قطرة الأنف.. وحكم الصّوم

قطرة الأنف.. وحكم الصّوم

كثيرٌ من النّاس يُصابون بأمراض الحساسيّة، ومنها حساسيّة الأنف، ويستعملون لهذا الغرض قطرةً في الأنف، ويصف البعض منهم وضعهم الصحّيّ بأنّه دقيق، ففي حال لم يستعملوا (القطرة)، يتعرّضون لزكام وصداع شديدين، ولكن في حال استعمالها، يحسّون بطعمها في أفواههم...

فما حكم استعمال القطرة للأنف في شهر رمضان، وهل تعتبر من المفطّرات؟!

اختلف العلماء في حكم القطرة، فالقول الأوّل منهم ذهب إلى أنّ الصّائم لا يفطر بها، بدليل أنّ ما يصل إلى المعدة من هذه القطرة قليل جداً، وأنّ الدّواء الّذي في هذه القطرة، مع كونه قليلاً، فهو لا يغذّي، وعلّة التّفطير هي التقوية والتغذية، وقطرة الأنف ليست أكلاً ولا شرباً، لا في اللّغة ولا في العرف، والله تعالى إنما علّق الفطر بالأكل والشّرب...

والقول الثّاني يذهب إلى أنّ القطرة في الأنف تفطر، عملاً بالحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "بالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائماً"، فالحديث، في رأيهم، يدلّ على أنّه لا يجوز للصّائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته.

واعتبر أحد المجامع الفقهيّة أنّ قطرة الأذن أو قطرة الأنف ليست من المفطّرات.

وبما يتعلّق بالموضوع عينه، يقول سماحة الفقيه المجدّد السيّد محمد حسين فضل الله(رض): لا بأس بما يدخل إلى الجوف من غير الحلق إذا لم يصدق عليه الأكل أو الشّرب، وذلك مثل دخول الدّواء في الأذن أو العين، حتّى ولو أحسّ بطعم له في البلعوم، أو مثل ما لو أنفذ إبرة أو نحوها في جسده، فوصلت إلى جوفه، أو أدخل دواءً بالإبرة في يده أو فخذه، أو استخدم (طساسة) الرّبو، ونحو ذلك مما لا يصدق عليه الأكل والشّرب. أمّا إدخال الدّواء في الأنف بمثل القطرة، فالظّاهر أنه مما يصدق عليه الأكل والشّرب، لقربه إلى الحلق، فيبطل به الصّوم..[فقه الشّريعة، ج1، ص:479].

وفي موضع آخر، يعتبر سماحته(رض) أنّ قطرة الأنف تبطل الصّوم إذا كان الدّواء يصل إلى الجوف مباشرةً، أمّا إذا كان لا يتجاوز الفم، أو شكّ في ذلك، فلا يبطل به الصّوم... [المسائل الفقهيّة، العبادات، ص:408].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

كثيرٌ من النّاس يُصابون بأمراض الحساسيّة، ومنها حساسيّة الأنف، ويستعملون لهذا الغرض قطرةً في الأنف، ويصف البعض منهم وضعهم الصحّيّ بأنّه دقيق، ففي حال لم يستعملوا (القطرة)، يتعرّضون لزكام وصداع شديدين، ولكن في حال استعمالها، يحسّون بطعمها في أفواههم...

فما حكم استعمال القطرة للأنف في شهر رمضان، وهل تعتبر من المفطّرات؟!

اختلف العلماء في حكم القطرة، فالقول الأوّل منهم ذهب إلى أنّ الصّائم لا يفطر بها، بدليل أنّ ما يصل إلى المعدة من هذه القطرة قليل جداً، وأنّ الدّواء الّذي في هذه القطرة، مع كونه قليلاً، فهو لا يغذّي، وعلّة التّفطير هي التقوية والتغذية، وقطرة الأنف ليست أكلاً ولا شرباً، لا في اللّغة ولا في العرف، والله تعالى إنما علّق الفطر بالأكل والشّرب...

والقول الثّاني يذهب إلى أنّ القطرة في الأنف تفطر، عملاً بالحديث المرويّ عن الرّسول(ص): "بالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائماً"، فالحديث، في رأيهم، يدلّ على أنّه لا يجوز للصّائم أن يقطر في أنفه ما يصل إلى معدته.

واعتبر أحد المجامع الفقهيّة أنّ قطرة الأذن أو قطرة الأنف ليست من المفطّرات.

وبما يتعلّق بالموضوع عينه، يقول سماحة الفقيه المجدّد السيّد محمد حسين فضل الله(رض): لا بأس بما يدخل إلى الجوف من غير الحلق إذا لم يصدق عليه الأكل أو الشّرب، وذلك مثل دخول الدّواء في الأذن أو العين، حتّى ولو أحسّ بطعم له في البلعوم، أو مثل ما لو أنفذ إبرة أو نحوها في جسده، فوصلت إلى جوفه، أو أدخل دواءً بالإبرة في يده أو فخذه، أو استخدم (طساسة) الرّبو، ونحو ذلك مما لا يصدق عليه الأكل والشّرب. أمّا إدخال الدّواء في الأنف بمثل القطرة، فالظّاهر أنه مما يصدق عليه الأكل والشّرب، لقربه إلى الحلق، فيبطل به الصّوم..[فقه الشّريعة، ج1، ص:479].

وفي موضع آخر، يعتبر سماحته(رض) أنّ قطرة الأنف تبطل الصّوم إذا كان الدّواء يصل إلى الجوف مباشرةً، أمّا إذا كان لا يتجاوز الفم، أو شكّ في ذلك، فلا يبطل به الصّوم... [المسائل الفقهيّة، العبادات، ص:408].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية