إنّ الأساس هو أن يكون ارتباطنا بالقيادات وبالنَّاس وبالحياة وبكلّ المواقع، من خلال شريعة الله ورسوله، ومن خلال حكم أولي الأمر المؤتمنين على شريعة الله ورسوله، وعلى المسلمين جميعاً أن ينطلقوا في هذا الخطّ وفي هذا الاتّجاه، ويرفضوا كلَّ حكم الطّاغوت وكلّ شريعته وكلّ سياسته، وكلّ الموازين الاجتماعيّة لمجتمع الطّاغوت، لأنّ هناك حكم الله، وهو وليّ المؤمنين: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: 257]، فكيف يكون الطَّاغوت وليّاً لك من دون الله؟
عندما تلتزم الحاكم الّذي يفكِّر في غير ما يريد الله من فكر، ويحكم بغير ما يريد الله من حكم، ويتحرّك بغير ما يريد الله من حركة، فإنّه، حينئذٍ، وليّ لك من دون الله. ولست حرّاً - إذا كنت مؤمناً - في أن تلتزم من تشاء، فالإيمان خطٌّ أحمر يمنعك من الاندفاع إلى الطَّاغوت، كما قال تعالى مخاطباً نبيَّه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}[النساء: 60]، لا ينبغي أن نلجأ إلى حكم الله إذا كان إلى جانبنا، ثمَّ ننصرف عنه إلى حكم الطَّاغوت إذا لم يكن كذلك.
علينا أن نعرف أنَّنا إذا توحَّدنا بالشَّريعة وبكلام الله وكلام رسوله، فنستطيع أن نصل إلى نتائج كبيرة في حياتنا العامَّة وفي حياتنا الخاصَّة، لأنَّنا نملك، حينئذٍ، أساساً نرتكز عليه، وهذا هو الأساس الّذي استطاع المسلمون أن ينطلقوا فيه وهم في مواقع الضَّعف: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}[آل عمران: 123]، أي أنتم ضعفاء لا طاقة لكم، ولكنّ الموقف الرّساليّ والطّاعة لرسول الله (ص)، هي الّتي استطاعت أن تدفع بكم إلى مواجهة القوَّة الغاشمة على الرَّغم من كلِّ ضعفكم.
عندما استشار رسول الله (ص) الأنصار والمهاجرين، انطلق القول الإسلاميّ الحاسم: "يا رسول الله، إنَّها قريش وخيلاؤها، وقد آمنَّا بك وصدَّقنا، وشهدنا أنَّ ما جئت به حقّ، والله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضناه معك، والله لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}[المائدة: 24]، ولكنَّنا نقول امضِ لأمر ربِّك فإنّا معك مقاتلون"(1).
هذا التَّرابط بين القيادة الشَّرعيَّة في خطِّ الله وخطِّ رسوله وبين الأمَّة، هو الّذي يحقِّق للأمَّة المسلمة قوَّتها ومنعتها، ليفتحوا ثغرةً يستطيعون من خلالها أن يحقِّقوا ما يريدون، وهذا هو سرّ انتصار المسلمين وسرّ موقفهم الحاسم الّذي أعطاهم القوَّة والمنعة.
(1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 19، ص 217.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 19 – 02 – 1988م.
إنّ الأساس هو أن يكون ارتباطنا بالقيادات وبالنَّاس وبالحياة وبكلّ المواقع، من خلال شريعة الله ورسوله، ومن خلال حكم أولي الأمر المؤتمنين على شريعة الله ورسوله، وعلى المسلمين جميعاً أن ينطلقوا في هذا الخطّ وفي هذا الاتّجاه، ويرفضوا كلَّ حكم الطّاغوت وكلّ شريعته وكلّ سياسته، وكلّ الموازين الاجتماعيّة لمجتمع الطّاغوت، لأنّ هناك حكم الله، وهو وليّ المؤمنين: {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة: 257]، فكيف يكون الطَّاغوت وليّاً لك من دون الله؟
عندما تلتزم الحاكم الّذي يفكِّر في غير ما يريد الله من فكر، ويحكم بغير ما يريد الله من حكم، ويتحرّك بغير ما يريد الله من حركة، فإنّه، حينئذٍ، وليّ لك من دون الله. ولست حرّاً - إذا كنت مؤمناً - في أن تلتزم من تشاء، فالإيمان خطٌّ أحمر يمنعك من الاندفاع إلى الطَّاغوت، كما قال تعالى مخاطباً نبيَّه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}[النساء: 60]، لا ينبغي أن نلجأ إلى حكم الله إذا كان إلى جانبنا، ثمَّ ننصرف عنه إلى حكم الطَّاغوت إذا لم يكن كذلك.
علينا أن نعرف أنَّنا إذا توحَّدنا بالشَّريعة وبكلام الله وكلام رسوله، فنستطيع أن نصل إلى نتائج كبيرة في حياتنا العامَّة وفي حياتنا الخاصَّة، لأنَّنا نملك، حينئذٍ، أساساً نرتكز عليه، وهذا هو الأساس الّذي استطاع المسلمون أن ينطلقوا فيه وهم في مواقع الضَّعف: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}[آل عمران: 123]، أي أنتم ضعفاء لا طاقة لكم، ولكنّ الموقف الرّساليّ والطّاعة لرسول الله (ص)، هي الّتي استطاعت أن تدفع بكم إلى مواجهة القوَّة الغاشمة على الرَّغم من كلِّ ضعفكم.
عندما استشار رسول الله (ص) الأنصار والمهاجرين، انطلق القول الإسلاميّ الحاسم: "يا رسول الله، إنَّها قريش وخيلاؤها، وقد آمنَّا بك وصدَّقنا، وشهدنا أنَّ ما جئت به حقّ، والله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضناه معك، والله لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}[المائدة: 24]، ولكنَّنا نقول امضِ لأمر ربِّك فإنّا معك مقاتلون"(1).
هذا التَّرابط بين القيادة الشَّرعيَّة في خطِّ الله وخطِّ رسوله وبين الأمَّة، هو الّذي يحقِّق للأمَّة المسلمة قوَّتها ومنعتها، ليفتحوا ثغرةً يستطيعون من خلالها أن يحقِّقوا ما يريدون، وهذا هو سرّ انتصار المسلمين وسرّ موقفهم الحاسم الّذي أعطاهم القوَّة والمنعة.
(1) بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج 19، ص 217.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 19 – 02 – 1988م.