استقبل وفداً من حركة حماس، واتّصل بمشعل معزّياً فضل الله: ما يواجهه الفلسطينيّون أخطر بكثير ممّا واجهوه أيّام اغتصاب فلسطين، والمسألة تحتاج إلى خطّة جهاديّة إعلاميّة سياسيّة |
أكّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ التّحديات التي يواجهها الفلسطينيون في هذه المرحلة، هي أخطر بكثيرٍ ممّا واجهوه منذ اغتصاب فلسطين، ملاحظاً تركيز المحاور الدولية على تعيين الوقت لمهرجان جماعيّ تُشيَّع فيه القضية الفلسطينيّة إلى المثوى الأخير، وأشار إلى تنسيقٍ أميركيٍّ إسرائيليٍّ أمنيٍّ لإحداث تغييرات أمنيّة داخل الضفّة الغربيّة، وإيجاد ضغوطٍ جديدةٍ لملاحقة الفلسطينيّين، داعياً إلى تفعيل المقاومة داخل فلسطين المحتلّة، والعمل لإعطاء القضيّة مزيداً من الامتداد في الشّارع العربيّ، والقيام بحملةٍ إعلاميّةٍ سياسيّةٍ للتّذكير بقضيّة فلسطين.
استقبل سماحته وفداً من حركة "حماس"، ضمّ المسؤول السياسيّ للحركة في لبنان، علي بركة، ومسؤول العلاقات اللّبنانيّة رأفت مرّة، وعضو القيادة السياسيّة "أبو العبد مشهور"، وقدّم الوفد إلى سماحته التّهنئة بحلول شهر رمضان المبارك، والتّعازي بوفاة ابن خالته رئيس المجلس الإسلاميّ الأعلى العراقي، السيّد عبد العزيز الحكيم، وجرى في خلال اللّقاء بحثٌ في الوضع الفلسطيني داخل فلسطين المحتلّة، والحصار المتواصل لقطاع غزّة، وآفاق الحوار الفلسطينيّ الدّاخليّ، والتحديات التي تواجهها القضيّة الفلسطينية على مختلف المستويات.
وأكّد سماحة السيد فضل الله، أنّ التحديات التي يُواجهها الفلسطينيّون في هذه المرحلة هي من أخطر ما واجهوه منذ اغتصاب فلسطين، ملاحظاً أنّ تركيز المحاور الدولية هو على إشراك أكبر عددٍ ممكنٍ من الدول العربية والإسلامية في المهرجان الجماعيّ الذي يُراد في خلاله تشييع القضية الفلسطينية إلى مثواها الأخير.
ولاحظ سماحته أنّ التطورات الأخيرة التي واكبها مؤتمر حركة فتح، وسار في الخط الموازي لها، أريد لها أن تفتح ثغرةً في الجدار الفلسطيني الداخلي ينفذ من خلاله الوسطاء الدّوليّون لدفع الفلسطينيين إلى التّسليم بمنطق المفاوضات كسبيلٍ وحيدٍ في التّعاطي مع قضيّة التّحرير، ومن ثم إقناع العرب بالانضمام إلى هذا الخطّ من بوّابة التطبيع التي ستكون المنطلق لممارسة أكبر الضغوط على المفاوض الفلسطيني في الأيام القادمة.
ورأى أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة عملت بالتنسيق مع كيان العدوّ لإحداث تغييراتٍ خطيرةٍ داخل الضفّة الغربيّة، ينخرط ـ من خلالها ـ الأمن الفلسطيني في الوجهة التي حدّدها العدوّ لحماية أمنه الاحتلالي والاستيطاني على حساب الأمن الفلسطينيّ كلّه، وتنطلق فيها الحركة الأمنيّة الفلسطينيّة لخدمة الأهداف التي رسمها الأميركيّون في حركتهم السياسية في المنطقة، الأمر الذي انعكس مزيداً من التعقيد في العلاقات الفلسطينية الداخلية، وجعل الحوار الفلسطيني الداخلي يتأرجح ويهتزّ وفقاً للشروط التي حددها العدو على الصعيدين الأمني والسياسي.
وأكّد سماحته أنّ المسؤولية تقع على عاتق الفصائل الفلسطينية المجاهدة والمقاومة للانطلاق في خطّين: تفعيل المقاومة داخل فلسطين المحتلّة من خلال دراسةٍ عميقةٍ تأخذ المعطيات الميدانية والسياسية بالاعتبار، والعمل لإعطاء القضيّة مزيداً من الامتداد في الشّارع العربي والإسلامي الذي أريد له أن ينشغل بشؤونه الخاصّة ويتناسى القضية الفلسطينية.
ودعا سماحته إلى القيام بحملةٍ إعلاميةٍ سياسيةٍ تشترك فيها كلّ الحركات الوطنية والعروبية والإسلامية للتّذكير بالأخطار المحدقة بالقضيّة الفلسطينيّة، ولنصرة القدس والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني داخل القدس وفلسطين العام 1948 وفي الضفة الغربية التي أوشكت أن تصبح سجناً داخلياً للفلسطينيين بفعل إجراءات العدوّ وممارساته، وبؤره الاستيطانية الزاحفة إليها من جميع الاتجاهات.
كما شدّد سماحته على حماية الحقوق المدنية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان، مشيراً إلى أن ذلك لا يتنافى مع الموقف الحاسم في رفض التوطين، والذي ينبغي أن يعمل الجميع في لبنان، بالتنسيق مع الفلسطينيين المتواجدين على أراضيه، لإيجاد نوعٍ من التفاهم حول كيفية صيانة الحقوق المدنية للفلسطينيين في المخيّمات وخارجها، إلى جانب التداعي على المستوى الرسمي والشّعبي لرفض التوطين وكلّ المشاريع الساعية للتضييق على الفلسطينيين وتخييرهم بين التوطين والترحيل مجدّداًَ بعيداً عن أرضهم وقدس أقداسهم.
وكان سماحة السيّد فضل الله اتّصل برئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس، خالد مشعل، معزّياً بوفاة والده.
|