حذّر من وجود ممثلين للأمم المتحدة يحملون في جعبتهم "أجندة" إسرائيلية فضل الله: مصداقية "بان كي مون" على المحك وعليه ملاحقة إسرائيل في شبكاتها التجسسية والاغتيالات في لبنان |
حذّر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، من أن بعض ممثلي الأمم المتحدة يمارسون دوراً تحريضياً في ملفات تتصل بالعلاقات العربية ـ العربية، والعربية الإسلامية، ويدخلون على خط الأزمة بين مصر وحزب الله لإثارة هذا الملف، وإضافة عناصر تحريضية جديدة له، في الوقت الذي يتحرك أكثر من طرف لتبريده.
واتهم سماحته بعض الذين يتسلّمون ملفات حسّاسة في الأمم المتحدة بأنهم يحملون "أجندة" إسرائيلية في جعبتهم الدولية، وأنهم يعملون لتنفيذ الخطط الإسرائيلية التي تدعو العرب للتعامل مع إيران كعدوّ مقابل الانفتاح على إسرائيل وفتح قناة التواصل المباشر وغير المباشر معها لتبييض صفحة حكومتها اليمينية.
وشدد سماحته على أن مصداقية الأمين العام للأمم المتحدة باتت على المحك، داعياً إياه للتحقيق مع العدو في اختراقه لسيادة الدول العربية، وخصوصاً السودان وسوريا، وملاحقته في ملف الشبكات الإسرائيلية التجسسية التي تعمل لتعريض الأمن اللبناني كلّه للخطر.
أدلى سماحته بتصريح تناول فيه الدخول الأميركي على خط الأمم المتحدة، وبروز ممثلين للمنظمة الدولية يعملون لتنفيذ "أجندة" إسرائيلية.. وجاء في تصريحه:
إن أمريكا الإسرائيلية لا تزال على حالها، مع إضافة جرعة جديدة فيما هو الخطاب السياسي الذي يستهدف إعادة الثقة العالمية بها، وإعادة ثقة العرب والمسلمين بها على وجه الخصوص، وأنها لا تزال تتطلّع إلى تكريس زعامتها الإمبراطورية على العالم وإن كان الثمن يتمثل بسحق شعوب بأكملها، وإسقاط منظومة حقوق الإنسان كلّها، وتدمير السلام العالمي على مذبح مصالحها ومصالح إسرائيل، ولذلك فإننا نريد للبنانيين ألا ينخدعوا بالوعود التي سمعوها من وزيرة الخارجية الأميركية، والتي حاولت أن تزرع بذور الشقاق والخلاف بين اللبنانيين، لتدخل على خط الانتخابات بطريقة استفزازية أوحت بأن الإدارة الجديدة لا تريد أن تنفض يدها تماماً من تبعات الإدارة السابقة، وأنها لا تنوي أن ترفع يدها عن لبنان، تحت عنوان عدم المقايضة أو ما إلى ذلك.
وقال: علينا أن ندقق في حجم التدخل الأميركي في عدد من الخطوات السياسية التي انطلقت بها الأمم المتحدة مؤخراً، وخصوصاً في دخول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في مراقبة القرار 1559 "تيري رود لارسن" على خط الأزمة بين مصر وحزب الله، وسعيه لإحياء هذا الملف عبر إثارته من جديد وإضافة عناصر سياسية تحريضية جديدة فيه بحجة أن المسألة تمثل "ظاهرة خطيرة"، في الوقت الذي تحرك أكثر من طرف لتبريد هذا الملف وحلحلته، ودفعه نحو برّ الأمان، ولذلك فنحن لا نشعر بارتياح حيال التعقيدات السياسية التي أريد إقحامها في هذه المسألة بعد زيارة "لارسن" إلى مصر.
أضاف: إننا نرى أن بعض الذين يتسلّمون ملفات حسّاسة في الأمم المتحدة لا يعملون لحساب المنظمة الدولية، ولا يلتزمون ميثاقها الذي ينص على أن وظيفتها الأساسية تتمثل في فرض السلم والأمن الدوليين، لا بل يعملون على استخدام أسلوب التحريض بين الدول والجماعات المختلفة بدلاً من السعي لتقريب وجهات النظر وحلحلة الأمور، وقد لاحظنا أن هؤلاء ينشطون على خط العلاقات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإسلامية، لتعقيدها، وزيادة التوتر لمنع هذا الملف من العبور إلى بر الأمان، وخصوصاً أن المرحلة السياسية التي تحمل عنوان الحوار تتيح أكثر من فرصة لذلك، ولكن هؤلاء سارعوا لزرع الألغام في هذا الطريق خدمة لأطراف دولية وإقليمية معروفة.
تابع: إننا نحذّر من الدور التحريضي الذي يتحرك به بعض ممثلي الأمم المتحدة، والذي يصب مباشرة في خدمة العدو الإسرائيلي، ويسعى لإخراج هذا الكيان من مأزقه الراهن الذي تصاعد مع تشكيل الحكومة اليمينية... وقد كان لافتاً أن هؤلاء يحملون "أجندة" إسرائيلية في جعبتهم الدولية، ويعملون لتعقيد علاقات الدول العربية مع إيران، وحتى الدخول على خط العلاقة التي يمكن ترميمها بين هذه الدولة العربية وتلك، بما يؤكد بأن الخطة التي يتحرك فيها هؤلاء هي نفسها التي رسمتها الإدارة الأمريكية، وعملت عليها إسرائيل، وتقضي باستكمال الهجوم على إيران لينظر إليها العرب كعدوّ، وبمواصلة الانفتاح العربي على إسرائيل، وفتح قنوات التواصل المباشر أو غير المباشر معها لتبييض صفحة حكومتها اليمينية على حساب مصالح الفلسطينيين والشعب الفلسطيني، ولعل من اللافت أن يبادر رئيس عربي للاتصال برئيس وزراء العدو لتهنئته بذكرى قيام هذا الكيان العنصري على أرض العرب والمسلمين، وبعد طرد الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقال: إننا نسأل هؤلاء الذين يدّعون تمثيل الأمم المتحدة، إذا كانت مسألة سيادة الدول تهمهم إلى هذا الحد فلماذا لا تأخذهم الغيرة للدفاع عن سيادة السودان التي انتهكتها الطائرات الإسرائيلية أكثر من مرة، فقصفت أهدافاً وقتلت وجرحت العشرات في بورسودان وفي مياهه الإقليمية، أو للدفاع عن سيادة سوريا التي انتهكتها طائرات العدو تارة في "دير الزور"، والطائرات الأميركية تارة أخرى في منطقة الـ"بوكمال"... أما لبنان الذي تعتدي عليه إسرائيل يومياً بالطلعات الجوية والاستطلاعية، والذي تتحرك فيه الشبكات الاستخبارية الإسرائيلية داخل مؤسسات الدولة وخارجها بما يعرّض أمن لبنان كله للخطر، فلم تتحرك الأمم المتحدة لمساءلة العدوّ حول هذا الخرق المتواصل لسيادته على جميع المستويات؟!
وخلص الى القول: إننا نعتقد أن مصداقية الأمين العام للأمم المتحدة باتت على المحك، سواء لجهة توجيه مبعوثيه في أن يوازنوا حركتهم لما تقتضيه سيادة الدول وحفظ حقوق الشعوب، أو لجهة ملاحقة كيان العدو ومساءلته، سواء في الملفات اللبنانية الداخلية المتعددة ومنها ملف الاغتيالات وملف تعقيد العلاقات اللبنانية الداخلية التي اعترف مسؤول "الشاباك" السابق بدخول العدو على خطها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لأنه (الأمين العام) إذا كان معنياً بتصحيح صورة المنظمة فعليه المبادرة بخطوات عملية وجريئة على جميع المستويات.
|