يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النّساء: 59]...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ}، فالله ربّك، وهو الّذي خلقك وأنعم عليك ورتّب لك كلَّ وجودك، وسهَّل لك كلَّ ما حولك، وسخَّر لك ما في السّموات وما في الأرض، فله عليك حقّ الطّاعة، فأنت عبده وهو السيِّد المطلق. وليس هناك شيء يمكن أن تجعله حاجزاً بينك وبين الله، وليس لك حقّ في أن تعترض على حكم من أحكام الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ...}[الأحزاب: 36]، وإذا قال الله في كتابه شيئاً، فعليك أن تحني حياتك ووجودك له، ولا يكفي أن تحني ظهرك فقط...
{وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} في كلِّ ما بيَّنه من تشريعات تتعلَّق بحياة النَّاس في عباداتهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم، فالكتاب والسنَّة هما المصدران الأساسيّان في بيان كلِّ ما أراد الله لنا أن نفعله أو نتركه.
ويأتي بعد ذلك: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، أطيعوا أولي الأمر الّذين جعلهم الله أولياء للأمَّة في حياتها، يركّزون لها الخطَّ في الأجواء التي أراد الله لها أن تعيشها، وفي المنهج الّذي أراد الله لها أن تتّبعه. وأولو الأمر هؤلاء هم الأمناء على حلال الله وحرامه، الّذين هم ورثة الأنبياء، وليس كلّ من يلي أمر الأمَّة يجب أن يُطاع، بل لا بدَّ من أن يكون ممن يلتزم عقيدة الأمَّة وشريعة الله وخطَّ رسول الله فيها، وممن ينتمي إلى ما ينتمي إليه، ويخلص في عمله وفي علاقاته للإسلام: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة: 55]. ومن هنا، قلنا إنَّ أئمَّة أهل البيت (ع) هم أولو الأمر، لأنَّهم انطلقوا في خطِّ الله وفي خطِّ رسوله، ولم يبتعدوا في كلِّ مواقع حياتهم، في ما يأمرون النَّاس به وفي ما ينهونهم عنه، عن خطِّ الله وعن خطِّ رسوله، فكلامهم من كلام الله ومن كلام رسوله، ومما يستوحونه في ذلك من عمليّة التّطبيق.
فهؤلاء هم أولو الأمر الّذين أمرنا الله بطاعتهم، ويأتي من بعدهم من سار في هذا الخطّ من الفقهاء الّذين هم أمناء الرّسل، والّذين يتحرّكون ليؤكّدوا التزامهم بالله ورسوله، وليرفضوا أيّ التزام غير هذا الالتزام، وهؤلاء هم الّذين لا بدّ للمؤمنين من أن يلتزموهم وأن يطيعوهم، حتّى إذا سألهم الله غداً في يوم القيامة: كيف أطعتم فلاناً؟ قالوا: قد أطعناه لأنّه وليّ أمرنا من خلال شريعتك، ومن خلال خطّك الّذي رسمته لنا في كتابك، وقد قلت لنا: أطيعوا أولي الأمر منكم، كما قلت لنا: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}.
من هنا، فمسألة القيادة في المنطلق الشَّرعيّ لأيّ حركة في حياة النَّاس، لا بدَّ من أن يهتمَّ بها المؤمنون، حتّى يدرسوا جيِّداً كيف هي شخصيّة القائد، وما هي أفكاره وانتماءاته وارتباطاته، وما هو سلوكه في نفسه وفي أهله وفي المجتمع، حتّى إذا استقام للأمَّة الفهم الكامل لشخصيَّة القيادة، سارت معها على أساس أنَّها تسير على الخطِّ الّذي تنتمي إليه وتخلص له.
وهذا ما يجب أن ننطلق فيه في كلّ حياتنا العمليّة، من خلال خطِّ الله ورسوله، ومن خلال الالتزام بولاية أولي الأمر الّذين يسيرون في خطِّ الله وفي خطّ رسوله.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 19 / 02 / 1988م.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}[النّساء: 59]...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ}، فالله ربّك، وهو الّذي خلقك وأنعم عليك ورتّب لك كلَّ وجودك، وسهَّل لك كلَّ ما حولك، وسخَّر لك ما في السّموات وما في الأرض، فله عليك حقّ الطّاعة، فأنت عبده وهو السيِّد المطلق. وليس هناك شيء يمكن أن تجعله حاجزاً بينك وبين الله، وليس لك حقّ في أن تعترض على حكم من أحكام الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ...}[الأحزاب: 36]، وإذا قال الله في كتابه شيئاً، فعليك أن تحني حياتك ووجودك له، ولا يكفي أن تحني ظهرك فقط...
{وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} في كلِّ ما بيَّنه من تشريعات تتعلَّق بحياة النَّاس في عباداتهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم، فالكتاب والسنَّة هما المصدران الأساسيّان في بيان كلِّ ما أراد الله لنا أن نفعله أو نتركه.
ويأتي بعد ذلك: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}، أطيعوا أولي الأمر الّذين جعلهم الله أولياء للأمَّة في حياتها، يركّزون لها الخطَّ في الأجواء التي أراد الله لها أن تعيشها، وفي المنهج الّذي أراد الله لها أن تتّبعه. وأولو الأمر هؤلاء هم الأمناء على حلال الله وحرامه، الّذين هم ورثة الأنبياء، وليس كلّ من يلي أمر الأمَّة يجب أن يُطاع، بل لا بدَّ من أن يكون ممن يلتزم عقيدة الأمَّة وشريعة الله وخطَّ رسول الله فيها، وممن ينتمي إلى ما ينتمي إليه، ويخلص في عمله وفي علاقاته للإسلام: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة: 55]. ومن هنا، قلنا إنَّ أئمَّة أهل البيت (ع) هم أولو الأمر، لأنَّهم انطلقوا في خطِّ الله وفي خطِّ رسوله، ولم يبتعدوا في كلِّ مواقع حياتهم، في ما يأمرون النَّاس به وفي ما ينهونهم عنه، عن خطِّ الله وعن خطِّ رسوله، فكلامهم من كلام الله ومن كلام رسوله، ومما يستوحونه في ذلك من عمليّة التّطبيق.
فهؤلاء هم أولو الأمر الّذين أمرنا الله بطاعتهم، ويأتي من بعدهم من سار في هذا الخطّ من الفقهاء الّذين هم أمناء الرّسل، والّذين يتحرّكون ليؤكّدوا التزامهم بالله ورسوله، وليرفضوا أيّ التزام غير هذا الالتزام، وهؤلاء هم الّذين لا بدّ للمؤمنين من أن يلتزموهم وأن يطيعوهم، حتّى إذا سألهم الله غداً في يوم القيامة: كيف أطعتم فلاناً؟ قالوا: قد أطعناه لأنّه وليّ أمرنا من خلال شريعتك، ومن خلال خطّك الّذي رسمته لنا في كتابك، وقد قلت لنا: أطيعوا أولي الأمر منكم، كما قلت لنا: {أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}.
من هنا، فمسألة القيادة في المنطلق الشَّرعيّ لأيّ حركة في حياة النَّاس، لا بدَّ من أن يهتمَّ بها المؤمنون، حتّى يدرسوا جيِّداً كيف هي شخصيّة القائد، وما هي أفكاره وانتماءاته وارتباطاته، وما هو سلوكه في نفسه وفي أهله وفي المجتمع، حتّى إذا استقام للأمَّة الفهم الكامل لشخصيَّة القيادة، سارت معها على أساس أنَّها تسير على الخطِّ الّذي تنتمي إليه وتخلص له.
وهذا ما يجب أن ننطلق فيه في كلّ حياتنا العمليّة، من خلال خطِّ الله ورسوله، ومن خلال الالتزام بولاية أولي الأمر الّذين يسيرون في خطِّ الله وفي خطّ رسوله.
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 19 / 02 / 1988م.