دعا للاحتفال بالسنة الهجرية وبعاشوراء إسلاميّاً ووحدويّاً فضل الله يحذّر من الحديث الأميركيّ عن حربٍ سنّية ـ شيعيّة ويؤكّد أنّه يمثّل رغباتٍ يُراد لها أن تتحوّل إلى مخطّطات |
رأى العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، خطورةً متصاعدةً في الحديث الأميركيّ والإسرائيليّ، وحتى العربيّ، عن سلاح المقاومة، ولكنّه اعتبر أنّ ثمة ملفّاً يفوق هذه الأحاديث خطورةً، يتمثّل في السّعي الحثيث لتحريك الفتنة المذهبيّة مجدّداً في الواقع الإسلاميّ، لتمتدّ إلى مواقع ومناطق جديدة خارج نطاق المناطق الحارّة التي تشهد عنفاً سياسيّاً وأمنيّاً.
وحذّر من الحديث الأميركيّ عن حرب سنيّة ـ شيعيّة، مؤكّداً أنّ ذلك يمثّل رغباتٍ يُراد وضع الآليّة العمليّة لها لتتحوّل إلى مخطّطات لها أتباعها ومحرّكوها. ودعا إلى الاحتفال إسلاميّاً ووحدويّاً بالسنة الهجرية الجديدة وبعاشوراء.
وجاء في بيان سماحته لمناسبة عاشوراء: إنّنا نريد لعاشوراء أن تنفتح على التّاريخ الإسلاميّ، لتكون حركة إحيائها جزءاً من حركة إحياء النّهضة الإسلاميّة التي انطلقت من محطّة الهجرة النبويّة الشّريفة وغيرها من المحطّات، بحيث تكون هذه المحطّات والمناسبات انطلاقةً جديدةً لتركيز الإسلام وتعميق الوحدة الإسلاميّة على امتداد العالم الإسلاميّ، حتّى يحتفل المسلمون جميعاً بعاشوراء وبالهجرة النبويّة الشّريفة كمحطّتين أساسيّتين لتأصيل حركة الإسلام في الواقع، وحماية هذه الحركة على مستوى المستقبل.
إنّ علينا كمسلمين أن نتنبّه إلى ما يُحاك ضدّنا في أرضنا، وما يُحاك ضدّ الإسلام في العالم، لأنّ طغاة العالم ومستكبريه يخطّطون لمذابح كبرى تطاول المسلمين في بلادهم، لتسيل الدّماء كما سالت في عاشوراء، ولتتكرّر مأساة غزّة وغيرها من المآسي، في نطاق سعيٍ مستمرّ لحصار مواقع الممانعة والمقاومة في العالم الإسلاميّ... ولذلك، نرى الحديث الأميركيّ والإسرائيليّ، وحتى العربي ـ في بعض نماذجه ـ يتوالى عن سلاح المقاومة، وعن التّهديد الاستراتيجيّ الذي يشكّله هذا السّلاح على الكيان الصهيونيّ، من دون أن يتحدّث أحد عن المخاطر الكبرى المتمثّلة بالسّلاح النوويّ الإسرائيليّ، وبترسانات الأسلحة الأميركيّة التي تصل تباعاً إلى كيان العدو...
إنّنا، وعلى الرّغم من استشعارنا لهذه الأخطار، ولما يحيكه العدوّ ضدّ لبنان والمنطقة، نرى أنّ ثمة ملفّاً يفوق كلّ هذه الأمور، ويتمثّل في السعي الحثيث لتحريك الفتنة المذهبيّة مجدّداً في الواقع الإسلامي، والمراهنة على أن تكون شاملةً، وأن تمتدّ إلى مواقع جديدة خارج نطاق المناطق الحارّة التي تشهد عنفاً سياسياً وأمنياً.
إنّنا عندما نقرأ تصريحاً هنا أو هناك لمسؤول أميركيّ يتحدّث عن حرب سنيّة ـ شيعيّة، ويشير بالأرقام إلى البلدان الّتي يمكن أن تنطلق فيها شرارة هذه الحرب المزعومة، وإلى نقاط التوتّر المذهبيّ المفتعلة، والّتي تتغذّى من عناوين سياسيّة حرّكتها محاور دوليّة وجهات معروفة، ندرك أنّ القوم يتحدّثون عن رغباتٍ يسعون لوضع الآليّات العمليّة لها، لتتحوّل إلى مخطّطاتٍ لها أتباعها ومحرّكوها، وليتنفّس الكيان الصّهيونيّ الصّعداء على وقع هذه الفتن، وهو الّذي يتوجّس خيفةً ويتحدّث عن هواجسه وقلقه جرّاء "التّنسيق غير المسبوق" بين من يصفهم بـ"عناصر المحور الراديكاليّ"، ويعني بهم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين ومواقع الممانعة في المنطقة.
إنّنا في الوقت الّذي نعرف أنّ الأرض لن تكون مفروشةً بالورود لمشروع الفتنة هذا، وخصوصاً أنّ الأمّة بدأت تتنبّه إلى من يحرّكونه، وتعرف أنّ العدوّ هو الّذي يختفي خلفهم، إلا أنّنا نؤكّد على القوى الحيّة في الأمّة، ضرورة العمل الجادّ، وعلى جميع المستويات، لحماية الوحدة الإسلاميّة، ومن بينها السّعي لحماية عاشوراء من كلّ خطط الجهل والغلوّ، لتكون موسماً إسلاميّاً وحدويّاً يجتمع فيه المسلمون بكافّة مذاهبهم وفئاتهم، لإعلان التمسّك بإسلامهم ووحدتهم، والتصدّي لكلّ محاولات زرع الفتنة فيما بينهم، أو تشويه صورة الدّين الحنيف الّتي تروّج لها وسائل إعلام مغرضة ومعادية، أو وسائل داخليّة متخلّفة.
|