[يقول تعالى عن الّذين يتّبعون الشّيطان ويبتعدون عن الله]: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ}[المجادلة: 19]. فدور الشَّيطان أن يغلق عقلك عن الله، فلا يعود يفكِّر في الله، ودوره أن يغلق قلبك عن الله، فلا ينبض بالله، ودوره أن يبعد الله عن طريقك وعن خطَّتك وعن علاقاتك وعن معاملاتك وعن كلِّ أقوالك وعن كلِّ أفعالك.
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}[الحشر: 19]، فإذا نسيت ربّك نسيت نفسك، ونسيت مسؤوليَّتها ومصيرها {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المجادلة: 19]. والله يقول لنا ويحذّرنا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6].
ولقد حدّثنا الله عن الشيطان في أكثر من آية وإشارة {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ}[الأعراف: 14 – 15]، قال وقد حضّر كلّ أسلحته: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}[الأعراف: 16] كحاجز في منتصف الطَّريق، {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف: 17]. ولكنَّ الله قال له: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} سلطانك على الغافلين والضالَّين {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الحجر: 42].
ويحدّثنا عنه {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ} هناك يصبح الشيطان تقيّاً {إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الحشر: 16]، فكان عاقبتهما أنّهما في النار خالدين فيها، وذلك جزاء الظالمين.
وفي نهاية المطاف، يقف الشيطان في يوم القيامة، ويقف الناس الذين أغواهم، وزيّن لهم، وأضلّهم، وأنساهم ربّهم، وأبعدهم عن الله, ويجد النَّاس الشَّيطان فرصة لهم ليقدّموا عذرهم أمام الله، فليتحمَّل الشيطان وزر كلّ الخلائق {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}، إنّه محامٍ من أروع المحامين {إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ}، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة: 7 – 8]، وها أنتم ترون الخير أمامكم لمن عمل الخير، والشرّ لمن عمل الشرّ، والله أصدق الواعدين {وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}، فمهمّتي ـــ والكلام للشيطان ـــ هي أن أكذب، فلقد كذبت على أبيكم عندما أقسمت له أيماناً مغلّظة {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}[الأعراف: 21]، {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}[الأعراف: 20].
{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ}، فلا يحمِّلني أحدٌ المسؤوليَّة {إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ} قرعتُ الطَّبل فتجمَّعتم حولي {فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم}، لقد أعطاكم الله عقلاً فلماذا لم تحرّكوه، وأنزل عليكم رسلاً فلماذا لم تتّبعوهم؟ ثم يقول لهم: كلّنا في المحرقة {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[إبراهيم: 22].
* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.
[يقول تعالى عن الّذين يتّبعون الشّيطان ويبتعدون عن الله]: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ}[المجادلة: 19]. فدور الشَّيطان أن يغلق عقلك عن الله، فلا يعود يفكِّر في الله، ودوره أن يغلق قلبك عن الله، فلا ينبض بالله، ودوره أن يبعد الله عن طريقك وعن خطَّتك وعن علاقاتك وعن معاملاتك وعن كلِّ أقوالك وعن كلِّ أفعالك.
{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}[الحشر: 19]، فإذا نسيت ربّك نسيت نفسك، ونسيت مسؤوليَّتها ومصيرها {أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[المجادلة: 19]. والله يقول لنا ويحذّرنا: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: 6].
ولقد حدّثنا الله عن الشيطان في أكثر من آية وإشارة {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ}[الأعراف: 14 – 15]، قال وقد حضّر كلّ أسلحته: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}[الأعراف: 16] كحاجز في منتصف الطَّريق، {ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف: 17]. ولكنَّ الله قال له: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} سلطانك على الغافلين والضالَّين {إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}[الحجر: 42].
ويحدّثنا عنه {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ} هناك يصبح الشيطان تقيّاً {إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الحشر: 16]، فكان عاقبتهما أنّهما في النار خالدين فيها، وذلك جزاء الظالمين.
وفي نهاية المطاف، يقف الشيطان في يوم القيامة، ويقف الناس الذين أغواهم، وزيّن لهم، وأضلّهم، وأنساهم ربّهم، وأبعدهم عن الله, ويجد النَّاس الشَّيطان فرصة لهم ليقدّموا عذرهم أمام الله، فليتحمَّل الشيطان وزر كلّ الخلائق {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ}، إنّه محامٍ من أروع المحامين {إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ}، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}[الزلزلة: 7 – 8]، وها أنتم ترون الخير أمامكم لمن عمل الخير، والشرّ لمن عمل الشرّ، والله أصدق الواعدين {وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ}، فمهمّتي ـــ والكلام للشيطان ـــ هي أن أكذب، فلقد كذبت على أبيكم عندما أقسمت له أيماناً مغلّظة {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ}[الأعراف: 21]، {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}[الأعراف: 20].
{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ}، فلا يحمِّلني أحدٌ المسؤوليَّة {إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ} قرعتُ الطَّبل فتجمَّعتم حولي {فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم}، لقد أعطاكم الله عقلاً فلماذا لم تحرّكوه، وأنزل عليكم رسلاً فلماذا لم تتّبعوهم؟ ثم يقول لهم: كلّنا في المحرقة {مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[إبراهيم: 22].
* من كتاب "النَّدوة"، ج 2.