنَّ الفرائض اليومية مؤلفة في مجموعها من سبع عشرة ركعة، وهي إنما تكون كذلك للحاضر المتواجد في وطنه، ولمن في حكمه كناوي الإقامة عشرة أيام فصاعداً في غير وطنه، أمّا المسافر الذي قطع المسافة الشرعية فإنَّ عدد ركعات الفرائض اليومية يصبح إحدى عشرة ركعة، إذ تصير كلّ صلاة مؤلفة من أربع ركعات ركعتين، وهي الظهر والعصر والعشاء، وتبقى الصبح والمغرب على حالهما.
وتسمى صلاة الحاضر بالتامة، والتكليف بإيقاعها أربع ركعات يسمى بـ (التمام)، فإذا سافر نقص العدد ركعتين وتسمى (صلاة القصر)، والقصر معناه ترك جزء من الشيء، كما في قصر الثوب والشعر، بمعنى أخذ شيء منهما.
هذا ولا يقتصر أثر السفر على عدد ركعات الفرائض اليومية بل إنه يؤثر في النوافل المترتبة على هذه الفرائض فتسقط النوافل النهارية، وهي نافلة الظهر والعصر، ولا تسقط نافلة المغرب وصلاة الليل ونافلة الفجر، أمّا نافلة العشاء وهي الوُتَيْرة فتسقط ـ أيضاً ـ ولكن لا بأس بالإتيان بها برجاء كونها مطلوبة.